رواية مغامرات بينوكيو - The Adventures of Pinocchio Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب كارلو كولودي وهو من مواليد دولة إيطاليا من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في القرن الثامن عشر، حيث أنه كان من المؤلفين الذين أبدعوا في مجال كتابة قصص الأطفال، كما ظهر له العديد من القصص القصيرة والروايات التي طغى عليه الطابع الخيالي، ومن أكثر الروايات التي اشتهر بها هي رواية مغامرات بينوكيو، وقد تم تجسيدها في العديد من الأفلام الكرتونية الخاصة بالأطفال، وتم العمل على نشرها سنة 1883م، وقد كانت أول ما صدرت في اللغة الإيطالية، ثم بعد ذلك تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات العالمية.

نبذة عن الرواية

أول ما بدأ المؤلف في كتابة الرواية كان في مدينة فلورنسا الواقعة في دولة إيطاليا، إذ أنه تم كتابة الجزء الأول من الرواية على أساس أنه قصة لمسلسل تلفزيوني، ثم بعد ذلك تطورت أحداث الرواية لتصبح فلم رسوم متحركة للأطفال، حيث أن الرواية تناولت في مضمونها الحديث حول مجموعة من مغامرات المزعجة والتي حدثت مع أحد المجسمات المتحركة، وقد اعتبرت الرواية من قِبل الأدباء على أنها من أعظم الروايات التي تم تأليفها في مجال أدب الأطفال.

رواية مغامرات بينوكيو

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول أحد الأشخاص الذي يعمل في مهنة النجارة، حيث أنه في أحد أيام كان قد حصل على قطعة من الخشب، وهذه القطعة كانت متكلمة، وهنا عزم هذا النجار على تقديمها كهدية إلى جاره، حيث أن هذا الجار كان رجل فقير يدعى جيبيتو، وفي ذلك الوقت يقرر ذلك الجار الفقير على عمل مجسم من تلك القطعة الناطقة، وبالفعل قام بنحت مجسم وأطلق عليه اسم بينوكيو، وقد كان ذلك الاسم مثل اسم ابنه تماماً، لكن ذلك المجسم حين يستطيع المشي على رجله سرعان ما يهرب بعيداً عن ذلك الرجل الفقير.

وفي أحد الأيام يتم اكتشاف ذلك المجسم الناطق من قِبل سكان دولة إيطاليا، ولكن لم يطول ذلك الأمر، إذ سرعان ما عاد إلى بيت الرجل الفقير، وهنا يتم محاكمة جيبيتو على سوء عنايته واهتمامه في بينوكيو، حيث أن بينوكيو ادعى أنه بسبب تصرفاته السيئة وعدم تقديم الاهتمام والرعاية له عزم على الفرار من المنزل، لكن جيبيتو لم يكن في الحقيقة كذلك، بل كان شخص مسكين يهتم في بينوكيو كثيراً، ولكنه تم إلقاء القبض عليه وزجه في السجن.

وفي صباح اليوم التالي يقوم المجسم الخشبي بقتل بقتل مجسم خشبي آخر ناطق موجود في ذلك المنزل، ولكنه لم يكن متعمد ذلك الأمر، بل كان عن طريق الخطأ، ومن هنا بدأ يقوم بتحذير نفسه من أن يسلك السلوكيات ويقوم بتصرفات سيئة والتي تسبب في ضرر وأذية الآخرين، ومح حلول المساء يقوم المجسم بالاستلقاء جنب الموقد، وفي الصباح حينما يستيقظ من نومه يجد قدميه قد احترقت، وفي ذات اليوم يخرج جيبيتو من السجن وحينما يرى حالة بينوكيو بدون ساقين، سرعان ما يقوم بصنع ساقين جديدين، ومن هنا قام بينوكيو بشكر جيبيتو ووعده أنه سوف يعود إلى المدرسة ويكمل تعليمه وأنه سوف يصبح شخص مهذب ولطيف، وهنا قام جيبيتو بعرض معطفه للبيع؛ وذلك من أجل تأمين احتياجات المجسم المدرسية وشراء الكُتب له.

وفي أحد الأيام وبينما كان المجسم في طريقه إلى المدرسة يشاهد مسرح للدمى المتحركة، وهنا على الفور يقوم ببيع أحد كتبه المدرسية من أجل الحصول على تذكرة وحضور العرض، وأثناء العرض المسرحي طلب منه رئيس الدمى الحضور على خشبة المسرح، وهنا قدم له شكره أمام الجمهور على تلبية طلبه، حيث كان سيد الدمى يريد أن يستخدم بينوكيو كحطب في المسرحيات التي يقيمها، ولكنه عدِل عن ذلك وقد له خمس قطع ذهبية حتى يعطيها إلى جيبيتو.

وعند مغادرة المجسم لمسرح الدمى وبينما كان يسير في طريق عودته إلى المنزل التقى بثعلب وقط، وقد كان كل منهم على علم بأن هذ المجسم يحمل في جعبة قطع نقدية ذهبية، حاولوا الإيقاع به وسلب النقود منه، وبعد العديد من المحاولات الفاشلة لهم، قرروا أن يضعوا كمين له، لكنه تمكن من الهروب منهم والوصول إلى بيت يعرف بالبيت الأبيض واختبأ به، وقد حدث ذلك بعد أن قام بكسر مخلب القط، وفي تلك الأثناء طرق أحد الأشخاص على الباب، وعند فتح الباب كانت جنية ذات شعر فيروزي، حيث أنها في ذلك الوقت قد طلبت المساعدة من المجسم وقالت أنها تموت وتحتضر، وبينما كان المجسم ما زال يتحدث مع الجنية، أمسك به الثعلب والقط وقاموا بتعليقه على الشجرة وحاولوا أن يقوموا بخنقه.

وفي ذلك الوقت سرعان ما قدمت الجنية المساعدة للمجسم وقامت بإنقاذه، وذلك بالتعاون مع خادمها الكلب الذكي والذي يدعى ميدور وبمساعدة من الصقر، حيث قاموا جميعاً بالتعاون سوياً وسرعان ما حملوه إلى مركبة الجنية ونقله من تلك المنطقة، وعند الوصول إلى بيت الجنية سرعان ما طلبت من ثلاثة أطباء الحضور إلى منزلها من أجل تقديم الدواء والعلاج إلى بينوكيو، وهنا طلبت منهم أن يخبروها ما إذا المجسم سوف يموت أم أنه سوف يكمل حياته، حيث قال اثنان منهم، وهم كانوا غراب وبومة، بأنهم غير متأكدين من الحالة الصحية التي يعاني منها المجسم.

بينما الطبيب الثالث والذي كان هو روح المجسم الناطق الذي قتله بينوكيو عن طريق الخطأ، يقول بأن صحة المجسم على ما يرام، ولكن ما أصيب به كان جراء عصيانه لوالده وسوء تعامله معه، وهنا قدم مسحوق من الدواء له، وفي تلك اللحظة قدمت الجنية الدواء للمجسم والذي وافق على تناوله، لكن اشترط عليها في ذلك الوقت من أجل أن يتناول الدواء ينبغي عليها أن تطلب المساعدة من أربعة من الأرانب حتى يقوموا بدفنه، وبعد وصول الأربعة أرانب ويتعهدون بحمل جسده ودفنه، قام بتناول الدواء، حيث كان يعتقد في ذلك الوقت أنه سوف يموت بالقريب العاجل.

ولكن ما حصل معه كان على عكس توقعاته إذ استرد المجسم صحته، وقد كان قد أخفى عن الجنية مصير النقود الذهبية، وعلى أثر ذلك ازداد حجم أنفه وازداد طولاً حتى أصبح لم يقوى على الحركة داخل الغرفة، فرحت الجنية بأن كذبه قد ظهر عليه، ولكنها خافت على منزلها من الخراب بسبب ضخم أنفه، ولهذا استدعت مجموعة كبيرة من نقار خشب؛ وذلك من أجل نحت أنفه وعودته إلى الحجم الطبيعي السابق، وفي تلك الأثناء أرسلت وراء والده جيبيتو وطلبت منه أن يوافق على الإقامة معها في الكوخ الذي تمتلكه في الغابة، وبالفعل وافقه الوالد على طلب الجنية وحمل أغراضه وتوجه إلى الغابة من أجل أن يكمل حياته مع ابنه، فعلى الرغم من كل ما فعله ابنه معه، لكنه بقي محافظاً عليه حتى آخر لحظة من حياته.


شارك المقالة: