لم يقوموا رواد الأدب القديم بخط الكثير من قصائد الاعتذار بستثناء النابغة الذبياني، واستعملوا شعر الاعتذار في مقطوعاتهم لإثبات براءتهم أو ندمهم على أمور قاموا بها.
شعراء الاعتذار في العصر الجاهلي
لقد وصلنا القليل من القصائد المختصة بالاعتذار وذلك بسبب عزة النفس التي اتصفوا بها أهل المشرق كما أن مطلع القصيدة لم تتكأ على الاعتذار، ومن الأدباء الذين قدموا الاعتذار:
1- النابغة الذبياني: هو زياد بن معاوية كنيته أبو أمامة ويُعد من كبار ذبيان قدّم مقطوعة للنعمان بن المنذر كاعتذار عن سوء تفاهم حدث بينهما و من هذه الأبيات:
أتاني أبيت اللعن أنك لمتني
وتلك التي أهتم منها وأنصب
فبت كأن العائدات فرشنني
هراسًا به يعلى فراشي ويقشب
2- عدي بن زيد العبادي: شاعر جاهلي نصرانيّ من قبيلة تميم استطاع تأليف كتاب تاريخ الروم وضع بالسجن على يد النعمان بن المنذر، فقام بكتابة أبيات له مادحًا وراجيًا أن يخرجه من السجن ومن هذه الأبيات:
سَعَى الأعداءَ لا يَالُونَ شَرّاً
عَلَيَّ وَرَبَّ مكَّةَ والصَّليبِ
أرادُوا أن يُمَهَّلَ عَن كَبيرٍ
فَيُسجَنَ أو يُدَهدى في قَلِيبِ
ثم قال له:
أَلاَ مضن مُبلغُ النُّعمانَ عَنِّي
وقد تُهدَى النَّصيحَةُ بالَمغيبِ
أَحظِّي كانَ سِلسِلَةً وقَيداً
وغُلاٍّ والبَيانُ لَدَى الطَّبيبِ
3- عمرو بن قميئة: من الأدباء الجاهليين قدم الاعتذار لملك الحيرة بسبب نقل كلام من الواشين على لسانه متمنيًا ألا يستعجل حكمه عليه فردد له ابيات وهي:
فأَهلي فداؤك مُستعيبًا
عتبة فصدَّقت في المقالا
أتاك عدوٌ فصدّقتَه
فهلا نظرت هُديت السَّؤالا
4- وعلة الجرمي: شاعر وفارس من قضاعة له بعض الأبيات الاعتذارية:
فدى لكما رجلي أمي وخالتي
غداة الكلاب إذ تحز الدوابر
نجوت نجاء لم ير الناس مثله
كأني عقاب عند تيمن كاسر
