سيتو وفورسيس وحوش البحر في الأساطير اليونانية

اقرأ في هذا المقال


كانت سيتو بالشراكة مع فورسيس إلهة البحر البدائية في الأساطير اليونانية، كما كانت سيتو هي الإلهة اليونانية التي تمثل مخاطر البحر ولكنها أوضحت أيضًا وجود العديد من الشخصيات الأسطورية الأخرى، وأصبحت سيتو أمًا لعدد من الكائنات البحرية الوحشية.

أصل الوحوش البحرية في الاساطير اليونانية

في إمبراطورية محاطة بالمياه من معظم الجوانب كان الإغريق ينظرون إلى البحار على أنّها قوة جبارة لا سيما في العصور القديمة، وفي الحضارة اليونانية القديمة عاش الكثير من الناس حياتهم بالقرب من البحر أو فيه بما في ذلك البحارة والجنود والصيادين، وبينما كان البحر يبشر بالبقاء ووسيلة السفر فإنّه يمثل أيضًا المجهول الشاسع لما يكمن بداخله، وكان الإغريق ينظرون إلى البحر باعتباره مصدرًا للحياة ولكن البحر كان أيضًا مصدرًا يمكن أن يقتل الحياة.

ضمن أنظمة الآلهة الشاسعة لليونانيين ليس من المستغرب أن يتم إيجاد بعد ذلك العديد من الشخصيات التي تتماشى مع البحر وتمثله بما في ذلك بوسيدون العظيم إله البحر، بالإضافة إلى العديد من الآلهة والشخصيات الصغرى مثل الحوريات والسيرانة أو سيرين -وهي مخلوق له راس إمرأة وجسد طير- بينما كان للبحر آلهته وشخصياته الأسطورية، واعتقد الإغريق القدماء أيضًا أنّ لديه وحوش البحر وهي مجموعة واسعة من الأخطار الخفية تحت سطحه مباشرة.

العديد من هذه الوحوش الموجودة في البحر وأحيانًا على اليابسة وكانت من نسل شخصيتين رئيسيتين وهما سيتو وفورسيس، وكلاهما كانا أبناء جبابرة أو أولئك الذين جاءوا قبل الآلهة والإلهات اليونانية، في حين أنّ الأساطير اليونانية مليئة أحيانًا بأنساب معقدة ومتناقضة وغير مؤكدة، ويُعتقد أنّ سيتو وفورسيس هم أشقاء ولكن أيضًا عشاق الذين ولدوا جيشًا من الأطفال المتوحشين الذين ظهروا في العديد من الأساطير اليونانية والمغامرات البطولية، ومثل الكثير من الأساطير اليونانية تختلف قصص علاقتهما، ففي بعض الحكايات هم أشقاء وعشاق ولكن في حالات أخرى يكونون مجرد زوج وزوجة، وكلاهما معروفان بشكل رئيسي بانتمائهما للبحر ووحوشه.

من هو فورسيس

يُعتقد أيضًا أنّ فورسيس (Phorcys) من نسل جايا وبونتوس وهو فقد مثل كل الأشياء التي كانت مخبأة في البحر من الأخطار غير المرئية التي ابتلي بها البحارة والصيادين، وغالبًا ما كان يتم وصفه وتصويره بذيل يشبه السمكة وجذع وذراعي سلطعون أحمر فاتح، وفي بعض الأحيان يتم تهجئة (Phorkys) واسمه يعني البحر في اليونانية، وغالبًا ما يصور وهو يحمل شعلة ويُعتقد أنّه يلقي الضوء على المناطق المظلمة من البحر ويعتقد أنّه يسكن أعمق جزء من المحيط، وينتسب إلى المياه والعواصف والأخطار الجغرافية والوحوش، ومع سيتو هو معروف في المقام الأول بأبنائه وأحفاده المتوحشين.

من هي سيتو

قيل أنّ سيتو كانت ابنة اثنين من الآلهة البدائية في شكل بونتوس (البحر) وجايا (الأرض)، مما جعل سيتو شقيقة للآلهة البحرية الأخرى بما في ذلك فروسيس وتوماس ويوريبيا ونيريوس، وكانت سيتو والدة إيكيدنا التي كانت هي نفسها أمًا لوحوش مثل ليرنين هيدرا ولادون الأفعى التي كانت تحرس حديقة هيسبيريديس، وعند الإشارة إلى سيتو باسم كراتايس (Crataeis) فانّه يتم اعتبارها أيضًا والدة سكيلا التي عملت في شراكة مع شريبديس لتعريض الشحن للخطر، وأطفال سيتو المشهورون الآخرون هم أيضًا ثلاثة جورجون وثلاثة جرايا، فكانت بنات سيتو هؤلاء تجسيدًا للأخطار الخفية للبحر والرغوة البيضاء للبحر وبالطبع واجه فرساوس كلتا المجموعتين من الأخوات في مغامراته.

أسطورة أطفال سيتو وفورسيس

عادةً ما يُطلق على أطفال سيتو وفورسيس اسم فورسيديس (Phorcydes)، وهم مجموعة من الأطفال حيث كل واحد منهم مرعب أكثر من الأخير، ويعيش معظم التسعة في الموائل البحرية والمتاخمة للبحر ولديهم قوى سحرية متعلقة بالبحر، ويظهر فورسيديس في قصص لا حصر لها اخترعها الإغريق القدماء لفهم أحداث العالم في ذلك الوقت.

ثلاثة توائم جراي

جسدت شقيقات جراي (Graeae) الثلاثي اللون الرمادي لرغوة البحر حيث تلتقي بالأرض، ومجموعة من ثلاث نساء كبيرات في السن والتي يشير اسمهن إلى الرمادي (The Grey Ones)، وكان يعتقد أنّهم يتشاركون في عين واحدة وسن واحد، وكانت أسمائهم دينو وإنيو وبامفريدو، ولقد ظهروا بشكل بارز في قصة البطل فرساوس الذي يسرق عينهم المشتركة ويفديها للحصول على معلومات حول كيفية قتل ميدوسا وهو طفل آخر من سيتو وفورسيس.

ثلاثة توائم جورجون

كانت عائلة جورجون أيضًا ثلاث شقيقات ومعروفات بشعرهن المذهل المصنوع من الثعابين، ومن بين هؤلاء الأكثر شهرة ميدوسا وبشري وشقيقتان خالدة هما يوريال وستينو، وكان لدى الثلاثة القدرة على تحويل الرجال الذين كانوا ينظرون إليهم إلى الحجر، وتشتهر ميدوسا نفسها بدورها كواحدة من تحديات فرساوس من قبل بوليديكتس، الذي آمن الملك مثل الآخرين أنّ فرساوس سيتحول إلى حجر ويموت، بينما مات العديد من رجاله وكان قادرًا على النظر إلى انعكاس ميدوسا في درعه وقطع رأسه، وقام فيما بعد بتبديل رأس ميدوسا لإنقاذ الأميرة أندروميدا.

حورية ثوسا وعائلتها الشهيرة

كانت ثوسا واحدة من العديد من حوريات البحر المسماة في الأساطير اليونانية على الرغم من أنّ صفتها الأكثر شهرة قد تكون هي ولادة العملاق بوليثموس، ويظهر العملاق الذي ولد من قبل بوسيدون بشكل بارز في ملحمة هوميروس حيث يعيش في جزيرة يسكنها عملاق آخر ويأكل الرجال، وأوديسيوس يتفوق على بوليثيموس ويغمره بعد إصابته بالسكر قبل الهروب من الجزيرة.

حارس البوابة سكيلا

ترأست سكيلا التي يتم تهجئتها أحيانًا (scylla)، الذي ما يُعتقد الآن أنّه المنطقة الواقعة بين الساحل الإيطالي وصقلية وهي منطقة كان الإبحار فيها من نوع من الخطورة إلى حد ما، ويعد هوميروس في الأوديسة وصف سكيلا بأنّه وحش ذو صفوف من الأسنان الحادة وطوله 12 قدمًا ولديه ستة رؤوس فوق أعناق طويلة، وبالنسبة للبحارة كان يشكل خطرًا مزدوجًا عندما دخل في شراكة مع شريبديس وهي دوامة لا قعر لها رافقتها.

وكان يتم تكليف البحارة بمحاولة الإبحار في المضيق دون أن تأكلهم سكيلا أو يتم امتصاصهم في الدوامة، وعبارة: “بين سيلا وشاريبديس” هي مصدر إلهام للحديث عن: “بين صخرة ومكان صعب”، وتحدث الإشارة المباشرة إلى الاثنين في العديد من الأماكن في الثقافة الشعبية بما في ذلك بداية أغنية الشرطة في الثمانينيات ملفوفة حول إصبعك (Wrapped Around Your Finger).

حارس البوابة لادون

كان لادون وحشًا شبيهًا بالتنين كان يحرس حديقة هيسبيريدس وهي حديقة مليئة بالتفاح الذهبي السحري، وغالبًا ما يتم تصوير لادون ملتفًا حول الشجرة ويتم نشره لقتل أولئك الذين قد يحاولون سرقة الفاكهة الذهبية، وقُتل لادون بسهم من قبل هرقل في سعيه لسرقة التفاح الذهبي، بينما يُشار عادةً إلى فورسيس على أنّه والده، وكان هناك الكثير من الجدل حول ما إذا كان قد ولد من سيتو أو شخص آخر وكذلك الاختلافات في قصة وفاته، وفي إصدارات بديلة نجا من سهم هرقل وبعد وفاته في موميريوم (Memorium) أنشأ زيوس كوكبة دراكو التي صيغت بعد الاسم البديل للاندون دراكون.


شارك المقالة: