تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب سنكلير لويس، وتم العمل على نشرها عام 1926م، وتناولت في مضمونها الحديث حول محامي قرر أن يسافر من أجل القيام برحلة نقاهة واسترخاء بسبب ضغوطات العمل مع زميله، ولكن في منتصف الطريق تخلى عن صديقه وأكمل رحلته بمفرده، مما جعله يشعر بالندم فيما بعد.
الشخصيات
- السيد رالف بريسكوت
- ويسون وودبري صديق رالف
- السيد جو إيستر
- السيد لورانس جاكفيش
- السيد ماك جافيتي
- السيدة ألفيرنا زوجة جو
- قبيلة كري
رواية مانتراب
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام في مدينة نيويورك كان يقيم سيد يدعى رالف بريسكوت ويعمل في مجال المحاماة لدى إحدى الشركات والتي تعرف باسم شركة بياسلي وبراون براون، وذات يوم شعر رالف بحالة من الضغط والتوتر جراء الطلبات التي تفرضها عليه الحياة في المدينة وطبيعة وظيفته، فقرر مع زميله في النادي ويدعى ويسون وودبري أن يقوما بالسفر إلى المناطق الغربية من دولة كندا، وتلك المناطق كانت مناطق برية لقضاء عطلة في الصيد والتجديف، قام وودبري بالترتيبات بأكملها، ولم يعد أمام رالف سوى المسير.
وبعد تجهيز كافة الترتيبات سافرا رالف وودبري بالقطار عبر إحدى المناطق والتي تعرف باسم منطقة وينيبيغ، وشقا الثنائي طريقهما نحو أحد الأنهار والذي يعرف باسم نهر فلامبو، ومن هناك باتجاه إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة وايت ووتر، وفي تلك المدينة نزلا في نزل محلي، وعلى الرغم من أن رالف قد أثار إعجاب رفيقه في السفر وبتعامله مع صاحب النزل الذي أقاما به والذي كان عابس باستمرار، إلا أن كلاهما وجدا أنفسهما غير متوافقين مع بعضهما البعض، إذ يوبخ وودبري رالف على أتفه الأسباب، على سبيل المثال بأخذ رالف وسادة من أغراضه.
وذات يوم أخذا رالف وودبري إحدى السفن البخارية والتي يطلق عليها سفينة إميلي سي إلى نقطة الانطلاق المتفق عليها نحو المناطق البرية الكندية، ومن هنا انطلقا مع مرشديهم الأصليين من رجال الزورق، لكن بين لحظة وأخرى بدأت التوترات بينهما تتصاعد وتشتد الأعصاب، وبعد العديد من المغامرات في كل من التجديف والتخييم، أصبحوا معاديين لبعضهم البعض بشكل علني، وفي مرحلة من مراحل الرحلة التقوا مع رجل يدعى جو إيستر وهو من العاملين لدى إحدى الشركات والتي تعرف باسم شركة ترادينغ التجارية.
وفي تلك الأثناء انسجم رالف مع جو إلى حد كبير واختار التخلي عن وودبري وقبول دعوة من جو لقضاء معه عطلة عيد الفصح في مكان موجود أعلى أحد الأنهار والذي يعرف باسم نهر مانتراب، عند هبوط نهر المانتراب كان هناك موقع تجاري صغير والتقى عنده رالف مع سيد يدعى لورانس جاكفيش، وهنا رافقهما لورانس وانتقلوا لحضور فعاليات عيد الفصح، وعند وصولهم في مكان الفعاليات التقوا مع شخص يدعى ماك جافيتي، وهو منافس تجاري من أصول أسكتلندية ويتميز بشخصيته القاسية، كما التقى رالف مع زوجة جو إيستر وتدعى السيدة ألفيرنا وهي أخصائية في تجميل الأظافر عملت في السابق في أحد الفنادق والذي يعرف باسم فندق رانليغ الواقع في إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة مينيابوليس التابعة إلى ولاية مينيسوتا.
وخلال الأيام التالية أصبحت حالة الاستياء التي تعيشها السيدة ألفيرنا واضحة جراء المجال الاجتماعي المحدود بشكل عام، وما زاد من استيائها هو انضمام زوجها جو إيستر للعمل مع السيد ماك في المجالات التجارية، وفي الوقت ذاته بدأت تتصاعد التوترات بين زوجها وجماعته من رجال الأعمال مع إحدى القبائل والتي تعرف باسم قبائل الكري والتي تعيش أيضًا في المنطقة؛ وذلك نظرًا لتعليق ائتمانها مع المراكز التجارية.
وما زاد من تلك التوترات هو إدخال رالف بريسكوت إلى الديناميكية الاجتماعية المحلية، إذ كان رالف لا يتمتع بخبرة في التعامل مع النساء وهو كذلك لا زال أعزب، وأول ما انخرط في العلاقات الاجتماعية سرعان ما وقع في حب ألفيرنا واستسلم لسحرها، ولكنه في الوقت نفسه أصابته الدهشة من فكرة خيانة جو إيستر، والذي لطالما اعتبره صديقًا مخلصاً له، وعند تفكير رالف بما وصل إليه شعر بالذنب والندم للتخلي عن صديقه ويسون وودبري، واتخذ قرار للمغادرة والبحث عنه.
وذات يوم بعد اجتماع مع قبيلة كري حيث قدم التجار قضيتهم لسداد فواتيرهم من أجل استعادة إعطاء الأمان لتجارتهم من قبيلة كري، تمت السخرية على رالف خلال الاجتماع وهنا على الفور قرر رالف ترك المنطقة والمغادرة إلى منطقة أخرى وسار معه لورانس جاكفيش، لكنهما لم يبتعدا كثيراً حتى لحقت بهما ألفيرنا من خلال زورق وطلبت من رالف أخذها معه، وهنا بعد معاناة مع مزيج من الهواجس بشأن خيانة جو إيستر من جهة وحبه غير الثابت لألفيرنا من جهة أخرى، وافق رالف أخيراً على أخذها معه.
وبعد انطلاقهم كانت الطريق الذي سلكوه أطول وأصعب مما كان متوقعًا، ويوماً بعد يوم بدأت تتضاءل الإمدادات، وذات يوم استيقظا رالف وألفيرنا ليكتشفا أن لورانس جاكفيش قد أخذ بقية الإمدادات والقارب، وأثناء محاولتهما الاستمرار سيرًا على الأقدام برحلتهما، وجدا طائرة مائية تحمل على متنها مجموعة من رجال إطفاء لمحاربة حريق حدثت في غابات قريبة، وعندما حاولا الصعود على متنها رفض طاقم الطائرة حملهما، ولكن ما نفعهما هو أنه سقط من تلك الطائرة عددًا قليلاً من الإمدادات والتي حاولا بها مواصلة رحلتهما.
وبعد فترة وجيزة تمكن جو إيستر من اللحاق بهما والوصول لهما، وأول ما رآه رالف توقع أن جو سوف يقوم بإطلاق النار عليه، ولكن جو لم يفعل ذلك، كما أنه لم يكن سبب قدومه استعادة ألفيرنا ومعاقبة رالف، ولكن لإنقاذ رالف من الخطأ الذي ارتكبه هو نفسه بالتورط مع ألفيرنا، وفي لحظة من اللحظات أوضح جو أن مخزونه ومستودعاته قد دمرتهما حريق أشعله رجال قبيلة كري انتقاما من التجار الذين قطعوا ائتمانهم لهم، وأصبح في الوقت الحالي مفلس وبدون أي موارد أو حتى منزل.
كما أوضح جو أن مصير الآخرين من التجار في منطقة هبوط نهر مانتراب لا زال غير واضح، كما صرح جو بأنه يريد أن يبدأ بداية جديدة في مدينة وينيبيغ، وللحظة دارت بذهنه فكرة السفر مع رالف إلى مدينة نيويورك وتجربة حظه هناك، وهنا بدأ رالف بحيرة فيمن سوف يصطحب معه في الرحلة، وأخيراً وقع اختياره على جو، مما أثار اشمئزاز ألفيرنا.
ومن أجل الهروب من امتداد حريق الغابة، شق الثلاثة طريقهم إلى مدينة وينيبيغ، وتم وضع ألفيرنا في قطار متجه إلى مدينة مينيابوليس، وفي لحظة من اللحظات علم رالف أن وودبري قد مر بالفعل عبر مدينة وينيبيغ، وعلى الرغم من أن جو إيستر وافق على السفر مع رالف إلى مدينة نيويورك، إلا أنه صرح لرالف بأنه غير لائق لنوع الحياة التي يتصورها رالف، وسافر رالف عائداً إلى وطنه تاركاً جو إيستر ليبدأ حياته من جديد في وينيبيغ.
العبرة من الرواية هي أن الصداقة الحقيقة تجعل الصديق يتحمل الطرف الآخر بكامل حالاته، ولا يتخلى عنه على الاطلاق.
مؤلفات الكاتب سنكلير لويس
- رواية بابيت Babbitt Novel
- رواية شارع رئيسي Main Street Novel
- رواية دودسوورث Dodsworth Novel