عامل الناس كما يحب أن يعاملوك - Do as you would be done

اقرأ في هذا المقال


في الحياة العملية للإنسان فإنه يبدأ بالتعامل مع جميع الناس بجميع فئاتهم وبشتى ألوانهم وأشكالهم، فيصطدم بالغني والفقير، الطماع والقنوع، الطيب والشرير، ثم يبدأ باكتساب الخبرة في التعامل مع الأشخاص، ومع الأسف في بعض الأحيان تأتينا المعاملة من الناس ليس بالشكل الذي نرضاه، ويؤدي هذا الأمر بالفتن علينا فلربما يوقع بيننا وبين أصدقائنا، فعلى الإنسان أن يكون حذر ولبق في التعامل مع الآخرين.

مضمون مثل ” عامل الناس كما يحب أن يعاملوك”:

عند معاملة الشخص للناس كما يحب أن يعاملوه، فإنه يكسب حب الناس فيولد لديه العديد من المعارف والصداقات الكثيرة، فأي إنسان لا يحب أن يعُامل بأسلوب الكره، وعندما يعامل الشخص الناس بأسوأ السلوكيات والتصرفات فالناس سوف تعامله بالمثل؛ فعندما يتكلم عن شخص بسوء سوف يتكلم عنه ذلك الشخص بسوء، وعندما يقوم بسرقة شخص ما سوف يقوم ذلك الشخص بسرقته، ومن يقوم بالفتنة بين الأصدقاء سوف يقوم الشخص بالإيقاع بينه وبين أصدقائه كذلك، فالإساءة تقابل بالإساءة وعندما تجمع كل السلوكيات والتصرفات القبيحة؛ فإنك تصبح أسوأ الناس وسوف يعاملوك بأسوأ ما لديهم.

فالتعامل مع الناس جيد ولكن ضمن معايير وحدود؛ فبعض الأشخاص يستغلون الشخص الطيب ومعاملته الحسنة، ثم يبدأون بإيذاءه، ومثل هؤلاء الأشخاص يجب الابتعاد عنهم والتصدي لهم، فلا يجب السماح لأي أحد أن يتجاوز حدوده معك إلا في نطاق الأدب ولا ننظر إلى رد الإساءة بالإساءة وإلا سنصبح ضعفاء الشخصية.

قصة مثل “عامل الناس كما يحب أن يعاملوك”:

كان هناك رجل عزم على الزواج من فتاة تتميز بالجمال والأدب، فتم عقد القران وبعد ذلك قام والد الفتى بإعطاء والد الفتاة مبلغا من المال مهرا لابنته، حيث كان مبلغ عالٍ جدا بالنسبة لذلك الوقت، وبعد مرور العديد من الأيام لم يحصل التوافق بينهم، فقاموا بفسخ العقد قبل الدخول، فأثار والد الفتى موضوع المهر وطلب من والد الفتاة إرجاعه، فأجابه والد الفتاة متسائلاً: هل قدمت لي شيئا؟ فقال والد الفتى: لقد قدمت لك مبلغاً كبيراً من المال، فرد والد الفتاة: أنت لم تعطيني شيئا اذهب إلى المحكمة وافعل ما شئت، فذهب والد الفتى إلى القاضي وشرح له ما حدث معه، فقام القاضي بتحديد جلسة للحكم في قضيتهما وأحضر كل منهما ليسمع من الجهتين ما حدث بينهما.

فسأل القاضي والد الفتى ماذا أعطى والد الفتاة، فأجاب والد الفتى: أعطيته مبلغا كبيرا من المال، فطلب منه القاضي أن يحلف بالله فحلف، واتجه القاضي لوالد الفتاة وسأله: هل قمت بأخذ شيء منه، فقام والد الفتاة: بالحلفان أنه لم يأخذ شيئا منه، فسأل القاضي والد الفتى: هل قمت بإعطاءه المال نقدا، فرد والد الفتى: لقد وضعت مبلغا من المال في مغلف وسلمته له.

فحكم القاضي لوالد الفتاة بأنه لم يستلم شيئا، ورفض الدعوة، فرح والد الفتاة بكسبه الدعوة من قاضي دعوة الأرض ولم يدرك أن هناك قاضي عادل في السماء، وعاد إلى بيته وأهله وإذ يجد زوجته تشكو إليه أن ابنته تشتكي من ألم لم تشهده من قبل، فذهب بها مسرعا إلى الطبيب وبعد الكشف عليها، صرح الطبيب لوالدها بأنه يجب أن يأخذها إلى مركز الأورام الخبيثة؛ ليقوم بفحصها هناك، فأخذها والدها إلى مركز الأورام، إذ يتفاجىء بأن ابنته مصابة بمرض السرطان في كبدها، والكبد هو من يدير حركة الجسم الفسيولوجية، وبدأ والدها بصرف المال الذي أخذه من والد الفتى على علاج ابنته، فأنفق كل المال عليها ومن ثم ماتت وأصبح يضرب كفاً بكف ويردد قائلاً ( ياليتني لم أحلف بربي كذباً).


شارك المقالة: