زُهير بن أبي سلمى

اقرأ في هذا المقال



اسمه و نسبه
هو زهير بن ربيعة بن قرط، و الناس ينسبونه إلى مزينة وإنَّما نسبه في غطفان وليس لهم بيت شعر ينتمون فيه إلى مزينة إلا بيت كعب بن زهير وهو قوله :

هم الأَصْلُ مِنّيَ حَيِثُ كُنّتُ وإنَّنيّ *** مِنْ المَزنِين المُصَفينَ بالكرمِ

ويقال أنَّه لم يتَّصل الشِّعر في أحد من الفحول في الجاهلية ما اتصل في ولد زهير وفي الإسلام واتصل في ولد جرير، ويروي عن عمر بن الخطاب أنَّه قال أنشدوني لأشعر شعرائكم قيل ومن هو؟ قال زهير، وقيل وبم صار كذلك قال كان لا يعاظل بين القول، ولا يتبع حوشي الكلام، ولا يمدح الرَّجل إلا بما هو فيه، وهو القائل:

إذا إبتدرت قيس بن غليان غاية *** من المجد من يسبق إليها يسود

سَبَقا إليِها كلُّ طَلقٍ مبرزٍ *** سبوقٍ إلى الغَاياتِ غِيرَ مُخْلَد

نظم ابن أبي سلمى معلَّقته التي كتبها لزوجته ،حيث كان من الشُّعراء السَّبع الذين كُرّموا بتعليق معلقتهم على جدار الكعبه لجمال محتواها و صدق كتابتها و عظيم مقصدها، كما أنَّه كان شاعر عمر بن الخطاب المفضَّل، وكان من أعظم شعراء العصر الجاهلي الثلاثة وهم: امرؤ القيس، زهير بن أبي سلمى و النابغة الذبيانيّ.

ولادة زهير بن أبي سلمى:
ولد في غطفان، في إحدى نواحي المدينة المنوَّرة، وكان يقيم في إحدى ديار نجد في الحاجر، تزوَّج من غطفان مرَّتين، في المرَّة الأولى تزوَّج أم أوفى التي كان يذكرها في في مطلع مُعلَّقته:


أمِن أمِّ أوفى دمنةٌ لم تكلَمِ *** بحوْمانةِ الدرَّاج فالمتلثّمِ

وبعدها طلَّق أم أوفى بسبب وفاة أولاده منها، اقترن زهير بكبشة بنت عمّار الغطفانيَّة، ورزق منها بولديهِ الشُّعراء كعب و جرير، يذكر أنّ زهير بن أبي سلمى متأصِّل في الشِّعر، حيث أنَّه ورث الشِّعر عن أبيه و خاله و زوج أمِّه أوس بن حجر، وكان له أختان شاعرتان أيضاً هم الخنساء وسلمى، حيث أورث موهبة الشِّعر لأبنائه كعب و جرير.

أقوال عن زهير بن أبي سلمى :

  • قال الذين فضَّلوا زهيراً: أنَّه أشهر شعراء الجاهليية، وروي هذا الحديث عن عِكرمة عن أبيه جرير، ولمثل هذا الرأي ذهب العبّاس بن الأحنف، حيث قال سُئل أحد الشُّعراء، وعلّل العباس ما عنَّاه بقوله ألقى زهير عن المادحين فضول الكلام كمثل قوله:

فما يَكُ من خير أتوه *** فإنَّما توارثه آباء آبائهم قبل

  • قيل أنَّه كان يكتب القصيدة في شهر، ويهذِّبها في سنة، فكانت قصائده تسمَّى الحوليات.
  • كان عمر بن الخطَّاب شديد الإعجاب بزهير، و أكَّد هذا ابن العباس حيث قال: خرجت مع عمر بن الخطاب في أول غزوة غزاها، فقال لي “أنشدني لشاعر الشُّعراء، فقلت من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: إبن أبي سُلمى ، قلت بِما صار كذلك؟ قال: لا يتبع حواشي الكلام، ولا يعاظل في المنطق، ولا يقول إلَّا ما يعرف ولا يمتدح أحدا إلَّا بما فيه”، حيث أيّد هذا الرأي كُثرةٌ من بينهم عُثمان بن عفان، و عبد الملك بن مروان، وآخرون.
  • قال التبريزي: أنَّه أحد الثلاثة المقدَّمين على سائر الشُّعراء، وإنَّما اختلف في تقديم أحد الثلاثة على صاحبيه، و الآخران هم امرؤ القيس، و النابغة الذبيانيّ.

أهم القصائد التي نظمها زهير بن أبي سلمى :

  • مُعلقة أمِن أمِّ أوفى.
  • إنّ الخليط أجيد البين .
  • لسلمى بشرقيِّ الفنان منازلُ .
  • رأيث بني آل امرؤ القيس أصفقوا.
  • لمن الدَّيار غشيتها بالفدفد.

مميزات مُعلّقة زهير بن أبي سلمى :
كان عنوان معلَّقة زهير بن أبي سلمى” أمِن أمِّ أوفي دمنة لم تكْلَم “، حيث كانت تتميَّز بالعديد من المميزات وذكر منها في هذا المقال ما يلي:

  • قصائد المعلَّقة التي نظمها زهير بن أبي سلمى طويلة نسبياً.
  • جيّدة الصياغة.
  • متينة الأسلوب.
  • واضحة المعاني.
  • عباراتها جميلة.

صفات زهير بن أبي سلمى:
اتصف الشَّاعر زهير بن أبي سلمى بالعديد من الصِّفات التي جعلته مميَّزاً عن غيره من الشعراء في العصر الجاهلي ومن هذه الصِّفات ما يلي:

  • كان من المتعارف أنّ زُهير بن أبي سلمى كان صادق في طويته.
  • حَسن في معشره.
  • دماثة خلقه.
  • ترفُّعِه عن الصَّغائر.
  • كان عفيف النَّفس.
  • مؤمناً بيوم الحساب.
  • يخاف عواقب الشَّر.

وفاة زهير بن أبي سلمى
يُعدّ زهير بن أبي سلمى من أحد المعمِّرين في العصر الجاهلي، فقد تجاوز عمره عند وفاته الثمانين عاماً، بحيث قضاها ما بين الحِكمة و البساطة و النُبْلِ.
وتنوَّعت التواريخ عند وفاته، فمن المؤرخين ما قال أنَّه توفي في سنة 607 أي أنَّه توفي عندما كان عمره 87 عاماً، ومنهم من قال أنَّه توفي بعد ذلك ليتجاوز عمر التسعين عاماً ، وذلك بدليل أنَّه قال في إحدى قصائده: “ومن يعش ثمانين حولاً أبا لك يسأمِ” أي أنَّه تجاوز عقده الثامن.


شارك المقالة: