عند الشدائد يعرف الإخوان – Adversity tries friends

اقرأ في هذا المقال


الصديق المثالي هو من تجده وقت الشدائد، فهو يعكس الصورة الصحيحة للصداقة الحقيقية، فهناك أصدقاء يحلون محل الأخ في وقوفهم بجانب أصدقائهم في السراء والضراء.

مضمون مثل “عند الشدائد يعرف الإخوان”:

رفاق السوء هم من يقودون إلى الرذيلة والفساد، وعند وقوع الشخص في محنة، لا يجد أحد منهم، إذ يختفون تماماً ويتخلون عن الصديق، كما أن وجودهم في حياة الشخص يعلمه درساً حقيقياً في الحياة، فيبقى راسخاً في ذهنه مدى العمر، حيث تُعرف القيمة الحقيقية للصديق الصادق عند وقوع الإنسان في الشدائد؛ الأمر الذي يجعله يميز ما بين رفيق السوء والصديق الحقيقي.

قصة مثل “عند الشدائد يعرف الإخوان”:

يقال في قديم الزمان أن هناك رجلاً ميسور الحال، لديه ولد واحد كثير اللعب واللهو مع أصدقاءه من نفس سنّه، فلا يقوم بعمل أي شيء يُستفاد منه، كان والده يتذمر من رفاقه؛ بسبب ضياع وقتهم دون جدوى، فكان دائماً ينصح ابنه بالابتعاد عنهم فيقول له: رفاقك هم رفاق سوء، لا ينفعوا بشيء، فإذا وقعت في يوم من الأيام في شدةٍ، لا تجد أحد منهم، فهم يصاحبونك من أجل نقودك، فلو أنك فقير لا تجد أحد منهم يماشيك.

فكان رد الابن على والده دائماً بأن والده يقيس حياته بحياتهم القديمة، وأنه لا يثق بأي تصرف يقوم به، ويبرر بأنه يثق ويعرف أصحابه جيداً وأكثر من والده، وأنه متأكد من مدى صداقتهم، فلم يقتنع الأب بما يسمعه من ابنه، فتركه على ما هو عليه.

وفي ذات يوم مظلم، جاء الأب على باب حجرة ابنه وقال له بصوت خافت: يا بني لقد قتلت رجل حسبته لص، دخل للبيت فقمت بقتله، فأسرع واجلب أصدقائك؛ ليأخذوا جثة القتيل ويدفنوها بعيداً من هنا، فذُهل الابن لما سمع من أبيه وفرَ مسرعاً ليجلب أصدقاءه، وبدأ يذهب إليهم واحداً تلو الآخر، إلا أن جميعهم ردوا عليه نفس الرد بقولهم: من يقوم بفعل جريمة كهذه، يتحمل عواقبها ونتائجها لوحده، فطلب منهم راجياً أن لا يخبروا أحداً بما سمعوا منه.
فرجع الابن إلى أبيه خائفاً خجلاناً من ردة فعل أصدقاءه، فقال له والده: لا عليك يا بني، اذهب إلى صديقي وأخبره بما حدث، واطلب منه المجيء على الفور، فذهب الولد في الحال واخبر صديق والده بما حصل مع أبيه، فلبس وجاء على الفور، دون السؤال عن التفاصيل، وقام بأخذ الجثة ودفنها بعيداً دون أن يراه أحد، وكأن شيئاً لم يكن.
وفي صباح اليوم التالي كانوا أصدقاء ابنه قد نشروا الخبر بين الناس، فقام الأب بجمع كل الناس، وطلب من أبنه وصديقه المقرب بالذهاب وإحضار الجثة، وعندما جاءوا بها كشف عنها الغطاء، وإذ هو كبش مذبوح ومسلوخ، وطلب منهم طبخ الكبش وأكله، وقال: إنما فعلت ذلك من أجل أن أُبيّن لابني من هو الصديق الحقيقي.



شارك المقالة: