أنواع شرح الصدر:
- الشرح المعنوي: قال تعالى(أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ (١)) صدق الله العظيم، الهمزة هنا همزة استفهام، ولم هذه نافية، ونفي النفي إثبات، فعلى هذا قوله تعالى: (أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ (١))، معناه (شرحنا لك صدرك) ، وقوله تعالى: ﴿أَلَیۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُۥۖ ࣲ﴾ صدق الله العظيم[الزمر ٣٦] وقوله تعالى: ﴿قَالَ أَلَمۡ نُرَبِّكَ فِینَا وَلِیدࣰا وَلَبِثۡتَ فِینَا مِنۡ عُمُرِكَ سِنِینَ﴾ صدق الله العظيم [الشعراء ١٨] أي: ( قد ربيناك فينا وليداً) فالله تعالى يمتن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم- أن شرح صدره، ووسعه لشرائع الدين، والدعوة إلى الله تعالى، والاتصاف بمكارم الأخلاق، والإقبال على الآخرة، يقول تعالى: ﴿أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَـٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورࣲ مِّن رَّبِّهِۦۚ فَوَیۡلࣱ لِّلۡقَـٰسِیَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینٍ﴾ صدق الله العظيم [الزمر ٢٢].
فالله جعل صدر النبي شرحاً فسيحاً واسعاً لا حرجَ فيه ولا إصر، ولا ضيق، بل رفع ربنا الآصار والأغلال عن هذه الأمة المباركة، وشرح الله به صدور الأمة، ورفع عنهم أغلالهم، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِینَ یَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِیَّ ٱلۡأُمِّیَّ ٱلَّذِی یَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِی ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِیلِ یَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَیُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَیُحَرِّمُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡخَبَـٰۤىِٕثَ وَیَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَـٰلَ ٱلَّتِی كَانَتۡ عَلَیۡهِمۡۚ فَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ مَعَهُۥۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾صدق الله العظيم [الأعراف ١٥٧] فهذا هو الشرح المعنوي.
- والشرح الحسي فشرح الله صدره مرتين:
- المرة الأولى: وهو صغير يلعب مع الغلمان، فقد جاءت فيها رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظئره فقالوا إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: وقد كنت أرئي أثر ذلك المخيط في صدره. والحديث متفق عليه.
- وكانت المرة الثانية في ليلة الإسراء، وفيها أيضاً روايات صحيحة منها ما رواه الإمام أحمد والشيخان عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به قال: بينما أنا في الحطيم، (وربما قال قتادة: في الحجر)، مضطجعاً، إذ أتاني آت، فجعل يقول لصاحبه: الأوسط من الثلاثة، فأتاني فشق ما بين هذه إلى هذه، يعني من ثغرة نحره إلى شعرته، فاستخرج قلبي، فأتيت بطست من ذهب مملوءة إيماناً، وحكمة، فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد.