تُعتبر هذه الرواية من روائع الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب ستيفن كينغ، وقد دار مضمونها حول إحدى العائلات التي انتقلت للعيش في مكان توجد به عادات وتقاليد غريبة، وحينما قاموا بتطبيق تلك العادات حدث أمر مدهش للغاية.
رواية مقبرة الحيوانات
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول إحدى العائلات التي تعرف باسم عائلة السيد أكرويد، حيث أن تلك العائلة تتكون من السيد لويس يعمل كطبيب في أحد المستشفيات الشهيرة في المنطقة، وزوجته التي تدعى السيدة ريتشيل ولديهم طفلان يدعيان الفتاة إيلي والفتى جيجا، وفي يوم من الأيام انتقلت العائلة من منزلها الواقع في المدينة إلى أحد الأحياء الريفية؛ وقد كان السبب خلف انتقالهم هو أن الطبيب لويس قد انتقل من المستشفى الذي يعمل به إلى أحد المستشفيات التابعة للحكومة والتي تمت إقامتها في إحدى المناطق الريفية النائية.
وأول ما وصلوا إلى ذلك البيت رأوا أنه يطل بشكل مباشر على إحدى الغابات، وقد كانت تلك الغابة من الغابات التي تشتهر بحشدها بالأشجار الشاهقة والعالية، وبعد أن أقاموا به لعدة أيام بسيطة اكتشفت كل من السيدة ريتشيل وطفلتها أن حدود ذلك المنزل تشترك مع إحدى المقابر التي تُعنى بالحيوانات، وقد تم اكتشاف ذلك الأمر بعد أن شاهدتا مجموعة من الأطفال يقوموا بعمل مجموع من الطقوس قبل أن يقوموا بدفن حيواناتهم النافقة.
وفي يوم من الأيام بينما كانت الفتاة تتمشى حول المنزل تعرفت على أحد الجيران، وقد كان ذلك الجار رجل متقدم في السن ويدعى جود، وبعد أن القيا التحية على بعضهم البعض دعاها السيد جون من أجل الحديث والتعرف على بعضهما، ومن خلال الحديث الذي دار بينهم أخبرها أن أصحاب تلك المنطقة القرية الريفية قد اعتادوا منذ عدة عقود على القيام بدفن حيواناتهم النافقة في تلك المقبرة.
ومن هنا انتقل الكاتب للحديث عن عمل والدها الطبيب، حيث أنه بعد عدة أيام قضاها في عمله في المستشفى التابع للقرية وصل ذات يوم شاب مصاب بإصابة خطيرة؛ وقد كان ذلك الشب قد تعرض إلى حادث سير مروع، وبعد عدة محاولات أجراها الطبيب لويس في محاولة لإنقاذ حياته، إلا أنه جميع محاولاته باءت بالفشل وتوفي الشاب، وحينما قام الطبيب لويس وأعلن عن وفاة الشاب حدث شيء لا يتصوره العقل، حيث أنه استيقظ من موته ونادى على الطبيب باسمه وحذره أن يبتعد عن الغابة التي بجوار منزله.
وهنا حاول الطبيب العودة مرة أخرى من جديد والتأكد من أن ذلك الشاب توفي، وبالفعل تأكد من أنه توفي تماماً وانقطع آخر نفس فيه، ومنذ ذلك اليوم وفي كل مرة يخلد بها الطبيب إلى النوم تراود عليه العديد من الكوابيس، وتبقى تلك الكوابيس تثير به الذعر إلى أن يستيقظ من نومه وهو في حالة خوف شديد ورهبة، وفي كل مرة كان يفزع من نومه كان يجد رجليه متسختين ومملوءتين بالتراب والطين كما لو أنه كان في الحقيقة يسير في الغابة.
وفي ذلك الوقت كانت ابنة الطبيب قد بدأت في تربية قط أليف عندها في المنزل، وقد كان ذلك القط محبب إليها جداً وقد أطلقت عليه اسم تشرش، وفي يوم من الأيام بينما كانت ابنة الطبيب إيلي خارجة مع مجموعة من أصدقائها من أجل التنزه في الغابة حدث وأن تعرض قطها إلى حادث دهس من قِبل شاحنة وتوفي، وقد كان حاضر على الحادث كل من والدها والجار السيد جون.
وفي تلك الأثناء شعر والدها والجار بحزن كبير، ولم يختصر ذلك الحزن على أنه كيف توفي القط، إلا أنه كذلك على مدى تعلق الفتاة بذلك القط، وأنها كيف سوف تتلقى تلك الصدمة، وهنا أخبر السيد جون الطبيب أنه يتوجب به أن يتبع عادات وتقاليد تلك القرية التي يقيم بها والتي تتمثل في دفن القط في تلك المقبرة التي تم تخصيصها لدفن الحيوانات، ولكن كل ما كان يشغل فكر الطبيب هو أنه كيف يخبر ابنته بذلك الخبر، وحينها فكر في أن يتفق مع زوجته أن يقول إلى ابنته أن القط قد هرب من تلقاء نفسه، وبالفعل هذا ما صرحا به إلى ابنتهم.
وفي اليوم التالي ذهب الطبيب لويس برفقة السيد جون نحو المقبرة من أجل دفن القط، وهناك اقترح عليه السيد جون في أن يتوجها إلى داخل الغابة، حيث أن هناك مكان كانت الشعوب القديمة يستخدمونه من أجل دفن حيواناتهم؛ وذلك حتى لا تراهم ابنه الطبيب، ولكن حينما عاد الطبيب والسيد جون من الدفن اصيبا بصدمة كبيرة؛ وتلك الصدمة كانت بسبب أنهما شاهدا القط ذاته قد عاد إلى المنزل، ولكن في هذه المرة كان قط غير أليف وعدواني وقذر إلى حد كبير، ولكن عندما شاهده الطبيب بتلك العدوانية سرعان ما همّ بطرده إلى خارج المنزل؛ وما دفع بالطبيب إلى ذلك هو أن القط قام بخدش ابنته.
في يوم من الأيام صادف عيد ميلاد ابنته، ولكن ما حدث هو أن تلك الفتاة تعرضت لحادثة أدت إلى وفاتها، وهنا أصيب عائلتها بحالة يرثى لها من الألم والحزن، فقررت والدتها بعد دفن ابنتها أن تأخذ ابنها وترحل من القرية بأكملها، وبالفعل انتقلت للعيش في المدينة في منزل والدها، بينما والدها الطبيب المكلوم قرر أن يقوم باستخراج جثة طفلته ودفنها في مقبرة الحيوانات، وحينما عرف السيد جون بذلك أدرك نوايا الطبيب، وقد ألح عليه أن يتراجع عن قراره.
ولكن لم يسمع الطبيب لكلام السيد جون وحينما حلّ الظلام ذهب ونفذ ما كان قد عزم عليه، وفي اليوم التالي عادت ابنته إلى المنزل ولكنها في ذلك الوقت كانت شاحبة اللون وجسدها بارد للغاية، وفي تلك اللحظة عندما عرف جون أن الفتاة قد عادت عزم على أن يقوم بقتلها، ولكن حدث العكس، إذ قامت هي بالتوجه إلى منزله وقتله، وحينما أخبر الطبيب زوجته أن ابنته قد عادت سارعت بالعودة إلى المنزل، إلا أنها حينما شاهدتها شعرت بالرعب من منظرها وهربت، وقد أوضحت أن ابنتها أصبحت فتاة شريرة.
وفي النهاية أخذت الفتاة بمطاردة والدتها وشقيقها، وحينئذٍ أدركت الأم ذلك وسرعان ما همت بإخفاء ابنها عن الأنظار، وهنا تمكنت الفتاة الشريرة من والدتها وقتلتها، وفي تلك الأثناء بعد أن عاد الطبيب للمنزل وجد زوجته تلفظ أخر أنفاسها وقد توسلت إليه أن لا يقوم بدفنها في مقبرة الحيوانات، لكن الفتاة الشريرة سرعان ما همت بضرب والداها على منطقة الرأس وافقدته الوعي، وتجر جثة والدتها إلى مقبرة الحيوانات وتدفنها بها، وبعد ذلك أفاقت والدتها مرة أخرى من جديد، وفي تلك اللحظات استعاد الطبيب وعيه وسرعان ما يذهب إليهما، لكنهما تمكنتا من قتله ودفنه في المقبرة ذاتها كذلك، وقد أفاق مرة أخرى هو كذلك وتسير العائلة سوياً ويظهرون في النهاية وهم يركبون السيارة ومعهم الطفل جيجا.