تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب ويلكي كولينز، وتم العمل على نشرها عام 1872م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول فتاة كفيفة بسبب حادثة حصلت معها وهي صغيرة في السن، وبعد أن استعادت بصرها أُصيب بصدمة وفقدت بصرها من جديد.
الشخصيات
- الفتاة لوسيلا فينش
- السيدة براتولونغو مرافقة لوسيلا
- أوسكار دوبورج
- نوجينت شقيق أوسكار التوأم
- الطبيب هير جروس
- المحقق الفرنسي
رواية مسكينة الآنسة فينش
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في يوم من الأيام في واحدة من المدن البريطانية كانت تقيم فتاة لوسيلا فينش، وفي ذلك الوقت كانت لوسيلا تبلغ من العمر الواحد والعشرون عامًا، وهي الابنة الوحيدة لواحد من أهم الرجال في المدينة والذي يعمل كرئيس لواحدة من أشهر الجامعات والتي تعرف بجامعة ديمشيرش الواقعة في واحدة من المقاطعات والتي تعرف باسم مقاطعة ساسكس، كان والد لوسيلا رجل ثري جداً، ونظراً إلى أنه ليس لديه من الأبناء سوى لوسيلا، فهي سوف تكون الوريثة لكافة ممتلكاته.
كانت لوسيلا من الفتيات اللواتي يمتلكن كافة أسباب العيش الكريم والمريح والتي تحلم بها كل فتاة في المدينة، ولكن كانت لديها مشكلة واحدة وهي أن لوسيلا كفيفة، ولم تكن تلك المشكلة قد حدثت معها منذ وقت قريب، وإنما تعاني من تلك المشكلة منذ طفولتها، وفي يوم من الأيام قرر والد لوسيلا أن يقوم بطلب سيدة للعمل مع لوسيلا كرفيقة لها مدفوعة الأجر، ولم يمضي وقت قصير حتى وصلت سيدة تدعى براتولونغو للقيام بتلك المهمة، وهي من اعتمدها الكاتب كراوية للأحداث.
وبعد مرور أيام قليلة على وصول المرافقة وقعت لوسيلا في حب شاب من المدينة يدعى أوسكار دوبورج، ولم يكن ذلك الشاب يقيم في مكان بعيد، بل كان يقيم في منزل مجاور لمنزل لوسيلا، وهذا ما جعل لوسيلا تعجب به، إذ باستمرار كانت تسمع محادثاته وتشعر بتحركاته، كان السيد أوسكار ذو شخصية خجولة ومنعزلة عن الآخرين، وعلى الرغم من أنه رجل ثري وليس بحاجة إلى عمل، إلا أنه كرس نفسه للعمل في الحرف اليدوية في المعادن الثمينة.
وفي يوم من الأيام تعرض أوسكار للهجوم من قبل مجموعة من اللصوص، وفي ذلك الهجوم تم الطلب من أوسكار عرض حبه على لوسيلا، وبالفعل لم يمضي الكثير من الوقت حتى عرض أوسكار حبه عليها، وبعد أيام قليلة رأى أنها فتاة مناسبة له ووقع في حبها، وسرعان ما أصبحا مخطوبين، ومنذ ذلك اليوم بدأت أيامهما معرضة للخطر في أي لحظة؛ وذلك لأن بسبب الهجوم الذي تعرض له أوسكار في السابق والذي له تلقى ضربة في منطقة الرأس تسببت بإصابته بمرض الصرع، وقد كانت نوبات الصرع تهاجمه بين الحين والآخر.
وفي ذلك الوقت تمت الإشارة إلى أن العلاج الوحيد الفعال لمرضه هو ما يعرف باسم المركب الفضي، ولكن هذا المركب كان له آثار جانبية تتمثل في تحويل بشرته إلى رمادية زرقاء داكنة دائمة، وعلى الرغم من إصابة لوسيلا بالعمى، إلا أنها تعاني من رهاب عنيف من الألوان الداكنة، بما في ذلك الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، وفي تلك الفترة بعد تناول أوسكار للمركب الفضي أخفى أفراد العائلة والأصدقاء حالة أوسكار عنها.
وفي يوم من الأيام عاد إلى المدينة شقيق أوسكار التوأم ويدعى نوجينت من الولايات المتحدة الأمريكية، والسبب في عودته هو أنه تبددت ثروته خلال متابعة حياته المهنية في مجال الرسم، ومنذ ذلك الوقت وبدأ أوسكار يكرس نفسه لشقيقه، والذي بدوره كان لديه ثقة كبيرة بنفسه، كما أنه كان له سحر وتأثير على من هم حوله، ويشترك مع أوسكار في صفة الخجل، وحينما تعرف نوجينت على لوسيلا وعلم بقصة عماها رتب من أجل أن يتم فحصها من قبل أحد أشهر الأطباء في مجال العيون ويدعى هير جروس.
وحينما تم عرض حالة لوسيلا على الطبيب هير قام إلى جانب واحد من الأطباء من أصول إنجليزية بفحص لوسيلا، ولكنهما اختلفا في تشخيص حالتها، وبعد عرض العديد من الحلول على لوسيلا والتي اختارت من بينها الخضوع لعملية جراحية على يد الطبيب هير، والذي اعتقد في ذلك الوقت أنه بإمكانه علاجها، وبعد أن تمت العملية، ولكن قبل نزع الضمادات، ضغطت مدام براتولونغو على أوسكار من أجل إخبار لوسيلا بتشوهه، لكن أعصاب أوسكار تعبت، وبدلاً من ذلك إخبارها بتشوهه أخبرها أن نوجينت هو الذي تعرض للتشوه.
وفي ذلك الوقت تبين أن نوجينت مفتون بلوسيلا دون علم أحد، وبدأ يتلاعب بها على أساس أنه أوسكار، وخلال فترة استعادة لوسيلا بصرها بشكل تدريجي، منع هير جروس أي من عائلتها وأصدقائها رؤيتها؛ وذلك لأنه أشار أن هناك احتمال كبير أن تعرض الصدمة شفائها للخطر، وفي ذلك الوقت سافر أوسكار إلى الخارج، تاركاً خطيبته لأخيه، ولكن هنا تدخلت مدام براتولونغو وأرادت أن تحسم الأمر مع نوجينت، وناشدت ضميره وهددته بأنه في حال استمر في خداع لوسيلا تحت اسم أوسكار سوف تقوم بفضحه على الملأ، وهنا وعدها بأنه سوف يسافر إلى الخارج للعثور على شقيقه وإعادته إلى الوطن.
ولم يمضي الكثير حتى عاد نوجينت إلى إنجلترا وتبع لوسيلا إلى شاطئ البحر حيث تقيم بناءً على أوامر الطبيب هير جروس مع خالتها بعيدًا عن عائلتها؛ وذلك لتجنب الصدمات، وهناك ضغط عليها نوجينت للزواج في أقرب وقت ممكن منه دون علم عائلتها، كما عمل على تسميم ثقتها في مدام براتولونغو، والتي كانت في ذلك الوقت في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة مرسيليا؛ من أجل تقديم الرعاية لوالدها المريض، ولكن هنا شيئاً فشيئاً بدأت تكتشف لوسيلا التغيير الذي طرأ على خطيبها المفترض دون أن تفهمه، مما أصابها بالذهول وتجهد عينيها وتبدأ في فقدان بصرها مرة أخرى.
وفي ختام الرواية تمكنت مدام براتولونغو من تحديد مكان أوسكار بمساعدة أحد المحققين من أصول فرنسية، وقد كان ذلك المحقق قد كشفت تجاربه عن قوة شخصية غير المتوقعة، وتكن له السيدة براتولونغو احترامًا شديداً، ومنذ تلك اللحظة تسابق المحقق والسيدة براتولونغو إلى المنزل في إنجلترا من أجل وقف الزواج، إذ تبين أنه لا يزال هناك متسع من الوقت، وفي تلك الأثناء كانت لوسيلا محتجزة في منزل أحد أقارب يوجينت وعمياء تمامًا مرة أخرى.
وبمساعدة خادم لطيف تمكنت من الهروب ومقابلة أوسكار وشقيقه واستطاعت التعرف على أوسكار الحقيقي، وأخيراً عاد نوجينت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تم ذكر أنه توفي فيما بعد في رحلة استكشافية قطبية، واستقر كل من لوسيلا وأوسكار في مدينة ديمشيرش لتربية عائلتهم مع مدام براتولونغو كرفيقة لها، وقد كانت لوسيلا راضية تمامًا عن فقدان البصر، ورفضت عروض هير جروس لمحاولة إجراء عملية أخرى.
العبرة من الرواية هي أن السعادة لا تكمن فيما نراه، وإنما بما نشعر به.