قد يتطلب من الشخص إصلاح غرزة واحدة وقت قليل، بينما عندما يتركها تتسع يحتاج إلى وقت أكثر، من أجل العديد من الغرز، وهذا الأمر يستهلك وقت طويل، بالإضافة إلى ازدياد معه كبر المشكلة، وقد قِيل المثل الإنجليزي (Stitch in time saves nine)، في هذا الموضوع، حيث تناول موضوع أن غرزة واحدة في وقتها المناسب، تفادي من تسع غرز من الممكن حدوثها في حالة عدم المبادرة بعملها في بداية الأمر.
مضمون مثل “غرزة في الوقت أفضل من تسعة”:
وضح المقصود من المثل بأنه ينبغي على الشخص أن يوم ببذل المجهود في الوقت المناسب؛ من أجل الحصول على النتيجة المطلوبة والمرادة في الحياة العامة، فمن الأفضل إدراك جميع المشاكل التي تواجهه في مرحلة مبكرة، وعدم تأخير إيجاد حل لها، وذلك حتى لا تتطور المشكلة إلى مشكلة أكبر مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى فقدان الوقت الثمين والارتباك والطاقة في إيجاد حل لها.
قصة مثل “غرزة في الوقت أفضل من تسعة”:
كان هناك عصفور يعيش على شجرة مانجا كبيرة، حيث يقوم برعاية عائلته الصغيرة وتأمين الطعام لهم، فقد كان يحضر لهم الديدان والحشرات، وكما يقوم بجمع العشب والعصا؛ من أجل تقوية العش الذي يحتويهم قبل قدوم فصل الشتاء.
وقد كان يسكن على نفس الشجرة غراب كسولاً جداً، فيقضي معظم وقته في الخلود بالنوم، وعندما يفيق من نومه ينشغل بالقيل والقال مع باقي الطيور الموجودة بالقرب منه، كان العصفور في معظم الأحيان يقوم بنصيحته بأن يصلح عشه قبل قدوم فصل الشتاء؛ لأن الرياح الموسمية قد اقتربت، حيث إنها تعمل على هدم العش الذي يحتوي على كثير من الثقوب كماهو عش الذي يوجد به الغراب.
كان يرد الغراب على نصيحة العصفور دائماً، حيث كان يقلق بشكل كبير ومبالغ فيه في الكثير من الأمور وبأنه يجب أن يستمتع بالحياة، وأن لا يتطرق إلى التفكير في أي شيء، فجميع الأمور بسيطة ويمكنه القيام بها وحلها بلمح البصر، وأنه لا يوجد في عشه سوا ثقب صغير.
ومع مرور الوقت كبر الثقب الموجود في عش الغراب أكثر فأكثر، وصار العش معرض إلى الإنهيار في أي وقت، وقد جاء اليوم الذي اشتد فيه البرق والرعد في السماء وبدأ المطر بالهطول، حينها أحس الغراب أن عائلته بخطر شديد، ولم يقوى على إصلاح العش لوحده في ظل تلك الأجواء الصعبة، بينما كان العصفور يعيش بأمان تام مع عائلته؛ لأنه سعى إلى تحصين عشه قبل قدوم فصل الشتاء، ولم يسيطر عليه الكسل في أداء مهمته مثل الغراب.
حاول الغراب جمع العصي والأغصان؛ من أجل إصلاح العش، ولكن شدة الرياح والأمطار كانت تعيقه، فتقدم العصفور لمساعدته ومد يد العون له، حزناً من العصفور على عائلة الغراب وما أحل بهم جراء تقاعس والدهم، فأصلحا العش معاً، وأنقذ عائلته من الهلاك.
وبعد ذلك تعلم الغراب درساً جيداً، فقد أدرك أن يتوجب عليه حل أي مشكلة لديه في وقتها، وعدم التقاعس في أداء المهمات وتأجيل كل ما يحصل إلى وقت لاحق، حتى لا تتفاقم وتزداد الأمور سوء أكثر فأكثر.
