هي رواية تعود لعام 1851 كتبها الكاتب الأمريكي هيرمان ملفيل، الكتاب هو رواية بحار اسمه إشمائيل، يقابل كابتن سفينة مهووس بصيد الحيتان، يقود هذا الكابتن سفينته المسماة بيكود للانتقام من موبي ديك، حوت العنبر الأبيض العملاق الذي كان سبباً في بتر ساقه.
كانت الرواية مساهمة في أدب عصر النهضة الأمريكية، نُشر كتاب موبي ديك في مراجعات مختلفة، ولكنّه فشل تجاريًا في البداية، ولم يُطبع حتى وقت وفاة المؤلف في عام 1891. وقد تم تأسيس سمعته باعتباره “رواية أمريكية عظيمة” فقط في القرن العشرين.
بعد الذكرى المئوية لميلاد مؤلفها. قال ويليام فولكنر أنّه تمنى لو كتب الكتاب بنفسه ووصفه دي إتش لورانس بأنّه “واحد من أغرب وأروع الكتب في العالم” “أعظم كتاب في البحر على الإطلاق” وتعتبر جملته الافتتاحية “اتصل بي إشمائيل” ، هي من أشهر الأدب العالمي.
شخصيات الرواية:
- إشمائيل.
- وكويكويج.
- بيليج وبيلداد.
- أخاب.
رحلة إشمائيل البحرية:
تبدأ الرواية عندما يعلن إشمائيل عن نيته للسفر على متن سفينة لصيد الحيتان لأنّه قام بالعديد من الرحلات كبحار ولكن لم يقم بأي منها بصيد الحيتان فسافر إلى نيو بيدفورد، حيث أقام في نزل لصائدي الحيتان ونظرًا لأنّ النزل ممتلئ إلى حد كبير، أُجبر على مشاركة الغرفة مع شخص اسمه كويكويج عازف على آلة هاربون من جنوب المحيط الهادئ.
في البداية لم يتفق إشمائيل معه بسبب عاداته الغريبة ومظهره المغطى بالوشوم ، لكنّه بعد ذلك قدّر كرم الرجل وروحه اللطيفة، وقرّر الاثنان البحث معاً عن سفينة صيد الحيتان ثمّ وجدوا البيكود وهي سفينة متوحشة المظهر مزينة بعظام وأسنان حيتان العنبر.
ثمّ قابلا مالكاً السفينة وهما شخصان بيليج وبيلداد، وباشرا معهما صفقة للسفرعلى متن سفينتهما، فعرفهما الرجلان بقبطان السفينة، وأسمه أخاب وهو شخص غامض فقد ساقه في مواجهة مع حوت العنبر في رحلته الأخيرة، حيث أتفقوا مع القبطان على السفر وفي يوم بارد من أيام عيد الميلاد، غادرت السفينة بيكود الميناء.
كانت تحمل السفينة بيكود على متنها طاقم مكون من رجال من العديد من البلدان والأعراق المختلفة وسرعان ما أصبحت السفينة في مياه دافئة، حيث ظهر أخاب لأول مرة على سطح السفينة بعد أن كان مختفياً طوال الرحلة وكان شخص غير متوازن ويبدو أنّه فقد أحد ساقيه وكان يقف بحذر شديد على ساقه المزيفة المصنوعة من فك حوت العنبر، ثمّ أعلن للطاقم عن رغبته في مطاردة وقتل موبي ديك، وهو الحوت الأبيض الأسطوري العظيم الذي فتك بساقه وكان السبب بفقدانها لأنّه يرى هذا الحوت على أنّه تجسيد للشر ثم علق أهاب صاريًا ذهبيًا على السفينة وأعلن عن جائزة لأول رجل يرى الحوت.
بينما كانت السفينة بيكود تبحر باتجاه الطرف الجنوبي لأفريقيا، كان الطاقم يشاهد الحيتان المختلفة ويحاولون صيدها دون جدوى، وفي مرة أثناء الصيد، ظهرت أمامهم مجموعة من الرجال على متن سفينتهم، ولكن لم يراهم أحد من أفراد طاقم السفينة من قبل في الرحلة ليكشفوا فيما بعد أنّهم صعدوا السفينة خفية منذ البداية وكان زعيم هؤلاء الرجال هو رجل ذو مظهر غريب وكان هؤلاء الرجال يشكلون طاقم الحربة الخاص بأخاب، الذي تم تهريبه على متن السفينة من قبل مالكي السفينة بيليج وبيلداد، حيث كان يأمل أخاب أن تساعده مهاراتهم وقدراتهم القوية ومعلوماتهم حول البحر والصيد في البحث عن موبي ديك.
في تلك الأثناء كانت بيكود تدور حول إفريقيا وتدخل المحيط الهندي حيث قام الطاقم بصيد عدد قليل من الحيتان من وقت لآخر، وأثناء سيرها صادفت السفينة سفن صيد الحيتان الأخرى، وقابل الطاقم واحدة من السفن اسمها يربعام، تحمل على متنها شخص اسمه غابرييل كما يدّعي وهو شخص مجنون حيث كان يتوعد بالموت لأيّ شخص يهدد موبي ديك حيث أخبرهم أنّ طاقمه الذين حاولو اصطياد الحوت قد واجهوا كارثة ومات أغلبهم، ولكنّ أخاه لم يهتم بهذا الكلام بل مضي بمغامرته مضحياً بطاقمه وكل شئ مقابل الحصول على موبي ديك.
أستمرت مغامرتهم وصراعهم داخل البحر، وتعرض أغلب الطاقم لمواجهة الموت أكثر من مرة، وفي مرّة حاول أحد أفراد الطاقم أسمه تاشتيجو استخراج زيت العنبر من حوت قاموا باصطياده فأبتلع الحوت رأس الرجل وقفز به إلى الماء ولكنّ كويكويج تبعه بشجاعة فوراً الى الماء وقام بقطع رأس الحوت وتخليص تاشتيجو من الموت المحتم ثمّ في أثناء إحدى عمليات صيد الحيتان الأخرى، قفز بيب، وهوصبي المقصورة السوداء من السفينة بيكود، وعلق في وسط المحيط بمواجهة الحيتان وحده وبعد إنقاذه أصيب بالجنون نتيجة لتجربتة المريرة وبقي الطاقم مستمراً بتجربته تحت وطأة الموت إرضاء لرغبات أخاب في ملاحقة موبي ديك.
بعد فترة وجيزة تلتقي بيكود مع سفينة اندرباي، وهي سفينة صيد الحيتان التي فقدت ربّانها، حيث أخبرهم الكابتن بومرأنّه فقد ذراعه في مواجهة مع موبي ديك ورغم تحذيرات السفن التي مرت بسفينة أخاب من مواجهة موبي ديك إلا أنّه لازال مصراً على مواجهته وصيده، وكان يمضي قدماً دون مبالاة بتحذيرات السفن التي قابلها له، ولم يمض وقت طويل بعد ذلك، حتى مرض كويكويج مرضاً شديداً حتى أنّ نجار السفينة صنع نعشًا تحسبا لوفاته، ولكن بعد أن تعافى، وأصبح التابوت في النهاية عوامة الحياة البديلة لـبيكود.
أكمل أخاب سيره في عرض البحر متوقعًا أنه سيواجه موبي ديك قريبًا وجهز الحربة مع فريقه استعداداً للصيد، وكان يقتل المزيد من الحيتان في كل مرة لكنّه لايحظى بموبي ديك، وفجأة ضرب إعصار قويبيكود، وأتلف أشرعتها وكاد أن يغرقها ولكنّ أخاب إعتبر هذا الحدث علامة على المواجهة والنجاح الوشيك، ولكنّ مساعد السفينة الأول أعتبره فألًا سيئًا وفكر في قتل أخاب لإنّهاء سعيه المجنون وراء موبي ديك.
وبعد انتهاء العاصفة، سقط أحد البحارة من على رأس السفينة وغرق وكأنّها إشارة قاتمة لما ينتظرهم، و أخيراً في اليوم الثالث، ظهر موبي ديك أمامهم عندها تأهب الجميع للمعركة ضده وتم إنزال القوارب لمحاصرة الحوت في محاولة لإمساكه، وتقدم أفضل رجال أخاب بحربته للتصدي للحوت ولكن سرعان ماقضى عليه الحوت وزرع جثته بالحربة التي أراد اصطياده بها حتى تمكن الرجال من رؤية جثتة وهو معلق بالحربة ثمّ قام موبي ديك بضرب السفينة من جوانبها بكل قوة حتى يغرقها، ممّا تسبب بغرق جميع القوارب والرجال المتبقية فيها بسبب الدوامة التي أنشأتها السفينة بيكود نتيجة غرقها وتم سحب السفينة إلى أسفل المحيط حتى وفاتهم جميعاً.
أمّا إشمائيل، الذي رُمي من القارب في بداية المطاردة بسبب الموج العالي الذي تشكل بفعل حركة الحوت كان بعيدًا بما يكفي للهروب من الدوامة وهو الوحيد الذي نجا حيث طفى فوق نعش كويكويج الذي ظهر من الحطام، وبعد فترة أثناء حركة السفن المبحرة التقطه السفينة راشيل من البحر، وبقيت السفينة تبحث عن أفراد الطاقم الذين فُقدوا في معركتهم السابقة مع موبي ديك، ولكن أنتهت حكايتهم بخسارة طاقم السفينة كاملة أمام الحوت إرضاءاً لطموح شخص واحد.