احتوت معلقة لبيد بن ربيعة على فصاحة عجيبة وبلاغة لم يبلغها غيره من الشعراء، فقد كان من الشعراء البارزين في العصر الجاهلي.
شرح بعض الأبيات من معلقة لبيد بن ربيعة
عَفَتِ الدِّيَار مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا
بِمِنىً تَأَبَّد غَوْلُهَا فَرِجَامُها
يقول الشاعر: اختفت ديار الأحباب وزالت منازلهم، سواء ما كان منها منازل مؤقته دائمة السفر أو حتى منازل للإقامة فكلها زالت واختفت، وقد اشتاق الديار وأهلها.
فَمَدافِعُ الرّيَانِ عُرّى رَسْمُهَا
خَلقًا كما ضَمِنَ الوُحيَّ سِلامُها
يقول الشاعر في معلقته: اشتقت إلى الديار “الغولية والرجامية”، واشتاق لمدافع جبل الريان بعدما رحل الأحباب عنه، ولقد شبه بقاء آثار الأيام القديمة ببقاء الكتاب في الحجر.
دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْدَ عَهدِ أنيسِها
حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُها وَحَرَامُها
بعض الأبيات من معلقة لبيد بن ربيعة
رُزِقَتْ مرَابيعَ النّجومِ وَصَابَهَا
مِنْ كُلّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِنٍ
وَعَشِيّةٍ مُتَجَاوِبٍ إرْزَامُهَا
فَعَلَا فُرُوعُ الأيْهَقَانِ وَأَطْفَلَتْ
بالْجَلْهَتَيْنِ ظِباؤها ونَعَامُها
وَالعينُ ساكِنَةٌ عَلى أطْلائِها
عُوذًا تَأجَّل بالفَضَاءِ بِهَامُها
وَجَلَا السّيُولُ عَنِ الطَّلولِ كأنَّها
زُبُرٌ تُجِدّ مُتُونَهَا أقْلامُها
أوْ رَجْعُ وَاشِمَةٍ أُسِفّ نَئُورُها
كِفَفًا تَعَرّضَ فَوْقَهُنّ وِشامُها
فوقَفْتُ أسألُهَا وكَيفَ سُؤالُنا
صُمًّا خَوالِدَ ما يَبينُ كَلامُها
عَرِيَتْ وَكَانَ بِهَا الْجَميعُ فَأَبْكَرُوا
مِنْهَا وَغُودِرَ نُؤيُهَا وَثُمَامُهَا
التعريف بمعلقة لبيد بن ربيعة
قام الشاعر لبيد بن ربيعة بتأليف معلقته المشهورة متناولاً فيها مواضيع عديدة تضمنت موضوع الأطلال، بالإضافة إلى وصف الخمور، وذكر المحبوبة، وفي نهاية معلقته ذكر موضوع الفخر والكرم والجود، وقد قام بعرض معلقته على النابغة الذبياني فأعجب بها وطلب إليه أن يلقي عليه من شعره ولشدة إعجابه به.