رواية يانكي من كونيتيكت في بلاط الملك آرثر

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر الرواية من الروايات التي صدرت عن الكاتب والمؤلف مارك توين، وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان العنوان الأصلي الذي حمله الكتاب هو يانكي في بلاط الملك، وقد اعتبرت الرواية من الأعمال الأدبية التي لاقت انتشار واسع حال صدورها، وهذا ما ساهم في تشجيع تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم العمل على إصدارها سنة 1889م.

نبذة عن الرواية

كانت تدور الوقائع حول شخصية البطل والذي كان يعمل كمهندس في الولايات المتحدة، حيث أنه انتقل به الزمن عن طريق الخطأ إلى إحدى فترات الماضي في بلاط أحد الملوك، حيث خدع سكان المكان في ذلك الوقت حتى ظنوا أنه ساحر ومشعوذ، وسرعان ما استخدم علمه وخبرته في التكنولوجيا الحديثة؛ وذلك من أجل أن يذهل الشعب الإنجليزي الذي كان يقيم في فترة في العصور الوسطى المبكرة في العديد من الأعمال مثل تقنيات الهدم والألعاب النارية، وما أثبت قدرته وقوته أمامهم هو أنه أسند بئر مقدسة في يوم ما، كما كان يسعى جاهداً إلى تحديث الماضي بكافة الطرق والسبل.

رواية يانكي من كونيتيكت في بلاط الملك آرثر

في البداية يتم سرد الأحداث والوقائع في الرواية من وجهة نظر الشخصية الأولى في إحدى القلاع التي تشتهر باسم قلعة واريك، حيث أن تلك الشخصية تقوم بعرض حكاية كان قد رواها لها أحد الأشخاص الغريبين والغامضين، وهذا الرجل الغامض قد صرح للشخصية أنه في أحد الأيام تم ترشيحه للقيام بأداء وتجسيد دور فارس؛ وفد كان السبب في اختياره هو بالذات هو أنه ملم بالعديد من اللغات البسيطة كما كان ملم إلى حد كبير وخبير في كافة أنواع الدروع القديمة التي كانت تستخدم في الحروب.

وفي أحد الأيام دخل رجل يدعى هانك مورغان، وقد كان ذلك في اللحظة التي يتم سرد قصة موجزة الرجل الغامض وهو ما يدعى السير لانسلوت الذي كان قادم من إحدى المدن التي تعرف بمدينة كاميلوت، كما تم التحدث حول دوره في ذبح اثنين من العمالقة بطريقة الشخص الثالث، والتي كانت مأخوذة ومقتبسة بشكل مباشر من أحد الكتب التي تضمنت الحديث حول موت الملك آرثر، وهنا بدأ هانك بالكشف حول المزيد من المعلومات حول قصة الملك، وقد كان ذلك بعد أن يقدم الراوي الشراب له، حيث وصف هانك بذات طريقة السرد التي اتبعها الشخصية الأولى بأنه رجل يمتلك خبرة كبيرة في تجارة العديد من أنواع الأسلحة النارية والآلات التي تستخدم في الحروب.

وبأنه في أحد الأيام قد وصل إلى مستوى عالي حتى أن المشرف بفضل كفاءته واعتماده عليه قد حصل على جائزة في تصنيع الأسلحة النارية، كما صرح بأنه كان له في ذلك الوقت ما يقارب على المائتي تابع، وأول ما بدأ قصته بتقديم توضيح لمجموعة تفاصيل حول خلاف دار بينه وبين أتباعه في يوم ما، وعلى إثر ذلك الخلاف تعرض لإصابة في منطقة الرأس باستخدام رافعة وكسّارة إلى أن أغمي عليه، وقد تسبب بها رجل يدعى هيركليز.

وهنا بدأ هانك بوصف اللحظات التي استفاق بها من الغيبوبة، حيث أشار إلى أنه وجد نفسه تحت شجرة بلوط في إحدى المناطق الريفية التابعة إلى مدينة كاميلوت، وبعد أن تعافى تماماً من الضربة، تجول في المدينة إلى أن التقى من باب الصدفة مع أحد الفرسان الذي يدعى بالسير كاي، حيث كان في ذلك الوقت يعتلي فوق حصانه، وهنا طلب منه كاي أن يجري معه تحدي من خلال مبارزة، وقد كان نتيجة ذلك التحدي هو خسران هانك، حيث أنه كان غير مسلح ولا يملك درع.

ولذلك سرعان ما هرع ليتوارى تحت أقرب شجرة، وفي نهاية المبارزة أسر كاي هانك وقاده نحو إحدى القلاع في مدينة كاميلوت، وبينما كان هانك يقيم في أسره، عادت به ذاكرته إلى فترة القرن السادس، وهناك أدرك أنه في الواقع أذكى شخص على وجه الأرض ومن خلال معرفته وخبرته والتجارب التي عاشها ينبغي عليه أن يدير الأمور في أقرب وقت بنفسه.

وفي ذلك الوقت كان قد ظهر هانك في بلاط الملك، حيث أنه في تلك اللحظة تعرض إلى السخرية بسبب ذلك المنظر الذي ظهر به ولباسه الرث والغريب من شكله ونوعه، وهنا حكم عليه مجلس الملك، والذي كان من بينهم ساحر يدعى ميرلين بالصلب على أحد الأعمدة والعمل على حرقه أمام الجميع في تاريخ الواحد والعشرين من شهر يونيو، ولكن من حسن حظ هانك أن ذلك التاريخ قد تزامن مع تاريخ كسوف شمسي تاريخي من عام 528، وقد كان هانك على علم بذلك، إذ أنه من الأمور التي تعلمها في حياته السابقة، ولكن أظهرت وكالة ناسا وغيرها من الوكالات المتخصصة في قوائم الكسوف الشمسي أنه في الواقع لم يكن هناك أي نوع من أنواع الكسوف الشمسي في ذلك التاريخ.

وفي السجن يتم إرسال أحد الصبية الذي يلقب باسم كريست، بينما اسمه الحقيقي كان أمياس؛ وذلك ليبلغ الملك بأنه سوف يحجب الشمس إذا تم إعدامه، وهنا اعتقد هانك أن التاريخ في ذلك الوقت هو العشرين من شهر يونيو، ولكن في الواقع تلقى التهديد في الواحد وعشرين من شهر يونيو، وهو اليوم الذي سوف يحدث فيه الكسوف عند حوالي تمام الساعة 12:03 مساءً، وحينما قرر الملك القيام بحرقه، ولكن يفاجئ الكسوف هانك.

إلا أنه سرعان ما أدرك ذلك الأمر واستخدمه لصالحه، إذ بدأ بإيقاع الناس بأنه سوف يتسبب في الكسوف، وهنا بدأ يساوم الملك في إطلاق سراحه، وبالفعل أطلق صراحه وأصبح ثاني أقوى شخص في المملكة، وهنا تمت الإشارة إلى أنه من المحتمل أن الكاتب استلهم ذلك الجزء من قصة واقعة وحقيقية تاريخية، والتي كان قد استغل فيها كريستوفر كولومبوس معرفته السابقة بخسوف القمر.

وفي النهاية تم منح هانك منصب الوزير الرئيسي للملك، حيث بدأ الجميع يعامله بأقصى قدر من الخوف والرهبة والرعشة، وقد تلقى شهرة واسعة منحته لقب جديد تم اختياره من قِبل عامة الشعب وهو الرئيس، ومع كل ذلك أعلن أنه سوف يقوم بأخذ دخله الوحيد كنسبة مئوية من أي زيادة تتم من خلال الناتج القومي الإجمالي للمملكة، حيث أن ذلك الأمر قد نجح في خلقه للمملكة كرئيس وزراء للملك، كما اعتبر الملك ذلك من الأمور العادلة، على الرغم من خوف الناس منه ولقبه الجديد، إذ أن هانك أصبح مساويًا لهم إلى حد ما، كما كان يتهافت الناس عليه كما لو أنه كان فارسًا أو من أعلى مستوى من طبقة النبلاء، لكنه في الأخير واجه هانك مشاكل من وقت لآخر؛ وذلك لأنه رفض السعي خلف الانضمام إلى هذه الرتبة.


شارك المقالة: