عِلمُ البديع في اللغةِ العربيّةِ

اقرأ في هذا المقال


تعريف البديع


البديع
-كما يقول الخطيب القزويني محمد بن عبد الرحمن في كتابه” التلخيص” -: هوعِلم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية المطابقة ووضوح الدلالة.
كما يعرّفه ابن خلدون على أنّه: هو النظر في تزيين الكلام وتحسينه بنوع التنميق؛ إما بسجع يفصّله، أو تجنيس يشابهه بين ألفاظه، أو ترصيع يقطّع أوزانه، أو تورية عن المعنى المقصود بايهام معنى أخفى منه، لإشتراك اللفظ بينهما أو طباق بالتقابل بين الأضداد وأمثال ذلك.

نشأة البديع


مهما اختلفت آراء الأدباء والنُّقاد في جدوى هذا العلم وقيمته فإنَّ دراسته واجبة لتلاميذ البلاغة العربيّة، ونُقّاد الأدب العربيّ طالما أنَّ الظواهر البديعية تأتي عفواً أو تكلُّفاً على ألسنة الشُعراء والأدباء وذلك كعنصر من عناصر فنُّ القولِ.

كما أنّه من النُّقاد مَنْ يُهمل هذا الجانب البديعي عند تعرضه بالنقد لنص شعري أو نثري والحكم عليه ظناً منه أنّه جانب لا يُقدّم ولا يؤخر كثيراً في الحُكم على جودة التعبير وحسن آدائه للمعنى بكل ظلالة.
وكما يقول ابو هلال العسكري” أنَّ هذا النوع من الكلام إذا سَلِمَ من التكليف، وبرئ من العيوب كان في غاية الحُسن ونهاية الجودة”.
وبعد ذلك فقد عرّف العرب في شعرهم كل الخصائص الفنية والأساليب البيانيّة التي تخلع عليه صفة الجمال والابداع، وكان الشاعر منهم بحسّه الفطري وعلى غير دراسة منه بأنواع هذه الأساليب البيانيّة ومصطلحاتها البلاغية يستخدمها تلقائياً كلما جاش بنفسه أو خاطر وأراد أنْ يُعبّر عنه تعبيراً بليغاً.
حيث اهتدى بعض الجاهليين إلى قيمة هذه الأساليب وأثرها في تقدير الشعر وحظه من البلاغة، ومن هذه الأساليب ما يمت بصلة إلى هذا أو ذاك بما عرف بعد “بعلوم البلاغة العربيّة الثلاثة”؛ أي علم المعاني، علم البيان، وعلم البديع.
حيث كان الجاهليون بطبيعتهم الشعريّة الأصلية يستحسنون بعض الأساليب البلاغية ويستخدمونها في أشعارهم دون علم بمصطلحاتها، تماماً كما كانوا عن سليقة يستخدمون في كلامهم الفاعل مرفوعاً والمفعول منصوباً قبل أن يظهر النجاة ويضعوا قواعد الفاعل والمفعول.
وقد أخذ علماء العربيّة بعد الإسلام يهتمون غاية الاهتمام بعلم البلاغة ليستعينوا به في محل الأولى على معرفة أسرار الإعجاز في القرآن الكريم كتاب الله.


شارك المقالة: