تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب توماس مان، وقد تم العمل على نشرها عام 1897م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شاب تلقى بحياته العديد من الصدمات والمآسي، وحينما حاول الابتعاد عنها ونفيها، قامت بالقضاء عليه.
الشخصيات
- يوهانس فريدمان
- القنصل الهولندي
- والدة يوهانس
- الضابط فون رينلينجن
- السيدة جيردا زوجة فون
رواية ليتل هير فريدمان
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول رجل يدعى يوهانس فريدمان، حيث أن ذلك الرجل حينما كان في مرحلة الطفولة حدث وأن سقط عن طاولة تسبب له بحدوث تشوه جسدي، وعلى الرغم من العديد من المحاولات التي قام بها من أجل أن يقوم بالتخلص من ذلك التشوه، إلا أنه لم يتمكن من التخلص منه، ولم يكن خفيفاً أو يمكن تغطيته، إذ أنه يظهر على صدره بشكل مدبب وعالي، كما أنه كان منتشراً على ظهره الواسع وذراعيه النحيفين للغاية، وكان يبدو ذلك التشوه لكل من يشاهده بأنه منظر غريب ومريب.
ولكن الغريب في الأمر أن يديه وقدميه كانتا حساستين وضيقتين إلى حد ملفت للنظر، وكان لديه عيون كبيرة وواسعة، وفم لطيف وناعم، ويمتلك شعر بني فاتح ناعم طويل بعض الشيء يتدلى على ظهره، وعلى الرغم من أن ملامح وجهه كان يرثى لها بين كتفيه، إلا أنه كان يتميز بشيء من الجمال البسيط.
وعلى الرغم من أنه كان ينتمي إلى إحدى العائلات التي تُعتبر من أكثر وأثرى العائلات على مستوى المدينة وتنتمي إلى الدوائر الأولى في المدينة التجارية والتي كانت متوسطة حجم، إلا أنهم ذات يوم تعرضت عائلته لخسائر كبيرة بعد وفاة والده، ولم يعودوا من العائلات الثرية، وبعد أن آلت العائلة إلى تلك الحالة قام القنصل الهولندي بتولي شؤون العائلة، كما أن والدة يوهانس كانت تركز اهتمامها على رعاية يوهانس والذي لا يزال في مرحلة صغيرة من عمره، وعلى الدوام تلقبه باللطيف الحزين. بالإضافة إلى تقديم الحماية الكاملة لشقيقاته الثلاث واللواتي كن أكبر منه سناً، وعلى الرغم من وصولهن إلى مرحلة متقدمة في العمر، إلا أنهن لم يتزوجنّ؛ وذلك لأن ملامحهن وصفت بالقبيحة، وإلى جانب والدتهن يقدمن كذلك العناية بشقيقهن الصغير.
ومع مرور الوقت أصبح يوهانس في السادسة عشرة من عمره، وفي تلك الأثناء وقع في حب شقيقة زميله وصديقه في المدرسة، والتي كانت تتميز بجمال فائق للغاية، ولكن ما حدث في يوم من الأيام هو أنه شاهدها في علاقة مع شخص آخر، وهذا الأمر قد تسبب له بحالة من الإحباط واليأس، وحاول أن يعتصر ألمه بداخله ولا يظهره لأي أحد، ويقرر عدم القلق بشأن حالة الحب تلك التي مر بها، ولكن في لحظة ما أشار لنفسه وقال: تنازل إلى الأبد، وكل ما شعر بحالة يأس كان يتوجه نحو المنزل ويقوم بالتقاط كتابًا أو العزف على آلة الكمان الذي تعلمه رغم تشوه صدره.
وبعد مرور فترة من الوقت توفيت والدته وقد كان ذلك الحدث قد أدى به إلى الدخول في حالة من الحزن الشديد، ومنذ ذلك الوقت وقد تحول شخصيته إلى شخصية أبيقورية، أي أنه بدأ هدفه بالحياة هو الحصول على المتعة، فقد رأى أنه تناول كمية حزن كبيرة، وحان الوقت لإسعاد نفسه، ويوماً بعد يوم بدأ يعرف كيف يستمتع بالرغبات والأماني التي لم تتحقق، ويخبر نفسه أنه عندما تتحقق السعادة بالأماني، سوف ينتهي به الأمر إلى الأفضل، ونظرًا لأنه يدرك أن التعليم جزء من القدرة على الاستمتاع، وأنه به سوف تصبح لدية القدرة على الاستمتاع، فقد كرس نفسه لتعلم فن الموسيقى والأدب جنبًا إلى جنب مع وظيفته ويطور شغفًا كبيرًا بالمسرح، وهكذا يبلغ عامه الثلاثين وينتظر بقية حياته براحة البال.
ولكن في يوم من الأيام حدثت تغيرات عديدة في قيادة المقاطعة في المدينة التي يقيم بها، ومن مدينة برلين جاء ضابط ثري للغاية ويدعى فون رينلينجن وهو ما يحمل رتبة مقدم، ومعه زوجته وتدعى جيردا، وهي سيدة تتميز بشعرها ذو اللون الأحمر، وتبلغ من العمر أربعة وعشرون عامًا وتتميز بجمال صارم، ومن أكثر الأمور المحببة إليها هي ركوب الخيول.
وأول ما شاهدها يوهانس فريدمان اندهش بها من النظرة الأولى وشعر على الفور بعاطفة قوية تجاهها، على الرغم من أنها كانت تنتمي لطبقة ليبرالية متغطرسة، وذات يوم قام السيد يوهانس بإجراء زيارة من أجل مجاملة السيدة جيردا، وفي تلك الزيارة شعر بسعادة عارمة؛ وذلك لأن جيردا تعبر عن رغبتها في عزف الموسيقى معه، كما أنها لمحت إلى رغبتها بالحديث معه بشكل سري وبررت ذلك بأنها تعاني من مرض.
وعند حلول المساء حدث حفل استقبال كبير في منزل المقدم فون رينلينجن، وقد تمت دعوة فريدمان إليه أيضًا، وفي ذلك الحفل طلبت منه السيدة جيردا مرافقتها إلى حديقة تشبه المنتزه في منزلهم الفيلا الرائعة، وجلسا على مقعد على ضفة النهر المجاور للمنزل، تحدث إليها بشكل مباشر عن أمراضه الجسدية، وهنا أقنعته السيدة جيردا بالاعتراف بأن حياته كلها حتى الآن بدت سعيدة فقط.
ولكن هي في الحقيقة كانت مجرد أكاذيب وخيال، ولكنها على الرغم من ذلك أشادت بشجاعته، وفي تلك اللحظة أكدت لها أن أرواحهما متوافقة إلى حد كبير، كما أشارت له أنها عانت من الحظ السيء في العديد من الأيام، وفجأة قام هانس بالجلوس على ركبتيه أمام جيردا وكشف لها بقوة عن حاجته لإقامة علاقة حب معها، على الرغم من أنه حاول قمع الحب من داخله لفترة طويلة بسبب إصابات وإصابات في شبابه، وفي تلك اللحظة السيدة جيردا لا تقاومه، ولكن مع ذلك لا تنحني أمامه، لكنها تحدق بصرامة وراءه في المسافة، وفجأة دفعته بعيدًا بضحكة ساخرة ومحتقرة وتركته وشأنه.
وفي النهاية شعر يوهانس فريدمان بأنه يُعامل مثل الحيوان وقد دُمر نفسياً، فاندفع بخطوات قليلة إلى ضفة النهر وسقط على الأرض على بطنه ومن ثم دفع نفسه إلى الأمام أكثر، ورفع الجزء العلوي من جسده وتركه يسقط في الماء، ولم يرفع رأسه مرة أخرى، لم يفعل أي شيء حتى يحرك ساقيه التي كانت ملقاة على الضفة، إلى أن سقط بأكمله في النهر، ولم يتم ذكره بعد ذلك في المدينة.
العبرة من الرواية هي أن لا تشارك الطبيعة الخالية من الهموم في الليل المقمر في المأساة، مهما كان عمق المأساة التي يعاني منها الليل.
مؤلفات الكاتب توماس مان
- رواية الجبل السحري.
- رواية الموت في البندقية.
- رواية بودنبروك.