رواية لا جالاتيا - La Galatea Novel

اقرأ في هذا المقال


الروائي الشهير ميغيل دي ثيربانتس هو من مواليد دولة إسبانيا، يعتبر من أهم وأبرز الأدباء الذين برزوا في القرن الخامس عشر، حيث أنه له باع طويل في كتابة الروايات والقصص القصيرة، وقد تم تكريمه على أعماله الأدبية بوضع صورته على إحدى القطع النقدية، ومن أكثر الروايات التي حققت له شهرة واسعة حول العالم ونسبة مبيعات عالية هي رواية لا جالاتيا، والتي تُرجمت إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.

نبذة عن الرواية

يُعد ميغيل دير ثيربانتس من أهم الرواد في كتابة الأعمال الأدبية؛ وذلك لأنه كان له تأثير كبير على الكُتاب من بعده، وقد نالت رواياته شهرة واسعة حول العالم بسبب طغيان أسلوب السخرية وروح الدعابة التي تميزت بها، قام المؤلف بنشر الرواية على شكل ست أجزاء متتالية، وقد صنفها الأدباء تحت مسمى رواية رعوية؛ أي أنها الشخصيات الرئيسية فيها كانوا عبارة عن رعاة، وعلى الرغم أنها مكتوبة بطريقة نثرية إلى أنها تحتوي على مجموعة من المقطوعات الشعرية، كانت غاية وهدف الكاتب منها أن تكون عبارة عن مجال جديد في عالم سيكولوجيا الحب.

حرص المؤلف على استخدام جميع الموارد والمصادر التي ترتكز عليها الرواية الرعوية بالشكل العام، حيث تم تقديمها بشكل تام ومتكامل من خلال سرد بعض الأبيات الشعرية في حين والاعتماد على النثر  في حين آخر خلال سردة للأحداث، كانت الموسيقي التي تتخل الرواية بمثابة عنصر أساسي أو عنصر مهم يستخدم في تحديد السياق للقارئ، وبالإضافة إلى ذلك تم الكشف من خلال الأحداث عن صفات والمميزات التي تتسم بها الشخصيات.

في بداية سرد الوقائع تبدأ الأصوات في مناجاة النفس حتى تصل إلى الحوار، كان يغلب على الرواية طابع السيرة الذاتية، حيث تطرقت إلى الحديث عن فصاحة وبلاغة العشاق، ثم بعد ذلك يتم التوقف للحيلولة دون إهمال القراءة لصفات للشخصيات المشاركة، إذ تم تقديم الشخصيات الرعاة للقارئ على أنهم عبارة عن موسيقيين مشهورين وفلاسفة وشعراء كذلك، حيث أن تلك الشخصيات كانت تبحث عن نظرة شفقة في عيون المتلقي؛ وذلك بسبب دخولهم في عالم مليء بالزيف جراء معاناتهم من آلام الحب والعشق، أبرز الكاتب الليل على أنه أحد أهم العناصر في الرواية، حيث يبحث فيه العاشق عن السلام والهدوء الذي يحتاج إليه من أجل الإفصاح والتعبير عن محنته في الحب، إذ كان بمثابة تقليد رعوي وريفي، كما جسد الراوي دور هام جدا للترتيب المنطقي الخاص بالدراما، وكذلك من أجل تعزيز وترتيب الأفكار المبتغاة للقارئ.

كما تضمنت الرواية مجموعة كبيرة من المؤلفات الشعرية النثرية، والتي كان يتغنى بها كافة الشخصيات؛ حيث أن تلك الطريقة الوحيدة التي كانوا يستطيعون من خلالها التنفيس عن آلام وحسرتهم في حبهم المستحيل، حيث يتغنون بالحب الأفلاطوني الذي يتمنونه، بالإضافة إلى مجموعة من القصائد الشعرية التي كانت مسلية ومثيرة للاهتمام، والتي تدور في مضمونها حول الموضوع الأساسي للرواية، كما وجد الأدباء والنقاد فيها كذلك عدة مواجهات جدلية مثيرة في الحديث عن طبيعة الحب، حيث جعل اعتذارهم موجه إلى الحب والأسى، كما توجه للحديث عن سيكولوجية  الحب من وجهة علم النفس في الجزء الثالث من الكتاب.

وقد دارت مناقشة بين الشخصيات الرعاة من خلال بيت شعر، والذي يشير إلى أنّ العشق في الأصل كان قد انشق من الحب، كما أنه يسبب آلام أكثر بكثير من تلك الآلام التي تنبثق عن الغيرة والاحتقار والغياب أو حتى موت وفراق الأحبة، موضوع الرعوية الذي تطرق له الكاتب في روايته يتسع ليشمل المثالية التي يطمح إليها كل رجل كان قد عاصر عصر النهضة، حيث أراد أن يثنى على البراعة التي تميز بها من كانوا يؤلفون الشعر الإسباني في ذلك الوقت.

وفي النهاية تتوقف أحداث الرواية بشكل مفاجئ بقصيدة، ولكن من كان على غير العادة أن تلك القصيدة تُغنى من قِبل العديد من الفنانين، كما أنه في ذلك الوقت تم جمع الغالبية العظمى من الروايات الرعوية والعمل على حرقها، إلى أن تلك الرواية كانت قد ونالت نصيبها من النشر، ويعود الفضل بذلك إلى أحد رجال الدين برفقة حلاق قاموا بإخفائها ونشرها في وقت لاحق، فيما أعلنوا أن المؤلف يقوم بتحرير الجزء الثاني وسوف يقوم بنشره في وقت قريب، لكن حتى هذا اليوم لم تكن هناك أي معلومات مؤكدة حول إنتاج هذا العمل.

ملخص رواية لا جالايتا

في البداية وقائع وأحداث الرواية في أحد الأماكن الذي يُعني إلى الكاتب الإشارة إلى مكان مرموق وهو مكان يربط بين المثالية والحقيقة، فمن وجهة نظر المؤلف ينبغي أن يقوم الكاتب باختيار مكان يتناسب مع الفكرة التي يرغب بطرحها، حيث أنه من منظوره الحب هو أسمى شعور قد يمثل الجمال المثالي، وذلك اختار شواطئ نهر تاجة وهو عبارة عن نهر يجرى داخل شبه جزيرة الأندلس وهو يمر بدولتي إسبانيا والبرتغال، ومن تلك المنطقة كان قد جاء ببطلة الرواية والتي تدعى جالاتيا، وهي فتاة في مقتبل العمر يقع في عشقها اثنين من الشباب، الشاب الأول يدعى إلي والشاب الثاني يدعى إراسترو.

كان هؤلاء الشابان يعملان في عمل الرعاة، وكلاهما يحملان الحب لتلك الفتاة، وذلك لعدة أسباب إذ أن الفتاة كانت ترعى الأغنام وهذا ما جذبهما إليها، حيث أنها كانت على مقرب منهما على الدوام، كما أنها كانت فتاة فائقة الجمال ولديها من الصفات ما يجعلها تكون محور الحديث في الرواية، حيث كانت تتميز بحدة الذكاء والفطنة والعفة والخجل واللطافة والنعومة، وعلى الرغم من درجة الحب التي وقعها بها الشابان إلا أنه لم يكن حبهما يلقى أي ردة فعل أو مقابل؛ وذلك لأنها كانت فتاة تمتلك تطلعات مختلفة تماماً عن الواقع الذي تعيش فيه، إذ انها هدفها الحرية الروحانية كما أنها تعشق الاستقلال، ولم يكن لديها أدنى استعداد أو رغبة في أن تخوض علاقة حب أن تجعل من نفسها أسيرة لنيران الحب.

وفي أحد الأيام عزم والدها أن يرغمها على الزواج من أحد الرعاة الأثرياء، وفي ذلك الوقت لم يكن بيدها قرار حياتها، فقررت أن تطلب من أحد الأشخاص مساعدتها في التملص من ذلك الزواج، وبالفعل ذهبت إلى إلي وطلبت منه أن يساعدها لمعارضة قرار والدها، وعلى أثر ذلك وعدته في حال تمت تلك المهمة سوف توافق على الزواج منه، ولم يتطرق المؤلف إلى الحديث عن حالة الحب المهدور والمعاناة التي عاشها إلي في عشقة للفتاة جالاتيا فقط، بل تناول كذلك الحديث عن حياة بعض الأشخاص البارزين في الرواية، والذين بدورهم عانوا من قسوة الحب من طرف واحد، وأن هذا العشق كان غير مستجاب من جانب الحبيبة، فيسرد من خلال الرواية عن المشاعر والأحاسيس التي يضمرونها من خلال جو مثالي.


شارك المقالة: