طائر الغريفين أو (The Griffin) هي قصة جمعها الأخوين جريم، غريفين أو جريفون (اليونانية القديمة: وهو مخلوق أسطوري له جسم وذيل وساقيه الخلفية كالأسد، ورأس وأجنحة نسر، وأحيانًا تكون مخالب النسر ونظرًا لأن الأسد كان يُعتبر تقليديًا ملك الوحوش، والنسر ملك الطيور، بحلول العصور الوسطى كان يُعتقد أن غريفين مخلوق قوي ومهيب بشكل خاص، ومنذ العصور القديمة الكلاسيكية، اشتهرت حيوانات الغريفين بحراسة الكنوز والممتلكات التي لا تقدر بثمن.
الشخصيات:
- الملك.
- ابنة الملك.
- الفلاح.
- أويلي.
- سيم.
- هانز.
قصة طائر الغريفين:
كان هناك ذات مرة ملك، لم يكن لديه ابن ولكن ابنة وحيدة كانت مريضة دائمًا، ولم يتمكن أي طبيب من علاجها، ثم أخبررجل حكيم الملك أن ابنته يجب أن تأكل تفاحة جيدة لتشفى، لذلك أمر الملك بإعلان في جميع أنحاء مملكته، أن كل من أحضر لابنته تفاحة يمكن أن تأكل منها وتشفى بعد أكلها يجب أن يكون لها زوجاً ويكون ملكًا.
بعد أن سمع أحد الفلاحين الذي كان له ثلاثة أبناء بهذا، فقال لأكبر أبنائه الذي يدعى أويلي: اخرج إلى الحديقة وخذ سلة من تلك التفاحات الجميلة الحمراء واحملها، ربما تستطيع ابنة الملك أن تشفى بعد أن تأكل منهم جيداً ثم تتزوجها وتكون ملكاً، ففعل الصبي ذلك وانطلق.
عندما قطع طريقًا قصيرًا، التقى برجل حديدي صغير سأله عما يوجد في السلة فأجابه أويلي، بأنّ لديه في سلته أرجل الضفادع، قال الرجل الصغير: حسنًا، هكذا يكون ويبقى، وذهب بعيدًا وبعدما وصل أويلي مطولاً إلى القصر، وأعلن أنه أحضر تفاحاً من شأنه أن يشفي ابنة الملك إذا أكلته وقد أسعد هذا الملك كثيرًا، حيث طلب إحضار أويلي أمامه، لكن للأسف! عندما فتح السلة، بدلًا من وجود تفاح بداخلها كانت أرجل الضفادع لا تزال ترفس.
فغضب الملك وطرده من البيت، وعندما عاد إلى المنزل أخبر والده ما حصل معه، ثم أرسل الأب الابن التالي، والذي يُدعى سيم، وملأ سلته بالتفاح وانطلق، ثمّ التقى بالرجل الحديدي الصغير الذي سأله عما يوجد في السلة، قال سيم: شعيرات الخنازير، فقال الرجل الحديدي: حسنًا، هكذا يكون ويبقى، وغادر الرجل الصغير، وعندما وصل سيم إلى قصرالملك وقال إنه أحضر تفاحًا يمكن أن تأكله ابنة الملك منه وتشفى، لم يرغبوا في السماح له بالدخول، وقالوا إن أحدهم كان هناك بالفعل، وعاملهم كما لو كانوا حمقى.
ومع ذلك، أكد سيم أنه كان لديه بالتأكيد التفاح، وأنه ينبغي عليهم السماح له بالدخول وصدقوه في النهاية، وقادوه إلى الملك، ولكن عندما كشف السلة لم يكن لديه سوى شعيرات الخنازير، أثار هذا غضب الملك بشكل رهيب، لذلك أمر في إخراج سيم من المنزل وعندما عاد إلى المنزل روى كل ما حل به لوالده، بقي لدى الفلاح الصبي الأصغر، واسمه هانز، والذي كان يُدعى دومًا هانز الغبي، وسأل والده عما إذا كان سيذهب مع بعض التفاح.
قال الأب: ستكون الشخص المناسب لمثل هذا الشيء! إذا لم يستطع الأذكياء إدارته، فماذا يمكنك أن تفعل؟ لكن الصبي لم يصدقه وقال: حقًا يا أبي، أود الذهاب، فقط اسمح لي بذلك، قال الأب بعدما أدار ظهره: أنت أيها الرجل الغبي، عليك أن تنتظر حتى تصبح أكثر حكمة، ومع ذلك سحب هانز ظهر ثوبه وقال: في الواقع، أبي أنا مُصرعلى الذهاب.
أجاب الرجل العجوز بصوت حاقد: حسنًا، بقدر ما أشعر بالقلق قد تذهب، لكنك ستعود قريبًا إلى المنزل مرة أخرى بالفشل! ومع ذلك، كان الصبي سعيدًا للغاية وقفز بفرح، قال الأب مرة أخرى: أنت تزداد غباء كل يوم! ومع ذلك فإن هانز لم يهتم بذلك، ولم يدعه يفسد سعادته، ولم يستطع النوم طوال الليل في سريره، حيث كان يحلم بالفتيات الجميلات والقصور والذهب والفضة وجميع أنواع الأشياء من هذا النوع.
في وقت مبكر من الصباح، ذهب في طريقه، وبعد ذلك مباشرة جاءه الرجل الصغير المتهالك في ملابسه الحديدية وسأله عما كان يحمله في السلة، فأجابه هانز بأن كان يحمل تفاحًا لابنة الملك الذي تأكل منه حتى تشفى، ثم قال الرجل الصغير: هكذا يكونون ويبقون، ولكن عند وصول هانز القر لم يسمحوا له بالدخول، وأخبروه أنّ رجلين اثنين كانا هنا بالفعل وأخبراهما أنهما سيحضران تفاحًا، وكان أحدهما لديه أرجل ضفادع، والآخر لديه شعرخنزير.
ومع ذلك، أكد هانز بحزم أنه بالتأكيد ليس لديه أرجل الضفادع ولكن بعض من أجمل التفاح في المملكة بأكملها، وبينما كان يتحدث بلطف شديد، اعتقد حارس الباب أنه لا يمكن أن يكذب وطلب منه أن يدخل وكان على حق، لأنه عندما كشف هانز سلته في حضور الملك، خرجت التفاحات الذهبية الصفراء وكانت تتساقط، عندها كان الملك مسرورًا، وقام بنقل بعضهم إلى ابنته، ثم انتظر بقلق حتى يصل إليه أخبار عن تأثيرهذه التفاحات.
ولكن قبل أن يمر وقت طويل، وصلت إليه الأخبار: من ابنته نفسها التي بمجرد أن أكلت من تلك التفاحات، شفيت ونهضت من سريرها، وكان الفرح الذي شعر به الملك لا يمكن وصفه! لكنه الآن لا يريد أن يزوج ابنته من هانز، وقال إنه يجب عليه أولاً أن يصنع له قاربًا ينطلق بسرعة على اليابسة أكثر من الماء.
وافق هانز على الشروط، وعاد إلى المنزل وروى ما حدث معه لوالده، ثم أرسل الأب أويلي إلى الغابة ليصنع قاربًا من هذا النوع، وكان يعمل بجد طوال الوقت وفي منتصف النهار، عندما كانت الشمس ساطعة أتى الرجل الحديدي الصغير وسأل عما كان يصنع؟ أعطاه أويلي إجابة وقال: أوعية خشبية للمطبخ، فقال الرجل الحديدي: هكذا يكون ويبقى، وبحلول المساء، اعتقد أويلي أنه صنع القارب الآن، ولكن عندما أراد الدخول إليه لم يكن لديه سوى أوعية خشبية.
في اليوم التالي، ذهب سيم إلى الغابة، لكن كل شيء كان فاشلاً تمامًا كما حدث مع أويلي، وفي اليوم الثالث ذهب الغبي هانز الذي عمل بعيدًا بجد، حتى أن الغابة بأكملها كانت تدوي بضربات قوية وطوال ذلك الوقت كان يغني بمرح، وفي منتصف النهار، عندما كان الطقس الأكثر سخونة، جاء الرجل الصغير مرة أخرى وسأل عما كان يصنع؟ أجاب هانز: قارب ينطلق أسرع في اليابسة منه في الماء، وعندما انتهي منه، ستكون لدي ابنة الملك كزوجتي، قال الرجل الصغير: حسنًا، مثل هذا الشخص يجب أن يكون ويبقى.
وفي المساء، أنهى هانز قاربه وجذّف به إلى القصر حيث سار القارب بسرعة الريح، وعندما رآه الملك من بعيد تفاجأ بشدة، لكنه لم يسلم ابنته لهانز بعد، وقال إنه يجب عليه أولاً أن يأخذ مائة من الأرانب للرعي من الصباح الباكر حتى وقت متأخر من المساء، وإذا هرب أحدهم فلا ينبغي له أن يطالب بابنته، كان هانز راضيا عن هذا، وفي اليوم التالي ذهب مع قطيعه إلى المرعى، وتوخى الحذر الشديد حتى لا يهرب أي منهم
وقبل مرور عدة ساعات، جاءت خادمة من القصر وأخبرت هانز أنه يجب أن يمنحها أرنباً على الفور، لأن بعض الزوار قد أتوا بشكل غير متوقع، ومع ذلك كان هانز يدرك جيدًا ما يعنيه ذلك، وقال أته لن يعطيها واحداً، ولكن لم تؤمن الخادمة برفضه، وعندما بدأت تغضب منه، قال لها هانز إنه إذا جاءت ابنة الملك بنفسها، فسيعطيها أرنباً، فأخبرت الخادمة الأميرة بذلك وذهبت اليه بنفسها.
في غضون ذلك، جاء الرجل الصغير مرة أخرى إلى هانز، وسأله عما يفعله هناك؟ قال إنه كان عليه أن يراقب أكثر من مائة أرنب ويحرص على عدم هروب أي منهم، وبعد ذلك قد يتزوج ابنة الملك ويكون ملكًا، قال الرجل الصغير: جيد، هذه الصافرة لك، وإذا هرب أحدهم فقط صفر بها، ثم ستعود مرة أخرى، وعندما جاءت ابنة الملك، أعطاها هانز أرنباً في مئزرها، ولكن بعدما كانت قد قطعت حوالي مائة خطوة صفر هانز وقفز الأرنب من المئزر.
وعندما حل المساء أطلق صفيراً لقطيع الأرانب مرة أخرى، ونظر ليرى ما إذا كان الجميع هناك ثم قادهم إلى القصر حيث تسائل الملك كيف استطاع هانز أن يرعى مئات الأرانب دون أن يفقد أي منها، ومع ذلك، لم يعطه ابنته بعد، وقال إنه يجب عليه الآن إحضاره ريشة من ذيل طائر الغريفين مقابل زواجه من ابنته.
انطلق هانز في الحال وسار إلى الأمام مباشرة، وفي المساء جاء إلى قلعة وهناك طلب ان يقيم بها ليلة واحدة، فوافق سيد القلعة بذلك بكل سرور، وسأله إلى أين يتجه؟ أجاب هانز: إلى جريفين، فقال سيد القلعة: إلى غريفين! أخبروني أنه يعرف كل شيء، وقد فقدت مفتاح صندوق نقود حديدي، لذلك قد تكون جيدًا لدرجة أن تسأله أين هو، قال هانز: نعم، حقًا سأفعل ذلك، في وقت مبكر من صباح اليوم التالي تقدم، وفي طريقه وصل إلى قلعة أخرى حيث مكث ليلته مرة أخرى.
عندما علم الناس الذين عاشوا هناك أنه ذاهب إلى غريفين، قالوا إن لديهم في المنزل ابنة مريضة وأنهم حاولوا بالفعل كل الوسائل لعلاجها لكن لم يستطع أحد علاجها، وقد يكون لطيفًا لدرجة أن يسأل غريفين ما الذي يجعل ابنتهم تتمتع بصحة جيدة مرة أخرى؟ قال هانز إنه سيفعل ذلك عن طيب خاطر، ومضى قدمًا.
ثم جاء إلى بحيرة، وبدلاً من المركب كان هناك رجل طويل القامة كان عليه أن يحمل الجميع على ظهره عبر البحيرة، فسأل الرجل هانز إلى أين يسافر؟ قال هانز: إلى جريفين، قال الرجل: ثم عندما تصل إليه، اسأله فقط لماذا أُجبر على حمل الجميع فوق البحيرة، قال هانز: نعم، بالتأكيد سأفعل ذلك، ثم حمله الرجل على كتفيه وعبر به البحيرة.
بعد ذلك وصل هانز إلى منزل غريفين، لكن الزوجة كانت في المنزل فقط وليس غريفين نفسه، ثم سألته المرأة ماذا يريد؟ عندئذ أخبرها بكل شيء وأنه كان عليه أن يأخذ ريشة من ذيل غريفين، وأن هناك قلعة فقدوا فيها مفتاح صندوقهم المالي، وكان عليه أن يسأل غريفين أين كان؟ وأنه في قلعة أخرى كانت الابنة مريضة، وكان عليه أن يعرف ما الذي يمكن أن يعالجها؟ وبعد ذلك ليس بعيدًا عن هناك كانت هناك بحيرة ورجل بجانبها، أُجبر على حمل الناس عبرها، وكان قلقًا للغاية لمعرفة سبب اضطرار الرجل للقيام بذلك.
ثم قالت المرأة : لكن انظر هنا يا صديقي العزيز لا يمكن لأي مسيحي التحدث إلى جريفين إنه يلتهمهم جميعًا ولكن إذا أردت، يمكنك الاستلقاء تحت سريره، وفي الليل عندما يكون نائمًا، يمكنك أن تمد يدك وتخرج ريشة من ذيله، أما بالنسبة لتلك الأشياء التي عليك أن تتعلمها، فسوف أسأل عنها بنفسي، كان هانز راضيًا تمامًا عن هذا، وجلس تحت السرير، وفي المساء عاد غريفين إلى المنزل وبمجرد دخوله إلى الغرفة، قال: يا زوجتي، أشتم رائحة غريبة، قالت المرأة: نعم، كان أحدهم هنا اليوم لكنه ذهب مرة أخرى.
في منتصف الليل عندما كان غريفين يشخر بصوت عالٍ، مدّ هانز يده وانتزع ريشة من ذيله ولكنه استيقظ على الفور وقال: يا زوجتي، أشم رائحة غريبة ويبدو لي أن شخصًا ما كان يشد ذيلي، قالت زوجته: لقد كنت تحلم بالتأكيد، وقلت لك من قبل أن مسيحيًا كان موجودًا هنا اليوم، لكنه ذهب بعيدًا مرة أخرى حيث أخبرني بأشياء كثيرة ومنها أن قلعة واحدة فقد أصحابها مفتاحهم لصندوق المال، وهل يمكن أن تجده في أي مكان.
فقال الطائر: الحمقى! المفتاح يكمن في المنزل الخشبي تحت جذع من الخشب خلف الباب، ثم قالت زوجته إن فتاة مريضة في قلعة أخرى، ولم يعرفوا أي علاج يداويها، فقال الطائر:الحمقى! تحت درجات القبو جعل الضفدع عشه من شعرها، وإذا استعادت شعرها فستكون بخير، ثم قالت: ثم قال أيضًا إن هناك مكانًا توجد فيه بحيرة ورجل بجانبها أُجبر على حمل الجميع عبره.
قال الطائر: أيها الأحمق! إذا وضع رجلاً واحدًا في الوسط، فلن يضطر أبدًا إلى حمل آخر، وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي نهض الطائر وخرج. ثم خرج هانز من تحت السرير، وكان لديه ريشة جميلة وسمع ما قاله الطائر عن المفتاح، والابنة ورجل البحيرة، ثم عاد إلى المنزل مرة أخرى.
أولاً، جاء إلى الرجل المجاور للبحيرة، وسأله عما قاله الطائر، لكن هانس أجاب أنه يجب عليه أولاً حمله عبر البحيرة وعندما انتهى، أخبره هانز أن كل ما عليه فعله هو وضع شخص واحد في وسط البحيرة، وبعد ذلك لن يضطر أبدًا إلى الاستمرار في حمل الناس فكان الرجل سعيدًا للغاية وعندما أخبر هانز أنّه سيحمله لأي مكان يريده رفض هانز وغادر متجهاً للديار.
ثم جاء إلى القلعة حيث كانت الابنة مريضة، أخذها على كتفيه لأنها لم تستطع المشي وحملها على درجات القبو وسحب عش الضفدع من أسفل أدنى درجة وأعطاه في يدها، وقفزت عن كتفه وصعدت الدرج قبله وشفيت تماما، ثم ابتهج الأب والأم وقدموا لهانز هدايا من الذهب والفضة، وعندما وصل إلى القلعة الأخرى، دخل على الفور إلى المنزل الخشبي، ووجد المفتاح أسفل جذع الخشب خلف الباب، وأخذه إلى سيد القلعة الذي كان هو أيضًا مسروراً، وأعطى هانز كمكافأة الكثير من الذهب الموجود في الصندوق والأبقار والغنم والماعز.
وعندما وصل هانز أمام الملك ومعه كل هذه الأشياء، بالمال والذهب والفضة والأبقار والغنم والماعز، سأله الملك عن كيفية وصوله إليهم، ثم أخبره هانز أن الطائر أعطى كل شخص ما يريد، لذلك اعتقد الملك أنه يمكن أن يذهب للطائر ويستفيد منه بمعرفة بعض الأشياء التي ستنفعه وانطلق في طريقه إلى الطائر ولكن عندما وصل إلى البحيرة، حدث أنه كان أول من وصل إلى هناك بعد هانز، وأنزله الرجل في وسطها وذهب بعيدًا وغرق الملك الجشع وتزوج هانز من ابنته وأصبح ملكًا.