تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب هنري جيمس، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول زواج مضطرب بين سيدة دقيقة وسيد بعيد كل البعد عن الدقة، وقد تم العمل على نشرها عام 1874م.
الشخصيات
- أوفيميا مدام دي موفز
- السيد لونغمور
- ريتشارد زوج أوفيميا
- كليرين شقيقة ريتشارد
رواية مدام دي موفز
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة فرنسا، حيث أنه في يوم من الأيام في إحدى المناسبات تم التعارف بين أحد الرجال من أصول أمريكية ويدعى لونغمور وهو من الرجال الأثرياء وسيدة من أصول أمريكية كذلك تدعى أوفيميا دي موفز، كانت تلك السيدة متزوجة من كونت فرنسي يدعى ريتشارد دي موفز، ومنذ ذلك اليوم الذي تم به التعارف وأصبح كل من لونغمور وأوفيميا صديقين مقربين، وفي الكثير من الأحيان كان يزورها في منزلها الواقع في مدينة باريس، كان في الظاهر أن السيدة أوفيميا تعيش حياة سعيدة مع زوجها الثري والمهذب بشكل مفرط فيه، ولكن من خلال الأحاديث التي دارت بينه أوفيميا ولونغمور أظهرت أوفيميا أنها تحمل حزنًا عميقًا بداخلها.
إذ يتضح للونغمور أن الكونت هو رجل عديم الضمير ومشتت بأفكاره، وأنه في الحقيقة تزوج أوفيميا من أجل أموالها فقط، إذ تزوجت منه في سن مبكر جداً، كانت في ذلك الوقت فتاة ساذجة وتهتم بالمثالية، واعتقدت أن اسم كونت لوحده يتضمن شخصية رائعة، إلا أنها اكتشف العكس من ذلك تماماً، كما أثبتت أن زوجها الكونت أنه لا يهتم كثيرًا بها، وفي الكثير من الأحيان كان يشرع في العمل بسلسلة من الشؤون التي تخصه بمفرده ولا يهتم بشأن أنه رجل متزوج، كما أشارت إلى أن حتى اللطف الذي يتميز به لم يكن أكثر من شكل من أشكال الأنانية للتفاخر بنفسه، مثل ولعه بالمناديل الكامبريكية، وبعد مرور عدة سنوات على زواجهما أصبح مهذبًا جدًا مع زوجته.
في بداية علاقة لونغمور مع أوفيميا وقع في حبها، ولكنه في لحظة ما أدرك أنها في الواقع سيدة متزوجة ولا يمكنه أن يكون حبيبها، كما أنه حال أوفيميا كانت بحاجة ماسة إلى صديق فقط لا أكثر، ولذلك حاول أن يرفع حبه إلى تكوين علاقة صداقة، وهذا الموقف عززته السيدة دي موفز ورحبت بصداقته، ولكنها على الرغم من ذلك كانت حذرة بأن لا تظهر أي مشاعر تجاهه، على العكس تماماً من زوجها الكونت الذي كان يسعى جاهداً بمساعدة شقيقته وهي الأرملة النحيلة وتدعى كليرين إلى أن لونغمور يتقرب من أوفيميا، فهو يتمنى أن تأخذ حبيبًا حتى يكون حراً في متابعة علاقته الخاصة.
ويوماً بعد يوم كانت تزداد التوترات بين الكونت وزوجته، إلى أن وصل بهما الأمر إلى الانفصال وإعلان ذلك بشكل رسمي، وفي تلك الأثناء حاولت شقيقة الكونت كليرين حث لونغمور على استمالة أوفيميا، ثم بعد ذلك أخبرت أوفيميا أن لونغمور يحاول التقرب منها، وحينما سمع لونغمور بذلك أصبح يعتصره الألم حول كيفية المضي قدمًا في علاقة الصداقة التي تربطه بأوفيميا، وأصبح يواجه صعوبة في اتخاذ قرار بمواصلة زياراته اليومية لها، وعلاوة على ذلك فإنه اعتقد أنه وجوده الآن بجانب أوفيميا غير مبرر، حيث أن أوفيميا انتهت من معاناتها، ومن ناحيه أخرى يبدو غيابه يعني أن الظروف تجعلهم يخجلون من لقاء بعضهم البعض، بسبب عيون الناس.
وفي يوم من الأيام قرر زيارة أوفيليا وأشار إلى أن تلك الزيارة سوف تكون الزيارة الأخيرة لها، وفي تلك الزيارة طلبت منه بطريقة غامضة تأكيد رأيها السامي به عن طريق القيام بالشيء الذي تراه مناسب وقالت: لا تخيب ظني بك، إذا لم تفهمني الآن، فسوف تدرك ما أقوله في الغد أو في وقت قريب جداً، فحينما قلت أن لدي رأيًا كبيرًا فيك، كنت أعني ذلك بجدية شديدة، ولم يكن الأمر مجرد مجاملة عبثية، أعتقد أنه لا يوجد أي نداء يمكن أن يواجه أحد في كرمك، والذي يمكن أن يظل طويلاً دون مقابل، إذا كان من المفترض أن يحدث ما تسعى إليه من تقرب مني، فهذا يعني أنك أنانيًا حينما اعتقدت أنك كريم، وضيق حينما اعتقدت أنك كبير، ومبتذل حينما اعتقدت أنك نادر.
وهذا الأمر يجعلني أن أتوقع الأسوأ من الطبيعة البشرية، وبذلك إنني متأكدة أنني سوف أعاني وبشدة، ومن المؤكد أنني سوف أقول لنفسي في الأيام المملة في المستقبل كان هناك رجل واحد كان من الممكن أن يفعل كذا وكذا؛ ولكن قد فشل هو أيضًا، ولكنني لا أريد قول ذلك، لقد تركت انطباعًا جيدًا عندي، وإذا كنت ترغب في إرضائي إلى الأبد، فهناك عدة طرق.
وبعد الكثير من التفكير، استنتج لونغمور أنها تتمنى منه قطع الاتصال بها طواعية، وأن يفعل ذلك ليس لأنها رفضته، وليس لأنه كان هناك شاهد على معاناتها، بل من باب الانطباع الذي تركه لديها، مع الوعد باللقاء مرة أخرى في المستقبل، وكل ذلك ببساطة لأن صداقته مشرفة، وفي صباح اليوم التالي غادر لونغمور إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وحينما التقى مع الكونت لوداعه شعر أن الكونت بدأ في التوبة عن سلوكياته؛ وأنه سوف يكون مقبول كثيرًا في مستقبل التفكير لأوفيميا.
وأخيراً غادر لونغمور وهو لا يزال يكن الحب لأوفيميا، وعلى الرغم من عدم الاتصال بها لفترة، إلا أنه بعد عامين سمع أن الكونت قد انتحر، وأنه قبل ذلك تاب الكونت عن كافة التصرفات والسلوكيات السيئة وتوسل زوجته لتغفر له، لكن السيدة أوفيميا ظلت ثابتة لا ترحم أحداً، إذ وقع في حبها بجنون، وكان الرجل الأكثر تفاخراً في فرنسا بسبب زواجه منها، لكنه على الرغم من توسله إليها على ركبتيه لكي يتم قبوله من جديد وعبثًا، وكأنها أصبحت حجرًا وجليدًا، إذ كانت غاضبة منه إلى حد كبير، وفي فترة توسله لها لاحظ الناس تغيرًا كبيرًا عليه، إذ تخلى عن المجتمع بأكمله، وتوقف عن الاهتمام بأي شيء، بدا أنه في حالة صدمة إلى أن جاء ذلك اليوم الذي فجّر به دماغه.
وبعد انتحار الكونت أصبحت أوفيميا حرة طليقة، وأول ما فكر به لونغمور هو الذهاب لزيارتها، ولكنه في كل يوم كان يؤجل زيارتها؛ وذلك لأنه على الرغم من حماسه لرؤيتها، إلا أنه بات شعر بشعور فريد من نوعه، وهو أن لا يكون اسمه يلمع لديها بشكل قوي جدًا كما في السابق.
العبرة من القصة هي أن الإنسان الذي نشأ على القيم، لا يمكن أن يغيره الزمن، مهما واجه من صعوبات ووضع في ظروف صعبة.