الرغبة في الابتكار وصنع الإبداع وعمل شيْ من معطيات بسيطة لكنها ذات قيمة كبيرة، فهناك بحث دائم بالنسبة للصحافة من حملة القلم للإبداع في عالم يحسون فيه بقلة العطاء، فيبلغون جهداً من أجل أن يروى الظمأ الذي يحمله القارىْ في أعماقه والفضول الذي يمر القارىْ بجانبه.
مضمون مثل “عمل من الحبة قبة”:
استخدام القلم يعمل على اشعال فتيل الحرائق في المعارك، ويقوم بتحريف المعاني والتضخيم بالأمور لحد بعيد كل البعد عن المعنى الواضح والمقصود، ومن الناحية الإيجابية يمكن للقلم أن يزيد روح الحياة والعطاء، فيسقي المعرفة ويكون إعمار وحضارة، فمن الممكن للكاتب أن يجرد القلم من سلبيته ويععمل جاهداً، من أجل مده بالإيجابية والطاقة الحيوية بالعطاء والبناء مثل “الفضاء الهندسي”، فهو يرسم خطوطاً على أوراق من عرض وطول وارتفاع في عالم محتاج للبناء فيمده بروح العطاء والإعمار.
قصة مثل “عمل من الحبة قبة”:
صرح الدكتور أحمد الطيب شيخ في جامع الأزهر في أحد الأيام أن تعدد الزوجات غير محبب في كثير من الأحيان؛ لأنه يحمل ظلماً للأبناء والزوجة، فقام الإعلام بتحريف المقولة، من جهة رحبوا بمقولته واعتبروا أن الأزهر يحرم تعدد الزوجات ومن جهة أخرى شنوا عليه حملات إرهابية وفكرية واتهموه بتحريف دين الله، وكل من الجهتين لم يصيبوا المعنى الصحيح والواضح.
فأصبحوا يتربصون بكل ما يصدر عنه خصوصاً بعد ما وقع وثيقة “الأخوة الإنسانية” مع بابا الفاتيكان في الإمارات، فضخموا الأمور وأخرجوها عن سياقها والمعاني الواضحة، فأشعلت مواقع التواصل الإجتماعي النار في تلك المعركة، ثم غنسموا بين مؤيديين ومعارضين.
وقال الدكتور أحمد الطيب أنه قدمت له أسئلة في إحدى القنوات، وكانت هناك مسألة فيها ضرر يعود على الأبناء والزوجة وهو أجاب عليها بقوله غير محبب؛ لما لها من أضرار تعود على العائلة ولم يقول أنه محرم، لكن الإعلام كعادته يعمل على تضخيم الأمور وإخراج المعاني الواضحة بعيدة عن السياق، وقام الدكتور بعدها بتجنب الرد على كل ما جاءت به وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنه يعتقد مهما وضح كلامه فإنه لا جدوى من كتاب القلم فهذه مهنتهم، ومن هنا أخذ المثل عمل من الحبة قبة، فقد آثار الإعلام ضجة كبيرة لهذا الموضوع.