تحدث ألدوس هكسلي من خلال مضمون الرواية حول موضوع قصة الحياة البشرية في المستقبل، إذ صنفت من فئة الروايات التي تناولت موضوع الخيال العلمي، إذ يُعتبر العلم هو الأمر الذي سوف يسيطر على الناس بشكل كبير في المستقبل، ومن هنا تبدأ المشاعر بالاختفاء، حيث يفرض النظام كامل سيطرته على الأفراد؛ وذلك باللجوء إلى نشر المخدرات، كما يساهموا في العمل على صنع أطفال يحدد لهم حد الرغبة والوظيفة، مما يجعل الحرية مفقودة تماماً في مثل تلك المجتمعات، لكنها تشعر بالسعادة، وذلك تحت مسمى (العالم الطريف)، وقد حدث ذلك في 1946م.
شخصيات الرواية
- هربرت باكونين
- توماس تومكين
- هنري فوستر
- لينيا كراون
- مصطفى مند
- برنارد ماركس
- فاني كراون
- بنيتو هوفر
- هلمهلتز واطسن
- پولي تروتسكي
- بينيتو هوفر
- داروين بونابرت
نبذة عن الرواية
العنوان الذي تم اخياره للرواية كان قد اقتبسه الكاتب من المشهد الأول في الفصل الخامس لمسرحية (العاصفة) للكاتب الإنجليزي ويليم شكسبير، حيث تخاطب ميراندا ابنة بروسبرو وتقول: “يا إلهي، كم من الرجال الصالحين يظهرون هنا بغتة، ورائدهم الخير والإخلاص! مرحاً لهذا العالم الجديد، الذي يكثر فيه هؤلاء الناس الرائعين”.
هنا ومن خلال تلك العبارة كان هدف للمؤلف ويليم شكسبير هو السخرية؛ لأنّ البراءة التي تتمتع بها المتحدثة (ميراندا)، توحي أنها لم تستطيع معرفة طبيعة الشر التي كان يتمتع بها زوار الجزيرة، لكن في رواية عالم جديد شجاع، يتبين فيما بعد أنّ أحد الشخصيات والذي يدعى (جون الهمجي)، كان مطلع على الغالبية العظمى من المسرحيات التي كتبها ويليم شكسبير، ومن خلالها تمكن من تعلم القراءة والكتاب، كما أثرب به تلك المسرحيات بشكل كبير.
رواية عالم جديد شجاع
في البدايات أخذ المؤلف في تصور أحد المدن التي يكمن فيها العلماء، بغض النظر عن ما يكمن فيها من مساوئ ومدى تأثيرها على حياة البشر، وبدأ في التعبير من مدى مخاوفه حول الكيفية التي سوف يؤثر بها على العالم الجديد، والذي كان يصفه بالعالم المتخصص في صنع العقاقير والذي يعتمد على الآلات بشكل كبير، فهذا العالم خالي من كافة المشاعر الحقيقية، والتي تكمن في الجمالية، والعواطف الجياشة، والشعر المنطوق.
فهذا العالم الجديد كل شيء يقوم العمل يكون بشكل آلي، فقد كان المؤلف والأديب ألدوس هكسلي هو الكاتب الوحيد من بين جميع الكتاب الذي استطاع وملك الجرأة في الحديث عن مدى تأثير تطور العلم على المجتمعات، كما برز هسكلي من خلال هذا الكتاب أن شخص له باع طويل وخبرة عريقة في الشعر والعلم، وقد ظهر ذلك جلياً في كتابه، حيث عمل على رسم صورة عجيبة، جعل القارئ يدخل في حالة من التقزز، فهو أيضاً شعر بنفس الشعور.
إذ طرح وجهة نظرة عن الزواج، بأنه يمكن لأي إنسان على وجه الأرض التخلي عنه، وفي حال أراد إنجاب أطفال، فإنه ينبغي عليه أن يقوم بوضع الأجنة في بيئة مناسبة مصنوعة في قوارير خاصة بها، وقد أوضح أن ذلك الأمر علمي بحت، فضلاً عن استخدام أرحام النساء لتكوين أطفال، فقد برر ذلك بالتركيب الكيميائي، فأشار إلى أنهم خمسة طبقات (أ، ب، ح، ه، و)، وكل واحدة من تلك الطبقات لها مستوى عقلي وتكوين يلائمها، فهنا لغى شخصية الإنسان بشكل كامل.
بينما العالم الجديد يستنكر التقلقل من حال إلى أخرى، كما أنه لا يعترف بالاختلافات الفردية، وهذا ما جعله يبدأ الفصل الأول من الرواية بكلمات (الجماعة، التشابه، الاستقرار)، وقد أوضح أنّ العالم الجديد لا يهتم بالمعرفة والتجربة، وإنما يبقى على الدوام يبحث عن السعادة والراحة فقط، حيث أوضح أنّ السعادة هنا يقصد بها السعادة الآلية البحتة، لم يتم توجيهها من خلال الميول والرغبات الشخصية والفردية، وإنما قاموا بفرضها على البشر فرض.
ففي العالم الجديد لا ترهق نفسك في التفكير، وإنما حينما تحتاج إلى عمل أي شيء، فما عليك إلى القيام بقيادة مقبض، أو العمل على الكبس على أحد الأزرار، وهنا تجد ما تريده دون جهد أو عناء، ومن هذا المنطلق رأى هسكلي أن كل من تلك التقدمات العلمي والتكنولوجيا الحديثة، تشعر الإنسان بالملل والكسل والتقاعس، وهذا ما يقود الإنسان إلى عدم البحث عن الفنون والإبداعات المختفية، كما أنّ الانشغال بمثل تلك الآلات العلمية والتعود عليها، تخفي الروح الدينية للإنسان، فهو يصبح معتاد الراحة.