رواية ماتيلدا - Matilda Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب روالد دال وهو من مواليد مملكة بريطانيا العظمى لكنه من أصول نرويجية من أهم وأبرز الكُتاب الذين برزوا في مجال كتابة القصص القصيرة والروايات، حيث أنّ مؤلفاته الأدبية كانت تحقق أعلى نسبة مبيعات حال صدورها، والتي كانت ما يجذب القارئ إلى رواياته وقصصه أنها تنتهي بأحداث غير متوقعة أبداً، كما أنه تتسم بالطابع الكوميدي والساخر في بعض الأحيان، كما خصص جزء لا بأس به من رواياته للأطفال، ومن أهم الروايات التي اشتهر بها هي رواية ماتيلدا، تم إصدار الرواية في سنة 1988م.

نبذة عن الرواية

أول ما نشرت الرواية كانت باللغة الإنجليزية، ونظراً للانتشار والصدى الواسع الذي تلقته تمت ترجمتها إلى مختلف اللغات العالمية، وأول ما تم نشرها كانت من قِبل دار النشر التي تعود إدارتها وملكيتها إلى شخص يدعى جوناثان كيب والتي كانت توجد في مدينة لندن، حيث تم في تلك الفترة علاوة على الرسوم التي ترتبت على طباعتها إلا أنه تم إنتاجها أيضاً كرواية مقروءة بصوت الممثلة العالمية الشهيرة كيت وينسلت.

حيث أن الرواية تناولت في مضمونها الحديث عن موضوع إحدى الفتيات والتي تبلغ من العمر ستة سنوات، حيث أنها كان يملأها الشغف في حبها لقراءة الكتب والمطالعة، ومع مرور الوقت كانت قد اكتسبت إحدى القوى الخارقة للطبيعة من خلال تعمقها في المطالعة، فهي تتمكن من تحريك الأشياء من حولها دون إبداء أي حركة لمس منها، وتتصاعد الأحداث بشكل واضح مع مرور الوقت، إلى أن وصلت إلى مديرة المدرسة التي تتلقى تعليمها فيها، حيث أن تلك المديرة كانت تعامل طلابها بكل شدة وقسوة وظلم، ويوماً عن يوم تتطور قوتها في تحرك الأشياء فقط بمجرد أن تنظر لها بعينيها.

رواية ماتيلدا

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول إحدى الفتيات التي ما زالت في مرحلة الطفولة، حيث أنها كانت في سن السادسة من عمرها، وقد كانت تلك الفتاة تدعى ماتيلدا وتقيم في إحدى القرى الصغيرة والتي تعرف باسم باكينجهامشير، كانت تلك الفتاة تسعى على الدوام إلى المطالعة والقراءة في الكُتب لمجموعة مختلفة ومتنوعة من الكُتاب، كما كانت تلك الفتاة قد بدأت في ذلك الأمر منذ سن الرابعة من عمرها، إذ أنها كانت فتاة ذكية ومميزة إلى أبعد الحدود كما أن ملامحها تشير إلى أنها أكبر من عمرها.

وكل تلك الأحداث كانت تدور قبل التحاقها بالمدرسة في ثلاثة أعوام، فقد كانت تدرك معنى كلمات أكبر من قوة الإدراك التي يمتلكها الأطفال في عمرها، وفي أحد الأيام تبدأ ماتيلدا بالتعمق في القراءة والمطالعة قبل ذهابها للمدرسة، وبقيت على هذا الحال لفترة حتى أصبحت عبارة عن مكتبة القرية.

حيث أن أول ما بدأت في قراءته هو الكتب المخصصة للأطفال، وفي يوم من الأيام أبدت ماتيلدا اكتفائها من قراءة الكُتب المعنية بالأطفال، وهنا توجهت إلى الموظفة التي تعمل في المكتبة والتي تدعى أمينة وقالت لها أنها ترغب في قراءة  بعض الكُتب المخصصة للكبار، وهنا أشارت إليها أمينة أن تقوم بالتوجه إلى القسم الذي تكمن به كتب الفيلسوف والمؤلف العالمي تشارلز ديكينز، فقد رأت أمينة من وجهة نظرها أنه الأنسب لجذب انتباه طفلة ما زالت في سن الرابعة.

ومع مرور السنوات دخلت ماتيلدا إلى المدرسة في العام الأول لها، ومن هنا تنشأ علاقة صداقة بينها وبين المعلمة التي تقوم بتدريسها وتدعى جينيفر هوني، حيث أن المعلمة كانت قد أبدت إعجابها ودهشتها من قدرات ماتيلدا العقلية، وعلى أثر ذلك تحاول المعلمة نقلها إلى مستوى أعلى، ولكن ذلك الأمر قوبل بالرفض المطلق من قِبل مديرة المدرسة، والتي كانت استبدادية وظالمة في قراراتها وتدعى أجاثا ترانشبول، حيث كانت السبب الذي عرقل ذلك الأمر، وهنا تتوجه المعلمة إلى الحديث إلى السيد والسيدة ورموود حول الذكاء الذي تتحلى به ابنتهما، ولكنهم تجاهلوا هذا الأمر تماماً، بالإضافة إلى أنهم كانوا يعاملون ابنتهم بكل ازدراء، وعندما يشاهدها أبيها تقرأ كتاباً سرعان ما ينهاها عن ذلك.

ولم يتوقف الأمر هناك بل أصبح حين يراها والدها تقرأ كتاب يقوم بتمزيقه، وقد كانت في ذلك الوقت تقوم بقراءة كتب قامت ماتيلدا باستعارتها من المكتبة، وهنا بدأت المعلمة تجلب لماتيلدا مجموعة من الكتب المخصصة للصفوف العليا، حيث تقوم الطفلة بقراءتها ودراستها أثناء تواجدها في الصف، بينما تشرح المعلمة للطلاب جدول الضرب.

ويوماً عن يوم تتطور حالة ماتيلدا، وعلاقتها القوية والمتينة مع المعلمة جعلها تكشف لها عن قدراتها الذهنية والعقلية، كما كانت المعلمة تصرح بما داخلها إلى ماتيلدا، إذ أخبرتها أنها نشأت على يد عمتها بعد وفاة أبيها وأن عمتها كانت تعاملها بشكل سيء للغاية، كما كشفت أن عمتها هي ذاتها مديرة المدرسة، كما أقرت المعلمة أن عمتها قامت بحجب ميراث والدها عنها، وهذا ما أجبر المعلمة على الإقامة في أحد الأكواخ في مزرعة مهجورة، كما أخبرت المعلمة طالبتها أنه يتم دفع راتبها إلى حساب عمتها المصرفي، وقد كان ذلك على مدار عشرة سنوات مضت من حياتها المهنية في التعليم، كما يتم صرف لها ما يقدر بجنية إسترليني فقط كل أسبوع.

وفي ذلك الوقت تحاول ماتيلدا في طريقة تحاول بها مساعدة معلمتها، إذ تسعى إلى تطوير نفسها أكثر فأكثر وتزيد من موهبتها في التحريك الذهني للأشياء من حولها، وذلك من خلال إجراء العديد من المحاولات في البيت، وفي وقت لاحق وخلال تقديم المديرة إلى درس للأطفال في المدرسة، تقوم ماتيلدا عن بُعد برفع قطعة من الطباشير وتكتب بها على السبورة، إذ تظاهرت في ذلك الوقت بأنها روح والد معلمتها المتوفي، وتخاطب المديرة باستخدام اسمها الأول أجاثا، وقد طلبت منها أن تعيد بيت المعلمة لها، كما أنه ينبغي عليها أن تدفع لها أجورها بالكامل وتقوم بمغادرة المدرسة، وحينما شاهدت المديرة ذلك دخلت في حالة إغماء.

وبعد مرور فترة قصيرة قام نائب مديرة المدرسة والذي يدعى السيد تريلبي بعمل زيارة إلى بيت المديرة لمعرفة ما حدث معها، لكنه وجده فارغًا تمامًا، وعلى أثر ذلك أصبح مديراً للمدرسة، وهنا وافق على تقدّم ماتيلدا إلى أعلى مستوى تعليمي، وفي تلك الأثناء لم تعد تقوى على عملية التحريك الذهني؛ وذلك لأنها بدأت تستعمل عقلها في منهج أكثر تحدي بالنسبة لها.

وفي ذلك الوقت تبقى ماتيلدا تواصل زياراتها إلى معلمتها في بيتها بشكل منتظم، ولكن في أحد الأيام وجدت والديها وشقيقها يتجهزان بشكل سريع من أجل مغادرة إلى دولة إسبانيا، وقد أشارت ماتيلدا إلى أنه جراء اكتشاف الشرطة أن والدها كان يبيع سيارات مسروقة، وهنا طلبت ماتيلدا الإذن بالإقامة مع معلمتها في بيتها، وقد وافق والداها على ذلك، لنجد كل من المعلمة وماتيلدا نهايتهم سعيدة، كما بدأت أجواء المدرسة بالتقدم والازدهار من ناحية التعليم والمناهج الدراسية بشكل كبير تحت إدارة السيد تريلبي.


شارك المقالة: