يحتاج العمل الجاد من الشخص أن يكون على الدوام في السعي المتواصل وعدم التكاسل، وهذا ما يدعو إلى الاستيقاظ من النوم في الصباح المبكر، وذلك حتى لا يقوموا بهدر الوقت في اليوم بدون فائدة، إذ يُعتبر الصباح هي أساس شعلة النشاط فيبث في الإنسان طاقة سحرية تدفعه إلى العمل الدؤوب، على خلاف من يستيقض في أوقات متأخرة فيضيع على خلافه باقي اليوم، مما يسبب إلى الإنسان الشعور بالكسل والاكتئاب.
مضمون مثل “ساعات الصباح تمتلك الذهب في فمها”:
كان الشعب الألماني حريص على توضيح أهمية الاستيقاظ الباكر من خلال تناول هذا الموضوع في هذا المثل، وقد قالوه الشعب الألماني بلغتهم الخاصة فقد كان أصل خروج المثل من الألمانيين، ومن ثم أخذه الشعب الأوروبي وترجموه إلى لغتهم وتداولوه في مجتمعاتهم، وكما فعلت المجتمعات العربية كذلك فقد أخذوه وترجموه وتداولوه في معظم مجتمعاتهم.
شَّبه الشعب الألماني الساعات التي تكون في الصباح الباكر بالذهب الخالص؛ وذلك من أجل إبراز أهميتها وقيمتها، ولكي توضح للإنسان كيفية استغلالها من أجل السعي وراء رزقه، وكما أن المثل الألماني موجه إلى جميع فئات المجتمع فلا يقتصر على الألمانيين فقط، وذلك لأنه يقوم بتناول موضع أهمية الوقت الذي من الممكن أن يهدره الشخص في النوع دون تقديم أي إنجاز أو عمل، ويقال أحياناً أن العلماء أيضاً يجب أن يفيقوا مبكراً.
وقد أثبتت الدراسات حول موضوع أهمية النوم المبكر والاستيقاظ المبكر أيضاً، حتى يتمكن الجسم من أن يأخذ قسطاً وفياً من الراحة في الوقت الذي يختص بالنوم، وكما يساهم النوم والاستيقاظ المبكر في محاربة السمنة وعدم الشعور بالاكتئاب ويثير النشاط، كما وضحت هذه الدراسات نتيجة الوصول إلى أن العقل يكون أكثر نشاطاً في الساعات الأولى من الصباح، وكما أنه يكون على الاستعداد التام في إنجاز الكثير من الأعمال خلال وقت قصير.
وظهرت هناك مرادفات للمثل الألماني في الأمثال العربية ومنها المثل: (بعضنا ينام ليحلم بالنجاح والبعض الآخر يستيقظ لتحقيقه)، وقد تبيّن أن هناك صفة مشتركة بين الناس المتفوقين والناجحين في أعمالهم، وهي الاستيقاظ المبكر والسعي إلى النجاح والعمل، مما يجعله يجلب الفرح والسعادة إلى الإنسان، مما يجعل الصباح بالفعل يحمل في فمه الذهب.
