تُعتبر الروائية والكاتبة أجاثا كريستي من أهم رائدات الأدب على مستوى مملكة بريطانيا العظمى، ومن أكثر الروايات التي حققت شهرة واسعة حول العالم ونسبة مبيعات عالية هي رواية ليل لا ينتهي، والتي تم العمل على إصدارها سنة 1967م.
رواية ليل لا ينتهي
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية في الرواية وهي ذات الشخصية التي تقوم بسرد الأحداث، وقد شاب يدعى مايكل روجرز، وقد كان ما زال في مرحلة الشباب، ولكنه كان شاب يتصف بأنه عديم المسؤولية وغير مبالي، حيث أنه كان غير مكترث لأي شيء في هذه الحياة وينتمي إلى الطبقة العاملة في المجتمع، كان مايكل لديه صديق مقرب منه إلى حد كبير وهو شاب يدعى رودولف، إذ أن رودولف كان يعمل في مجال الهندسة المعمارية، وعلى الرغم من أنه كان شاب يلقى شهرة واسعة بين المجتمع الذي يقيم به، إلا أنه ما كان يمنعه من الانخراط بشكل أوسع في المجتمع هو أنه كان إنسان مريض، وقد كان حلمه وهدفه من الحياة هو أن يقوم ببناء منزل لصديقه مايكل.
وفي أحد الأيام بينما كان مايكل يسير في إحدى الطرق الريفية يلتقي بإحدى الفتيات التي تدعى فينيلا غوتمان، والتي تتم مناداتها في العادة باسم إيلي، وقد كانت تلك الفتاة من الفتيات اللواتي يمتلك أحلام وطموحات توصف بأنها ذات سقف عالي ومختلفة عن أحلام باقي الفتيات، وما كان يدفعها إلى تلك الطبقة من التفكير أنها فتاة تمتلك الكثير من الأموال والممتلكات، كما كانت تتوق إلى الحياة التي تنتمي إلى خارج دائرتها المقربة من الأقارب والمستشارين، حيث أنها كانت تراهم من وجهة نظرها أنهم سريعي الحكم على الأشخاص من خلال المظهر الخارجي لهم، كما أنهم كانوا شديدي الزيف والبهرجة والغطرسة، ومن هنا تبدأ هناك علاقة عاطفية بين كل من إيلي ومايكل وبعد العديد من اللقاءات بينهم ويقرران على إثرها الزواج.
وفي ذلك الوقت كانت إيلي فرحة بإمكانيتها وقدرتها على البدء في حياة جديدة، ونظراً لامتلاك إيلي إلى ثروة كبيرة، تتمكن من تمويل بناء منزل في منطقة تعرف باسم فدان الغجري، وهو ما كان ذلك المنزل الجديد الذي بني على طراز معاصر، وقد اختارت ذلك المكان بالتحديد؛ لأنه قريب من المكان الذي التقيا به للمرة الأولى، وفي تلك الأثناء توجه مايكل نحو صديقه المهندس رودولف وطلب منه أن يقوم ببناء المنزل، ليرد رودولف بأنه مستعد كامل الاستعداد إلى تلك المهمة.
وبعد أن يتم حفل الزفاف يتعرف الزوجان على السكان المحليين للقرية، مثل عمدة القرية الذي يدعى فيلبوت، وسيدة تدعى كلوديا هارد، وقد كانت تلك السيدة التي تشاركت مع إيلي هواية وحب ركوب الخيل، بالإضافة إلى سيدة تدعى إستر لي، وقد كانت سيدة تنتمي إلى قبيلة الغجر، وهي سيدة كانت في ذلك الوقت حكيمة وفي مرحلة متأخرة من العمر، وفي ذلك الوقت طلبت من إيلي أن تقوم بمغادرة القرية؛ وذلك قبل أن تلحق بها لعنة القدر، حيث أن الأمور تزداد سوءًا حينما تدعو إيلي إحدى وصيفاتها التي تتميز بالجمال اللامع وتدعى غريتا أندرسون؛ وذلك من أجل البقاء معها في المنزل، وفي وقت لاحق يدخل مايكل في جدال محتدم معها.
وفي تلك الأثناء تبدأ إيلي بالشعور بالقلق المتزايد من ذلك المنزل الموجود في فدان الغجري، كما كان يعتريها الخوف بشكل أكبر، بالإضافة إلى العدائية التي كانت تواجهها بها الآنسة لي، إلى أن جاء اليوم الذي تذهب به إيلي في جولة روتينية على ظهر جوادها، ولكن إيلي لم ترجع إلى المنزل، وعند البحث عنها يتم العثور على جثتها ملقية في الغابة، وتتوصل عناصر الشرطة إلى أن بعد تعرض إلى نوبة قلبية ووقوع الضحية عن ظهر حصانها.
وهنا كان مايكل مفجوع بفراق إيلي، ومن هنا يفكر في الانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك من أجل إقامة مراسم جنازة إيلي والحصول على الميراث، والذي كانت أوصت له به، وبينما كان متواجداً في أمريكا استلم مايكل رسالة من القرية يتم إخباره فيها أنه تم اكتشاف جثث كل من لي وكلوديا هارد، وقد أشار ذلك الأمر أن حادثة وفاة إيلي لم تكن مجرد حادث عرضي، وفي تلك الأثناء سرعان ما يتوجه مايكل إلى زيارة رودولف، والذي كان في ذلك الوقت على فراش الموت في المستشفى، وهنا كان قد صرخ رودولف بأنفاسه الأخيرة بقوله: لماذا لم تذهب في الاتجاه الآخر؟ وهنا توفي أمام أعين مايكل.
وعند رجوعه إلى القرية تبدأ طبيعة النوايا الحقيقية التي يتحلى بها مايكل تظهر، إذ كان قد التقى بالفتاة غريتا أندرسون في دولة ألمانيا قبل التقائه بإيلي، ووقع في حبها مباشرة؛ حيث أنه كان يطمح إلى العيش بحياة تملأها الترف، وفي ذلك الوقت كان قد خطط مايكل إلى طريقة يتزوج بها من إيلي؛ وذلك من أجل الحصول على ميراثها، ثم يعزم على قتلها من أجل الزواج من غريتا، وقد قام بقتل إيلي من خلال تسميم كبسولة التحسس التي تتناولها قبل ركوبها لحصانها، وبالتالي أدى إلى قتلها خلال جولتها، كما أنه دفع للسيدة لي من أجل إخافة إيلي ورمي اللوم إلى الغجرية العجوز.
ثم بعد ذلك تخلص مايكل منها من خلال دفعها للسقوط في أحد مقالع الحجارة؛ وذلك كي لا تشهد على أفعاله وحقيقته المؤذية، أما وفاة كلوديا فقد كان حادث طبيعي إلى حد ما، إذ أنها كانت قد استعارت من إيلي دواء الحساسية؛ وذلك حتى تتمكن من ركوب حصانها، مما أدى إلى وفاتها بالطريقة نفسها، وفي غضون ذلك كان رودولف يعلم نوايا مايكل في السابق، أما صرخته فقد كانت تعبيرًا عن غضبه من مايكل، حيث أنه قام بقتل إيلي بدلاً من أن يعيش معها حياة سعيدة.
وفي النهاية وعند احتفال كل من مايكل وغريتا بانتصارهما، بدأ مايكل بالدخول في حالة من الانهيار العصبي والنفسي؛ وذلك جراء شعوره بالندم والاشمئزاز على ما قام بفعله، كما أخبر غريتا عن رؤيته إلى شبح إيلي باستمرار فدان الغجري، ثار الغضب داخل مايكل حينما وبخته غريتا لضعفه المفاجئ، كما ازداد غضبه بسبب ازدرائها لفدان الغجري وندمه على قتل إيلي، وفي خضم هذا الغضب أقدم مايكل على خنق غريتا بطريقة وحشية للغاية، في النهاية أصبح مايكل ينتظر قدره بكل خنوع، وذلك بعد أن كان أهل القرية قد اكتشفوا مقتل غريتا، وقد كانت في تلك اللحظة السلطات المحلية تحقق معه في المنزل.