تُعتبر الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب ساول بيلو، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول فتى غير مسار حياته وخاض العديد من المهن والمجالات، وتم نشرها في عام 1953م.
الشخصيات
- أوجي مارش
- سيمون شقيق أوجي
- ستيلا
- ثيا
- صوفيا
- سوزي
- الفاسد إينهورن
- الرجل الثري المكسيكي رينلينجز
رواية مغامرات أوجي مارش
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام في فترة الكساد الكبير الذي ساد لفترة في تلك البلاد كان هناك شاب يدعى أوجي مارش، ولد ذلك الشاب في إحدى الولايات الأمريكية والتي تعرف باسم ولاية شيكاغو، وبعد ولادته بفترة وجيزة توفي والده، وقد قضى حياته بالعيش مع أشقاء اثنان له وهما من يدعى سيمون والآخر يدعى جورج، وجورج هو ما كان مصاب بأحد أنواع الأمراض والذي يعرف باسم مرض الشذوذ العقلي، وكانت ترعاهم والدتهم بمفردها، على الرغم من أنها كانت قد تعرضت لحادثة تسببت لها في فقدان بصرها، ولكنها مع ذلك فقد بقيت ترعى أبنائها وتحافظ على عائلتها.
ومنذ مرحلة الطفولة لأوجي وحتى وصوله إلى مرحلة النضوج كانت حياته تسير على ما يرام خالية من أي مشاكل أو صعوبات، والعائلة بأكملها كانت تقيم في إحدى المناطق الوعرة من الولاية، ولكن تلك الحياة التي كانوا يعيشوها الأبناء مع والدتهم كانت ضمن ظروف معيشية سيئة للغاية، إذ يلقى أوجي صعوبة كبيرة في الانتقال من مكان إلى آخر، فمن جهة كان يذهب للتعليم، ومن جهة أخرى كان يذهب من أجل العمل، وفي الكثير من الأوقات كان ذلك العمل في المنازل؛ وذلك من أجل محاولة مساعدة والدته في المصاريف العائلية، وفي أحيان أخرى كان يقوم بزيارة أصدقائه من أجل التباحث حول أمور الدراسة وعمل مجموعة من الأبحاث.
ويوماً بعد يوم كان أوجي يفكر جلياً في تلك الحياة التي يعيشها، وعلى الدوام يتساءل إلى متى سوف يستمر في تلك الحالة الضيقة، وفي يومن من الأيام قرر أن يقوم بالبدء في اختيار مسار حياة أخرى غير تلك التي يعيشها، وبالفعل شيئاً فشيئاً بدأ في تغيير نمط حياته، وأول ما بدأ في ذلك التغيير تبناه زوجين، وهذان الزوجان كانا يمتلكان ثروة كبيرة جداً، وفي كل يوم كانا يدللان أوجي إلى حد كبير، ويوفران له كل ما يرغب به ويضعون بين يديه أموال طائلة، وهذا الأمر قد تسبب في فساد أوجي إلى حد كبير وأصبح يسير في منحنى مختلف تماماً عن ذلك الطريق الذي كان يسير به.
وفي يوم من الأيام دخل أوجي في صراع نفسي، إذ أراد الشعور بالوجودية بنفسه، وأول ما أراد أن يثبت نفسه قام بسرقة الكتب ومساعدة بها مجموعة من الأصدقاء كانوا في ضائقة يائسة، وفي كل يوم كان يخوض مغامرة جديدة، ومن بين تلك المغامرات هو أنه ذات مرة قام برحلة مع إحدى الفتيات وتدعى ثيا إلى دولة المكسيك، وأول ما وصلوا إلى هناك توجهوا نحو المناطق البرية، والسبب في التوجه إلى تلك المناطق هي أن ثيا كانت تمتلك نسر مدرب على الصيد، وعلاوة على ذلك كان لدى ثيا هواية في الإمساك واصطياد السحالي، وعلى الرغم من أن أوجي كان لا يحب هذا النوع من الرحلات، إلا أن ثيا مراراً وتكراراً حاولت إقناعه بالانضمام لها والإمساك بالسحالي بالاعتماد على النسر، ولكنه كان يشير إلى هذا الأمر من المستحيلات التي قد يقوم بها.
وبعد عودة أوجي من تلك الرحلة انخرط في العديد من الأعمال والمهام مثل أنه في فترة من الفترات أصبح من أهم مساعد أحد أكير الفاسدين في الولاية والذي يدعى إينهورن، ووفي أحيان أخرى كان يعمل كمساعد في أحد الصالونات الخاصة بتدريب الكلاب، وفي بعض الأوقات كان يعمل مع شقيقه سيمون والذي كان في ذلك الوقت متخصص في أعمال التعدين، ثم بعد ذلك عمل في المنظمات الصناعية التابعة إلى مجلس الكونغرس، وأخر أعماله انضم للعمل في البحرية التجارية التي تُعنى بخوض الحروب.
وفي ذلك الوقت حينما استقر أوجي في ذلك العمل أقام العديد من العلاقات مع فتيات من مختلف الطبقات، وواحدة من تلك العلاقات كانت تربطه علاقة بواحده من الفتيات تدعى صوفيا والتي كانت مخطوبة إلى ابن عم زوجة شقيقه، وهو ما كان شخص ثري جداً، وفي يوم من الأيام جراء تلك العلاقات التي انخرط خلفها وقع في إحدى الفضائح وتم نبده من قِبل كل من يعرفه بسبب علاقة أقامها مع فتاة تدعى سوزي، وهي ما كانت تعمل كخادمة في أحد الفنادق اليونانية، بالرغم من أنه لم يكن له أي علاقة بتلك الفضيحة.
وبعد فترة وجيزة عاد إلى دولة المكسيك وأقام علاقة مع الفتاة ثيا التي خاض بها مغامرته الأولى، وهناك بدأ يقترب من أحد الرجال الأثرياء في المكسيك ويدعى رينلينجز وذلك في محاولة منه في الحصول على فرصة عمل لديه، ولكن ما حدث في تلك الدولة مع أوجي كان عظيم حيث أنه تعرض لحادث مروع وسقط من على حصان، وتلك الحادثة كانت نقطة تحول في حياته وحياة ثيا، إذ سارا في طريق الانحراف وبدآ في لعب الورق على مبدأ المراهنة.
وفي بعض الأحيان كانا يقومان باصطياد الثعابين والسحالي في الوديان والجبال، وفي يوم من الأيام تم طلب من أوجي أن يقوم بتهريب ونقل سيدة تدعى ستيلا إلى بلدة أخرى من صديقها المضطرب، وتلك المهمة أدت إلى الانفصال في العلاقة بين أوجي وثيا وعاد بعدها إلى ولاية شيكاغو والعودة في علاقة مع العاملة في الفندق سوزي، والتي بدروها انضمت إلى البحرية التجارية، ولكنه لم يمضي الكثير معها حتى توجه إلى مدينة نيويورك، وهناك التقى مرة أخرى مع السيدة التي هربها ستيلا وعلى الفور تزوجا.
ومنذ أن ارتبط أوجي بالسيدة ستيلا انغمس في قراءة الكتب والمطالعة، وباستمرار تشجعه على إكمال تعليمه، ولكنه لا يفعل ذلك أبدًا، وإنما يقوم بتطوير نفسه وشخصيته ويدرك فلسفة الحياة أكثر، وبعد أن تمكن من تطوير نفسه غير مساره، ثم بعد ذلك فكر أوجي بجدية في العودة إلى التعليم.
وفي النهاية حينما اشتعلت الحرب غرقت سفينته وبعد أن نجا بنفسه من خلال مساعدة رجل مجنون كان يعتلي قارب أخذ يعاني من تلك الحادثة الصعبة، وبعد أن شفي تماماً عاد إلى زوجته ستيلا واستقروا في دولة فرنسا، ومنذ ذلك الوقت بدا ينخرط ويشارك ببعض الصفقات التجارية المشبوهة إلى حد ما.
العبرة من الرواية هي أن الإنسان حينما يفكر في تغيير مساره ونمط حياته، ينبغي عليه أولاً دراسة السلوكيات السوية والسليمة التي تقوده إلى الطريق الصحيح، وليس الثبات على قاعدة التغيير فقط مهما كانت العواقب.