تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب إدغار رايس بوروز، وتم العمل على نشرها عام 1915م، وتناولت في مضمونها الحديث حول الآثار التي تركتها الحرب العالمية الأولى في نفوس الشعب الأمريكي، والتخيلات التي استوطنتهم حول المستقبل.
الشخصيات
- القبطان جيفرسون تورك
- المسؤول سنايدر
- المسؤول وتايلور
- المسؤول ديلكارت
- الفتاة فيكتوري
- السيد باكنغهام
- السيد بليك عقيد حبشي
- الإمبراطور مينليك الرابع عشر
رواية ما بعد الثلاثين
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أنه في تلك الفترة انعكست آثار الحرب على مشاعر الشعب الأمريكي، فقد كان الأمريكيون في الغالب انعزاليين وخائفين من الانجرار إلى حرب أوروبية كبيرة، ومن هنا بدأ يسرد الكاتب أحداث خيالية في المستقبل كتوقعات لما بعد قرنين من الزمان، حيث أنه في ذلك الوقت سادت نظرة قطع نصف الكرة الغربي الاتصال ببقية العالم، ونتيجة لذلك استنفد نصف الكرة الأرضية الشرقي نفسه في الحرب، وانحدرت أوروبا إلى البربرية بينما واصلت الأمريكيتان حماية نفسها من الدمار وسعت للتقدم وانضمت بسلام إلى اتحاد عموم أمريكا، وبحلول القرن الثاني أصبح العالم بأسره شرق خط الطول 30 غربًا ومن خط الطول 175 غربًا وهي أرض مجهولة إلى عموم أمريكا.
وفي ذلك الوقت كان هناك ملازم في البحرية الأمريكية يدعى جيفرسون تورك هو قائد غواصة جوية تحمل اسم كولد ووتر، كان الملازم جيمس في تلك الفترة مُكلف بالإشراف على دوريات في خط الطول الثلاثين من إحدى الجزر والتي تعرف باسم جزيرة أيسلندا إلى جزر أخرى تعرف باسم جزر الأزور، ولكن في لحظة من اللحظات حدثت كارثة بسبب فشل الشاشات المضادة للجاذبية في السفينة، مما أدى إلى غرقها في وسط المحيط، وتسببت بفشل المحركات تاركة إياها متلفة.
ونظرًا لأن الراديو اللاسلكي الخاص بها قد فشل أيضًا، لم يعد بالإمكان إرسال استدعاء المساعدة، حينها حاول الطاقم إصلاح الغواصة من قِبل ثلاثة مرؤوسين وهم الأول يدعى سنايدر الثاني يدعى تايلور والثالث يدعى ديلكارت، وأول ما قاموا به ذهبوا برحلة في قارب صغير لجلب معدات وإعادة تجهيز السفينة، وأثناء رحلتهم تم إصلاح غواصة كولد ووتر بنجاح وتمكنت من اكمال رحلتها، دون علم المسؤولين الذين توجهوا في الرحلة، ومن المفهوم ضمنيًا أن الملازم جيفرسون كان الضابط الثاني في الكتيبة، وتبين أنه بعد اشتباك مع رئيسه، قام جيفرسون بكل ذلك التخريب من الأصل، كما أنه هو من كان خلف التخلي عن المسؤولين الثلاث.
وفي لحظة من اللحظات أُجبر جيفرسون ورفاقه على الوصول إلى أحد الشواطئ التابعة لمناطق إنجلترا المحظورة، ووجدوها منطقة برية يسكنها جماعة من المتوحشين، وفي الكثير من الأحيان تمر منها الأسود وهي منطقة منحدرة وبها الكثير من الحيوانات، وفي ذلك الوقت كان يحكم المنطقة قيادة غير مستقرة لقبيلة صغيرة متمركزة بالقرب من أنقاض واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة لندن.
وأثناء استقرارهم في تلك المنطقة أنقذ جيفرسون فتاة تدعى فيكتوري وهي ابنة حاكم من أتباع سيد يدعى باكنغهام وهو رجل قوي محلي قتل والدها، وحاول جيفرسون إعادتها إلى عائلتها، وعلى إثر ذلك وقع جيفرسون مع فيكتوري في قبضة باكنغهام، ولكن تمكنا من الهروب والتوجه نحو مدينة لندن، وهناك وجدا دليلاً على أن مملكة بريطانيا العظمى قد سقطت بالكامل قبل مائتي عام؛ إذ دمرت الحرب العظمى حضارة العالم القديم في أقل من ربع قرن.
وبعد فترة وجيزة انضم جيفرسون وفيكتوري إلى مجموعة من الأمريكيين، ومن هناك انتقلا إلى البر الرئيسي الأوروبي، وخلال انتقالهما التقيا مع سنايدر والذي سرعان ما توفى بعد محاولته الاستيلاء على فيكتوري لنفسه، وبعد فترة وجيزة سقطا جيفرسون وفيكتوري كل منهما بشكل منفصل في أيدي جنود الإمبراطورية الحبشية، وهي دولة سوداء عظمى تحكم في ذلك الوقت كامل قارة إفريقيا ومعظم القارة الأوروبية وشبه الجزيرة العربية.
وفي حين أن تكنولوجيا الأحباش تكافئ تقريبًا تكنولوجيا القرن التاسع عشر، إلا أنها أكثر ما تتطابق مع تكنولوجيا المتوحشين البيض الذين يسكنون أوروبا، الحبشيون يعتبرون البيض أقل مرتبة ويأخذونهم كعبيد، وفي تلك الأثناء تم الضغط على جيفرسون في العبودية، ليصبح الخادم الشخصي لشخص يدعى بليك وهو عقيد حبشي.
أخذ السيد بليك جيفرسون إلى واحدة من المناطق والتي تعرف باسم منطقة نيو جوندار، والتي بنيت في موقع برلين القديمة ويحكمها إمبراطور حبشي يدعى مينليك الرابع عشر، صور بليك مينليك على أنه فظ وقاس، على الرغم من أنه كان رجلاً عظيماً في يوم من الأيام، لكن بسبب القوة التي يتمتع بها أصبح كذلك.
وفي تلك الأثناء كان جيفرسون يراقب كيف يتم تقديم العبيد البيض للإمبراطور، وعندما حاول الإمبراطور التهجم على فيكتوري، قام جيفرسون من خلال هجوم أقيم على نيو جوندر من قبل القوات الصينية، التي كانت تتقدم إلى أوروبا من الشرق، بإنقاذها والهروب معها، ولكن تم إلقاء القبض على جيفرسون وفيكتوري من قبل الغزاة، وتم نقلهم إلى القاعدة الصينية في موقع مدينة موسكو القديم، وفي النهاية من خلال السكك الحديدية إلى مدينة بكين وتزوجا هناك الاثنان.
وفي النهاية بالعودة إلى أمريكا دعا أحد جيفرسون إلى إنقاذ رئيسه وإلغاء الحظر المفروض على السفر إلى النصف الشرقي من الكرة الأرضية، وبالفعل صُنعت حملة بحث وإنقاذ، وتم العثور على كل من تايلور وديلكارت، وأعيد فتح الاتصالات بين نصفي الكرة الأرضية، وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين عموم أمريكا والصين مع متابعة التجارة، وأخيراً تم الترحيب بجيفرسون كبطل، وخطط لإعادة فيكتوري إلى عرشها البريطاني.
العبرة من الرواية هي أن الإنسان الذي يختار الصلاح هو من يكون قد كسب كل شيء في النهاية.