شعر النابغة الذبياني في الاعتذار

يعتبر النابغة الذبياني أبًا لأدب الاعتذار حيث تفرد به بشكل رائع مميز عن باقي الشعراء رغم ذهاب الباحثين في رأيهم أنه نوع من الثناء.

عناصر الموقف الاعتذاري في قصائد النابغة الذبياني

إن الباحث في مقطوعات النابغة الذبياني يجدها تتضمن الاعتذار وتشمل أربع أركان رئيسية وهي:

1- كلام الاتهام.

2- كلام الخوف.

3- كلام إثبات الحقيقة التي تُبرئه من الاتهام.

4- كلام الرجاء والاستعطاف.

بنية القصيدة الشكلية الاعتذارية عند النابغة الذبياني

1- ترتيب العناصر: إن المتمعن في مقطوعات الاعتذار عند النابغة الذبياني يجدها مغايرة للمقطوعة التقليدية المعتادة فلم نجدها تبدأ بالأطلال ووصف الرحلة ثم التوجه للموضوع الرئيسي، كما نجد أن المقطوعة الوحيدة التي توالت فيها العناصر هي العينية.

2- نسب ورود العناصر: إن أكثر العناصر ورودًا في مقطوعات الاعتذار المديح والثاني إثبات الحقيقة وتبرئة نفسه من الاتهام الذي اتهم به.

البنية الحجاجية في اعتذاريات النابغة الذبياني

1- حجة التناقص ومثال عليها قوله: 

ولكنني كنت امرًا لي جانبٌ 

من الأرض فيه مُسترادُ ومَذهَب

نرى في الشطر الثاني من البيت السابق أنه قال له من الأرض مُستراد ومذهب أي قدوم وذهاب وهذا يدل على فسحة المكان وشعوره بالأمان فيه والتنقل في كل بقعة في الأرض دون خوف وهنا تبرز الحجة.

3- حجة التماثل ومثال عليها قوله:

نرى حجة التماثل واضحة في قوله في البيت السابق “أضحت خلاء وأضحى أهلها” فقد تشابها في اللفظ واختلفا في المعنى فالأولى تدل على المنازل التي أصبحت فارغة لا روح فيها والثانية ترمز إلى انتقال أهلها بسبب الزمن الذي بدل كل شيء.

نموذج على اعتذار النابغة الذبياني

من أبرز المقطوعات الاعتذارية ما نظمه للنُّعمان معتذرًا منه بسبب الوشاة الذين نقلوا له كلام بهدف إفساد علاقته به حيث يُنشد:

يا دار مية بالعلياء فالسَّند

أقوت وطال عليها سالِفُ الأبد

وقفت فيها أُطيلانًا أسائلِها

عيَّت جوابًا وما بالربَّع من أحد