الآية
﴿وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۖ لَّهُمۡ فِیهَاۤ أَزۡوَ ٰجࣱ مُّطَهَّرَةࣱۖ وَنُدۡخِلُهُمۡ ظِلࣰّا ظَلِیلًا﴾ [النساء ٥٧]
هذه الآية الكريمة جاءت بعد قوله تعالى ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا سَوۡفَ نُصۡلِیهِمۡ نَارࣰا كُلَّمَا نَضِجَتۡ جُلُودُهُم بَدَّلۡنَـٰهُمۡ جُلُودًا غَیۡرَهَا لِیَذُوقُوا۟ ٱلۡعَذَابَۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِیزًا حَكِیمࣰا﴾ [النساء ٥٦] وهذه طريقة القرآن؛ فإنّه مثاني: تنثني فيه المعاني، فإذا ذكر فيه أهل النار ذُكر أهل الجنة، وإذا ذكر الحق ذكرر الباطل وهكذا.
وقدّم الله الإيمان على العمال الصالح في قوله تعالى ( وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ ) لأنّ العمل الصالح مبني على الإيمان، فعمل بلا إيمان لا فائدة منه، فالمنافقون يعملون، ويذكرون الله تعالى، ويصلون، ويتصدقون، ولكن ليس عندهم إيمان فلا ينفعهم.
والأعمال الصالحة: هي التي جمعت الإخلاص لله والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم،
وقوله (سَنُدۡخِلُهُمۡ) بينما قال في أهل النار ( سَوۡفَ نُصۡلِیهِمۡ نَارࣰا) فما الحكمة في ذلك؟
الجواب: أنّ أهل النار يفسح لهم لعلهم يتوبون إلى الله تعالى فيرجعون، وحينئذ لا يكونون من أهل النار.