تُعتبر الرواية من أهم مؤلفات الكاتبة والأديبة البريطانية أجاثا كريستي، وقد تم العمل على نشرها للمرة الأولى في المملكة المتحدة باللغة الإنجليزية في سنة 1964م، وقد كانت الرواية من أهم الروايات التي حققت شهرة واسعة ونسبة مبيعات عالية، حيث أنها لاقت انتشار واسع حال صدورها.
رواية لغز الكاريبي
في البداية كانت تدور الأحداث حول أحد البحار الذي يعرف باسم البحر الكاريبي، وعلى وجه الخصوص في إحدى الفنادق الذي يعرف باسم فندق غولدن بالم الواقع في جزيرة سانت هونوري، وفي ذلك المكان كانت تقضي سيدة تدعى ماربل فترة نقاهة واسترخاء، حيث أنه في ذلك الوقت كان قد تكفل أحد أقربائها بدفع تكاليف الرحلة بعد أن تعرضت إلى وعكة صحية وتدهورت حالتها، لكن ماربل في تلك الفترة كانت تشعر بالملل في تلك البقعة من العالم، إذ كانت ترى أنها لا يحدث بها أي شيء مثير للاهتمام، وأثناء تلك الرحلة التقت بشخص يدعى الرائد بلغراف.
وقد كان ذلك الرائد يتحدث في العديد من القصص الطويلة والتي كانت ترى أنها كذلك مملة للغاية، حتى أنه في الكثير من الأحيان كان يكرر ذات القصة مرات عدة، ولهذا السبب كان كافة المقيمين في الفندق يحاولون تجنبه باستمرار، ولكن في لحظة ما كان هذا الرائد قد قص حكاية أثارت انتباه واهتمام ماربل، وقد كانت تلك الحكاية حول أحد المجرمين الذي قام بالعديد من جرائم القتل ولكنه كان في كل مرة يفلت من الجزاء والعقاب، كما صرح الرائد أنه يملك صورة لهذا المجرم، حيث أعطاها له أحد معارفه المقربين، وهنا أظهرها لماربل، ولكنه تراجع بشكل مفاجئ مغيراً حينها محور الحديث، وقد كان ذلك الأمر قد أثار استغراب ماربل، وحينما التفتت حولها وجدت أن هناك عدد من الأشخاص قد حضروا في تلك اللحظة وأصبحوا قريبين جداً من مكان جلوسها مع الرائد.
وفي صباح اليوم التالي وجدت إحدى العاملات في الفندق وتدعى فكتوريا الرائد متوفي في غرفته، وقد تبين أن الوفاة تبدو أنها تعود لأسباب طبيعية بعد أن تم العثور على علبة دواء خاصة بمرض ارتفاع ضغط الدم في الكوخ الذي كان يقيم به في السابق، ولكن الأمر لم يمر على ماربل مرور الكرام، إذ شكت في أن الرائد تم قتله وأن لهذا علاقة بالصورة التي همّ بإظهارها لها البارحة، وبناء على تلك الشكوك طلبت من الطبيب الذي يدعى غراهام والذي قام بفحص جثة الفقيد أن يبحث لها عن الصورة بين أغراض المتوفي، وهنا ادعت أنها صورة لأحد أقربائها كانت قد أعطتها للرائد وتريد استرجاعها الآن، كما قدمت له ذات المواصفات التي تحتويها الصورة التي وصفها لها الرائد.
وفي تلك الأثناء تقوم ماربل باستجواب مجموعة من الأشخاص بشكل غير مباشر، وقد كان من ضمنهم شخصين يدعيان الأول تيم والثاني مولي وهم مالكي الفندق والقس الذي يدعى بريسكوت وشقيقته، والسيد جايسون رافييل وهو رجل ثري، ولكنه كبير في السن ومُقعد ويعاني من ضعف في عضلة القلب، وخادمه الذي يدعى جاكسون، وسكرتيرته التي تدعى إيستر والترز، بالإضافة إلى الزوجين من أصول أمريكية وهما يدعيان لاكي وغريج دايسون، وصديقيهما اللذان يدعيان إدوارد وزوجته إيفيلين هيلينغدون، كما التقت ماربل بالسينيورة دي كاسبيرو، وهي سيدة كانت قد قدمت من أمريكا الجنوبية لقضاء عطلتها في ذات الفندق، وهنا تصرح السنيورة وتشير إلى أنها تتذكر الرائد جيداً؛ وذلك لأنه يتميز بأن لديه عين شريرة، ولكن تعارضها ماربل وتقول أن لديه عين زجاجية وليست عين شريرة، لكن السينيورة تصر على رأيها.
وفي ذلك الوقت تشير الخادمة إلى أنها وخلال تنظيفها للغرفة الخاصة الرائد في العديد من المرات السابقة لم تلاحظ هناك أي وجود لعلبة الدواء تلك التي كانت خاصة بمرض ارتفاع ضغط الدم، وعند حلول الليل يتم العثور على فيكتوريا متوفية بعد أن تم طعنها بأداة حادة، ومن هنا تبدأ تراود مولي مالكة الفندق العديد من الكوابيس المزعجة؛ وذلك جراء بعد وقوع وفاتين في الفندق الذي تديره برفقة زوجها، وعلى إثر ذلك حاولت الانتحار بتناولها إلى جرعة زائدة من الحبوب المنومة، ولهذا تثار حولها العديد من الشكوك بعد أن يؤكد أحد الطهاة أنه رآها وهي تحمل أداة حادة من أدوات المطبخ وتوجهت بها نحو الخارج ليلة وفاة الخادمة فيكتوريا.
وفي تلك الأثناء لاحظت ماربل صدفة بينما كانت تهتم بالسيدة مولي خشية من أن تحاول الانتحار مرة ثانية أن جاكسون يعبث بمواد التجميل التي تعود إلى مولي، وقد برر ذلك بأن إحدى السيدات المقيمات في الفندق قد طلبت منه استعادة أحمر شفاه الذي أعارته لزوجته ولم تريد إزعاجها بسبب حالتها، لكن أثناء ذلك كان جاكسون يتمتم بكلام غريب إلى حد ما، عن أنه يمكن جعل الإنسان يصاب بحالة من الهلوسة والهذيان من خلال استخدام نوع معين من أنواع العقاقير أو الأعشاب السامة، وهنا تقوم المحققة بسؤال باقي المقيمين في الفندق إن كان الرائد قد تحدث مع أحدهم حول قصة أحد المجرمين أو أراهم صورته، ولكن أقوالهم كانت تتضارب حول ذلك الموضوع، حتى أن بعضهم أشار إلى أن القاتل الذي كان يشير إليه الرائد كان امرأة وليس رجل، وهنا تم طلب تشريح جثة الرائد، وقد أوضحت نتائج التشريح أنه توفي مسموماً.
وفي صباح أحد الأيام أفاق تيم ولم يجد زوجته بجانبه، وحين تم البحث عنها في كافة أرجاء الفندق، تم العثور على جثة غارقة وقد ظن الجميع أنها تعود إلى لمولي، ولكن ما اتضح أن تلك الجثة تعود إلى لاكي والتي كانت تشبه مولي إلى حد كبير ولهما نفس لون الشعر، وهنا عزمت ماربل بعد ذلك على إيقاظ السيد رافييل في منتصف الليل وتقول له أنهما من واجبهم أن يمنعا وقوع جريمة أخرى في الفندق، وهنا يذهبان برفقة الخادم جاكسون إلى منزل مولي وتيم، وإذ بهم يجدان أن تيم حاول إقناع زوجته بشرب شيء لتهدئة أعصابها، وهنا طلبت ماربل من جاكسون أن يتناول ذلك الشراب من تيم بشكل سريع، وتصرح على الفور أنه يحتوي على مادة سامة، كما أشارت ماربل أن تيم هو المجرم الحقيقي الذي تحدث عنه الرائد، وقد قام بالتعرف عليه ذلك اليوم على الشاطئ حينما أخفى الصورة بشكل مفاجئ.
كما تذكرت ملاحظة السنيورة حول عين الرائد والتي أشارت إلى أنها عين شريرة، وعلى إثر ذلك استنتجت ماربل أن الرائد لم يكن ينظر إلى الأشخاص الذين رأتهم قريبين منهم في ذلك اليوم؛ لأن عينه تلك عليلة ولا يتمكن من الرؤية بها، بل كان ينظر صوب تيم، لذا كان من الضروري لتيم أن يسعى لقتل الرائد، ثم بعد ذلك عزم على التخلص من فكتوريا بعد أن اكتشفت موضوع زجاجة الدواء، كما تستذكر ماربل حديث جاكسون الغريب حول العقاقير والأعشاب السامة التي تسبب حالة من الهلوسة.
وهنا أدركت أن تيم يقوم بوضع شيء من هذه الأشياء في مواد تجميل زوجته، وهذا ما سبب حالتها النفسية المضطربة باستمرار، كما أنه عزم على قتل لاكي عن طريق الخطأ لأنه اعتقد أنها زوجته، وحينما اكتشف خطأه حاول قتل زوجته مرة أخرى عن طريق استخدام الشراب المسموم، وفي النهاية تدخلت والترز بشكل مفاجئ وأشارت أنه ليس من الممكن أن يكون تيم قاتل، حيث اتضح أنه كان يحاول الإيقاع بوالترز ووعدها بالزواج منها، لكن زوجته كانت تقف عقبة في طريقهما لذا وجب أن يتخلص منها، وسبب إقدامه على الزواج من والترز هو الأموال التي كانت سوف ترثها بعد وفاة مستخدمها رافييل.