رواية لقاء في بغداد - They Came to Baghdad Novel

اقرأ في هذا المقال


مما هو معروف عن الأديبة البريطانية أجاثا كريستي أنها من أوائل الرائدات في مجال الأدب، حيث أنه صدر عنها العديد من الأعمال الأدبية، وقد كان الأدباء والنقاد يصنفون الطابع الأدبي الذي يطغى على كتابتها أنه طابع التحقيق، وقد لاقت أعمالها الأدبية صدى واسع حول العالم حال صدورها، ومن أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي رواية لقاء في بغداد، أو ما تعرف أحياناً باسم موعد في بغداد، وقد تم العمل على نشرها سنة 1951م، وقد تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما أنه تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.

نبذة عن الرواية

كانت الرواية قد تناولت في مضمونها الحديث حول قمة أقيمت في دولة العراق، حيث اختيرت العاصمة بغداد لتكون المكان الذي تتضمنه الأحداث؛ وذلك لأنه وقع عليه الاختيار كموقع مناسب يتم به عقد اجتماع وقمة عالمية سرية للغاية، وقد كان ذلك الاجتماع يضم مجموعة كبيرة من قادة الدول العظمى، حيث كان ذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، غير أنه من سوء حظ تلك الدول أن هناك الكثير من المعلومات التي تم تسريبها إلى أن وصلت إلى إحدى المنظمات السرية، والتي بدورها كانت تسعى بكامل جهودها من أجل إفشال تلك القمة وإفساد ذلك الاجتماع.

تدور الأحداث حول إحدى الفتيات والتي تدعى فكتوريا جونز، كانت ما زالت شابة في مقتبل العمر وتقيم في إحدى الفنادق القريبة من مكان الاجتماع، إذ أنها في أحد الأيام كانت قد وجدت نفسها في وسط أجواء من التوتر والقلق وبدون أي سابق إنذار، ففي الواقع كانت هي فتاة جريئة ومتمردة إلى حد كبير، بالإضافة إلى أنها شخصية تحب الخوض في المغامرات، ولكن ما حصل كان يفوق مستوى توقعاتها كما أنه أعلى من المستوى التي تذهب به في مغامراتها، ففي لحظة ما يقدم إلى غرفتها الخاصة بها في الفندق أحد العملاء السريين، وهنا يلفظ العميل السري والذي كان مصاب بالعديد من الجروح أنفاسه الأخيرة.

رواية لقاء في بغداد

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول إحدى الشخصيات الرئيسية وهو فتى يدعى كروسبي، حيث أنه في أحد الأيام كان يعمل ككابتن من أحد المصارف التابعة إلى أحد البنوك، وقد كان الشارع الذي يتواجد فيه الكابتن يعرف باسم شارع البنوك، حيث أن ذلك الشارع يقع في عاصمة دولة العراق بغداد، وعلى وجه الخصوص يقع في وسط العاصمة، وقد سمي بذلك الاسم لأن الغالبية العظمى من البنوك تتواجد فيه، وفي ذلك البنك كان هناك شيء من الرطوبة العالية، إذ تطغى عليه البرودة والعتمة وأكثر ما كان يطغى عليه هي رائحة العفن التي تسيطر عليه، وأثناء تواجده داخل البنك كانت هناك مجموعة من الضربات لعدد كبير من الآلات الكاتبة، والتي كانت تصدر أصوات عالية من خلفه.

بينما الأجواء في الخارج فقد كانت الشمس حارة وساطعة، كما كان الغبار المتطاير ينتثر في كافة شارع البنوك، وأما بالنسبة إلى الازعاج والضوضاء فقد كانت كثيرة وشديدة ومتنوعة المصادر، فقد كان هناك الكثير من أصوات المنبهات الملحة بالإضافة إلى الأصوات العالية جداً التي تصدر عن الباعة للسلع المختلفة، وعلاوة على كل ذلك كان هناك العديد من المشاجرات الحامية التي تدور بين جموع من الناس الذين يبدو عليهم أن البعض منهم على وشك قتل البعض الآخر، ولكنهم في حقيقة الأمر كانوا أصدقاء وأحباب مقربين.

كما كان هناك في الشارع مجموعة من الرجال والصبية والأطفال الذين يبيعون جميع أنواع النباتات والحلويات والحمضيات وكافة مستلزمات ومتطلبات المعيشة، وذلك من خلال الدوران بها في الشوارع محملة على الآلات والصواني، وكما كان هناك كذلك أصوات من أجل تنحي الناس عن الطرقات باستمرار، وفوق كل ذلك كانت تعلو أصوات سواقي الحمير والخيول، حيث أن نبرة صوته كانت مرتفعة إلى حد كبير بسبب انزعاجه من هدير السيارات وصياح المشاة، وقد كان كل ذلك يحدث في تمام الساعة الحادي عشر صباحاً، وفي إحدى اللحظات أوقف الكابتن كروسبي أحد الصبية، والذي كان يركض بشكل سريع جداً ويحمل على أحد ذراعيه مجموعة من المجلات والجرائد، إذ قام بشراء واحدة منهن.

ومن تلك اللحظة حاول الخروج من شارع البنوك وسرعان ما توجه إلى شارع يعرف باسم شارع الرشيد، وقد كان من أهم الشوارع الرئيسية في مدينة بغداد، حيث أن ذلك الشارع كان يخترق العاصمة على مدى أربعة من الأميال أي ما يقارب على الستة كيلومترات ونصف، كما أنه كان محاذي إلى نهر دجلة، وفي ذلك المكان كان الكابتن قد قام بإلقاء نظرة سريعة على أهم العناوين الرئيسية والأخبار التي تتضمنها الجريدة، ثم بعد ذلك قام بوضعها تحت إبطه، وبعد أن سار في الطريق إلى ما يقارب المائتي متر استدار نحو أحد الاتجاهات إلى أن دخل في أحد الدروب الضيقة جداً، إلى أن أفضت به الطريق إلى ما يعرف بخان أو حوش، وفي إحدى جانبيه كان هناك باب يوجد عليه لافته مصنوعة من مادة النحاس قام الكابتن بدفعه، إذ فتح إلى داخل مكتب.

وفي تلك الأثناء سرعان ما وقف أحد الموظفين والذي كان شاب من أصول عراقية طويل القامة ووسيم ويمتلك مظهر براق ولامع، حيث كان يجلس خلف آلة كاتبة وتوجه صوب الكابتن وقد كانت تعتلي الابتسامة وجهه، وهنا قام بالترحيب بالكابتن وسار به ليوصله إلى المكتب الرئيسي.

وفي ذلك الوقت كان المكتب الرئيسي يعود إلى رجل يعرف باسم السيد داكين، وحين التقى الكابتن مع مستر داكين، أخبره الكابتن أنه للتو كان قد وصل إلى بغداد قادماً من مدينة كركوك، وقد كان كل تفكيره وتفكير السيد داكين يتركز حول مراقبة أحداث الاجتماع السري الذي سوف يتم عقده في بغداد، وهنا تساءل الكابتن فيما إذا الدكتاتور الكبير والذي كان يشير به إلى صاحب ورئيس أقوى قوة أوروبية عظمى، وقد أشار إلى أنه توصل إلى شيفرة مكتوب فيها بأن القادة سوف يصلون إلى دولة العراق في القريب العاجل.

وبعد أن غادر الكابتن المكتب همس السيد داكين لنفسه أنهم اختاروا بغداد كمكان لعقد الاجتماع الطارئ، وأمسك ورقة وكتب عليها كلمة بغداد ووضح حولها دائرة، ثم بعد ذلك قام بتحويلها إلى خريطة تتضمن مجموعة من الطائرات والقطارات التي ينفث منها الدخان بالإضافة إلى البواخر ورسم جمل تحيط بالدائرة من كل جانب، وفي الطرف الأسفل من الورقة قام برسم علامة استفهام كبيرة محاطة بشبكة عنكبوت كتب في وسطها آنا شيل.


شارك المقالة: