رواية مقبرة براغ The Prague Cemetery Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب أمبرتو إيكو، وتم العمل على نشرها عام 2010م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شاب انخرط في العديد من المؤامرات إلى أن حدث معه شيء لم يعلم ما هو وأفقده ذاكرته.

الشخصيات

  • الشاب سيمون سيمونيني
  • جد سيمون
  • الأب برجاماتشي معلم سيمون
  • بيدمونت رئيس إحدى الحكومات
  • جوزيبي غاريبالدي
  • الحاكم فيتوريو إيمانويل
  • الروائي الفرنسي ألكسندر
  • نينو بيكسيو زميل ألكسندر
  • إيبوليتو نيفو زميل ألكسندر
  • الأب دالا بيكولا 
  • فرويد

رواية مقبرة براغ

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة إيطاليا في الثلاثينات من القرن الثامن عشر حول شخص يدعى سيمون سيمونيني، ولد سيمون في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة تورينو، توفيت والدته بينما كان طفلاً وقتل والده حينما كان سيمون يبلغ من العمر الثامن عشر عاماً بينما كان يقاتل من أجل توحيد دولة إيطاليا، وبعد وفاة والده ترعرع سيمون على يد جده، وهو ما كان عجوز مسن متمسك بمعتقدات وعادات قديمة وفي تلك الفترة كان جد سيمون يأوي العديد من اللاجئين اليسوعيين، ويكن الكره للأفراد اليهود، وفي الكثير من الأحيان كان يشير إلى أن الثورة الفرنسية كانت من تخطيط فرسان الهيكل والمتنورين البافاريين واليعاقبة.

لكنه يقول إن وراءهم جميعًا اليهود، ونظرًا لأن سيمون لم يكن يرتاد مدرسة عامة، فقد كان يتلقى تعليمه على يد اليسوعيين الذين تم إحضارهم إلى منزله بناءً على طلب من جده، وأحد هؤلاء الكهنة يدعى الأب برجاماتشي وهو من كان يعلمه شرور الجمعيات السرية التي حسب قوله ليست أكثر من غطاء للمخططات الشريرة.

ويوماً بعد يوم كان سيمون يشرب معاداة جده للسامية، لكن راديكالية والده وكرهه لليسوعيين، أثار بداخله ميول المناهضة للرجال المتشددين، وفي فترة من الفترات كان يقوم بقراءة كتب للعديد من الكتاب الفرنسيين من تلك التي يتمحور موضوعها حول المؤامرات، وطمح إلى محاكاة تلك التخيلات في حياته الخاصة.

وبعد مرور فترة وجيزة توفي جد سيمون، بينما سيمون التحق بالجامعة وأخذ بدراسة تخصص القانون، ومع مرور الوقت عمل لدى محامي غير أمين يتعلم منه فن التزوير، وبسبب المهارة التي أصبح يتمتع بها سيمون في التزوير جذب انتباه جهاز المخابرات التابع لحكومة سيد يدعى بيدمونت، وقد قرر جهاز المخابرات أن مهارات سيمون قد تكون لصالحهم، وبعد انضمامه للعمل معهم كان أول انقلاب كبير قام به هو التصرف كعميل استفزازي، حيث خان مجموعة من الطلاب المتطرفين الذين كانوا رفاقه، وفي المقابل ساعده جهاز المخابرات في القبض على صاحب العمل، وإلقاءه في السجن وتوفي بعد أيام قليلة وحصل سيمون على مكانه.

وفي يوم من الأيام غزا سيمون شخص ذو مكانة مهمة ويدعى جوزيبي غاريبالدي والذي يعرف بلقب ذو القميص الأحمر، إذ تم إرسال سيمون إلى منطقة تعرف باسم منطقة باليرمو للعمل كجاسوس؛ وذلك من أجل الإبلاغ عن تحركات غاريبالدي بعد أن استولى على واحدة من الجزر، وأثناء قيامه بهذه المهمة اكتشف سيمون أنه على عكس الشائعات المتداولة، فإن جيش غاريبالدي هم طلاب وحرفيون مستقلون ومهنيون وليسوا فلاحين، وإن الدعم الذي يقدمه الفلاحون الصقليون ليس مسألة وطنية، بل كراهية لاستغلال أصحاب الأراضي والمسؤولين النابوليين القمعيين.

كما توصل إلى أن غاريبالدي نفسه لا يهتم بالثورة الاجتماعية، ولكن على الرغم من ذلك وقف سيمون إلى جانب الملاك الصقليين ضد الفلاحين المشاغبين، وفي تلك الفترة كانت حكومة بيدمونت تقدم الدعم كامل ولكن بشكل حذر من أجل توحيد إيطاليا، ولكنها تشعر بالقلق من أن شهرة السيد غاريبالدي قد تتفوق على شهرة حاكمهم ويدعى فيتوريو إيمانويل، أو ما هو أسوأ من ذلك في أن يتولى رئاسة الجمهورية.

وفي تلك الفترة حدث لقاء بين أحد الروائيين من أصول فرنسية ويدعى ألكسندر مع مجموعة من الوطنيين الإيطاليين ومن ضمنهم من يدعى نينو بيكسيو وآخر يدعى إيبوليتو نيفو، وذات يوم تم أمر سيمون بأن يقوم بتدمير بعض الوثائق الخاضعة لحراسة مشددة في حوزة نييفو، في البداية سعى سيمون من أجل إقامة علاقة صداقة مع نييفو لكسب ثقته، ولكن ذلك لن يجدي شيئاً، بسبب الحراسة المشددة جداً على الأوراق، وباتت الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يفكر بها سيمون هي تفجير السفينة التي يبحر بها نييفو.

ولكن بهذا وجد سيمون أنه سوف يتم إرسال الأوراق ونييفو وعشرات الآخرين إلى الأعماق، وهنا يفكر سيمون في تطوير مخططه لتهريب الأوراق بصندوق من المتفجرات، وقام برشوة واحد من البحارة لتنفيذ المخطط، ومن أجل تسيير المهمة على أكمل وجه قام سيمون بطعن شخص حتى الموت؛ وذلك لأنه اكتشف مخطط سيمون وأحضر متفجرات في محاولة منه لإفشال خطة سيمون.

وعلى إثر تلك الحادثة، فإن أرباب العمل في الجهاز الذي يعمل لديه سيمون السري ليسوا سعداء بما حدث، إذ رأوا أنه تجاوز حدود عمله، وقد أثارت القضية الشكوك وجعلت الحكومة الإيطالية المتحدة الجديدة تبدو في نظر العديد سيئة، ولكن من حسن حظ سيمون كان المسؤولون عنه في عمله ليسوا قساة، فبدلاً من إيقافه عند حده، تم نفيه إلى مدينة باريس وإعطائه مهمة الخدمة السرية للإمبراطور نابليون الثالث.

وأول ما وصل سيمون إلى هناك عمل في تزوير المستندات في واحدة من الغرف التي تقع فوق متجر مختص في بيع خردة، كما أنه أصبح يعمل في جهاز المخابرات الفرنسية كمزور ومثبت، على مدار الخمس والثلاثين السنة التالية تم نصب فخاخ للثوار الذين يقاتلون ضد نابليون الثالث، كما قدم سيمون كامل المعلومات الاستخبارية طوال فترة إقامته في باريس، وبهذا تمكن من تشكيل الحدود التي من شأنها أن تؤدي إلى حل إحدى القضايا والتي تعرف باسم قضية دريفوس.

وكل تلك المهام التي كان يقوم بها بها كانت تكسبه ما يكفي لدفع الفواتير والانغماس في شغفه بالطعام الجيد، ولكنه كان يسعى من أجل أنه يريد التقاعد بمعاش لائق، فوقعت في ذهنه فكرة بأن يقوم بتأليف رواية تحدث بها عن مخططات اليهود، وقد كانت معظم الرواية تشكل يوميات سيمون، وفجأة استيقظ ذات صباح ليجد أنه فقد ذاكرته ويشتبه في حدوث شيء فظيع له.

وذات يوم التقى مع شخص يدعى فرويد والذي بدوره أخبره عن علاج حديث كوسيلة للتغلب على التجارب المؤلمة التي يمر بها وهو تدوين يومياته في حياته الجديدة، ومن هنا قرر سيمون أن يكتب كل ما يتذكره على شكل يوميات؛ وذلك على أمل منه في استعادة ذاكرته، كان يعمل سيمون لساعات طويلة لتدوين قصة حياته، وهذا الأمر كان يجعله ينام بعمق بسبب الإرهاق، ولكن ما كان يلاحظه سيمون هو أنه في كل يوم حينما يستيقظ أن شخصًا ما قد أضاف ملاحظات إلى مذكراته، وبعد مرور فترة قصيرة تبين أنه من يدعى هو الأب الغامض دالا بيكولا، والذي يبدو أنه يعرف الكثير عن حياة سيمون السابقة، وفي النهاية أخبره بها.

وبعد أن تم علم ممثلي الشرطة السرية بحالة سيمون قاموا بالضغط عليه من أجل وضع قنبلة في أحد الأنفاق الذي تم حفره حديثًا لمترو قادم من باريس، وأوضحوا أنه في تلك الواقعة إلقاء اللوم على اليهود ومن أجل تجسيد التأكيدات للبروتوكولات التي كتبها سيمون في روايته الأولى، ولكن ما حدث هو أن في تلك الفترة حصل سيمون من واحد من المغتربين الإيطاليين الثوار القدامى ويقيم في باريس على قنبلة موقوتة قوية وتعليمات حول كيفية استخدامها، وفجأة انقطعت مذكرات سيمون، وهنا تم الافتراض أن سيمون فجر نفسه.

العبرة من الرواية هي أن حينما تتزايد الضغوطات النفسية على الفرد، يسعى بأي طريقة إلى تخليص نفسه منها حتى لو وصل به الأمر إلى التخلص من حياته بأكملها.

مؤلفات الكاتب إميرتو إيكو

  • رواية اسم الوردة The Name of the Rose Novel
  • رواية باودولينو Baudolino Novel

شارك المقالة: