قصة فتاة الأوزة في البئر

اقرأ في هذا المقال


قصة فتاة الأوزة بالإنجليزية The Goose-Girl at the Well وبالألمانية:
(Die Gänsehirtin am Brunnen) هي قصة خيالية ألمانية جمعها الأخوان جريم.

الشخصيات:

  • فتاة الأوزة.
  • الكونت.
  • العجوز.
  • الملك.

قصة فتاة الأوزة في البئر:

كانت هناك ذات مرة، امرأة عجوز، عاشت مع قطيع الإوز في مكان داخل نفايات بين الجبال، وكان هناك منزل صغير حيث كانت النفايات محاطة بغابة كبيرة، وفي كل صباح كانت المرأة العجوز تأخذ عكازها وتقفز فيه، ومع ذلك، كانت السيدة نشطة للغاية هناك أكثر مما كان يظن أي شخص، بالنظر إلى عمرها حيث كانت تجمع العشب لأوزها، وتقطف كل الفاكهة البرية التي يمكن أن تصل إليها، وتحمل كل شيء إلى المنزل على ظهرها ثمّ توصلها دائمًا بأمان إلى المنزل.
وكانت إذا قابلها أحد من الناس استقبلته بلطف شديد، ومع ذلك، لم يحب الناس مقابلتها وكانوا يغيروا اتجاه الطريق عند مقابلتها حتى لا يكلموها وعندما كان يمرعليها أب مع أولاده، كان يهمس لهم: احذروا المرأة العجوز، لديها مخالب تحت قفازاتها، إنها ساحرة، وذات صباح ، بعدما أشرقت الشمس، وغنت الطيور، كان شاب وسيم يمرعبر الغابة، وعندما مرّ فجأة بالساحرة العجوز حيث كانت راكعة على الأرض وهي تقطع العشب بمنجل ثمّ كان لديها حمولة كاملة من الحطب في قطعة القماش التي تجمعه بها، وبجانبها كانت توجد سلتان مليئتان بالتفاح البري والكمثرى.
قال لها : أيتها الأم الطيبة، كيف يمكنك حمل كل ذلك بعيدًا؟ أجابته: يجب أن أحملها يا سيدي العزيز، أطفال الأغنياء ليسوا بحاجة إلى القيام بمثل هذه الأشياء، ولكن مع الفلاحين يقول المثل: لا تنظر خلفك، سترى فقط مدى اعوجاج ظهرك، ثمّ قالت له: هل ستساعدني؟ لا يزال لديك ظهر مستقيم وسيقان صغيرة، سيكون هذا تافهًا بالنسبة لك، علاوة على ذلك، منزلي ليس بعيدًا جدًا عن هنا، إنه يقف هناك على العشب خلف التل.
تعاطف الشاب مع المرأة العجوز ثمّ أجاب: والدي بالتأكيد ليس فلاحاً، وهو كونت غني، ومع ذلك، سوف ترين أنه ليس فقط الفلاحون هم من يمكنهم حمل الأشياء، لذلك سوف آخذ حزمتك، ثمّ قالت: سأكون سعيدة للغاية ولكن سيكون عليك بالتأكيد المشي لمدة ساعة. فقال الشاب: ولكن ماذا يعني ذلك لك؟ أنت فقط يجب أن تحملي التفاح والكمثرى أيضًا، عندها وضعت الحزمة على ظهره، وعلقت السلتين على ذراعه و قالت: انظر، إنه خفيف جدًا، أجابها: حقًا! لا تزن الحزمة حملاً ثقيلًا كما لو كانت مليئة بالحصى، والتفاح والكمثرى ثقيلة مثل الرصاص! بالكاد أستطيع التنفس.
حاول الكونت التخلص من الحمولة ووضعها أرضاً لكن المرأة العجوز لم تسمح بذلك، ثمّ قالت ساخرة: انظر فقط، الرجل الشاب المحترم لن يحمل ما كنت أنا امرأة عجوز أحمله يومياً وكثيرًا! ثمّ واصلت لن يقوم أي شخص بحمل الحزمة مرة أخرى، فتابع الشاب السير الذي طالما كان يسير على أرض مستوية، كان لا يزال محتملًا، لكن عندما وصلوا إلى التل واضطروا إلى الصعود، وتدحرجت الحجارة تحت قدميه كما لو كانت أحياء، كان ذلك فوق قوته وطاقته وقفت قطرات العرق على جبهته وراحت تجري حارة وباردة على ظهره، فقال: سيدتي، لا يمكنني الذهاب أبعد من ذلك، أريد أن أستريح قليلاً.
أجابت السيدة العجوز: ليس هنا، عندما نصل إلى نهاية رحلتنا، يمكنك الراحة، ولكن الآن يجب أن تمضي قدماً، من يدري ما هي فائدة ذلك؟ قال الكونت: أيتها العجوز، أنت غريبة ثمّ حاول التخلص من الحزمة، لكنه جاهد دون جدوى، تمسكت بسرعة على ظهره، كما لو أنها التصقت هناك ثمّ استدار، لكنه لم يستطع التخلص منها حينها ضحكت السيدة العجوز من هذا، وقفزت متوقفة على عكازها، ثمّ قالت: لا تغضب يا سيدي العزيز، فأنت تزداد احمرارًا في وجهك مثل الديك الرومي، احمل حزمتك بصبر، وسأقدم لك هدية جيدة عندما نعود إلى المنزل.
فكر الشاب ماذا يستطيع أن يفعل؟ حيث اضطر إلى الخضوع لمصيره والزحف بصبر خلف المرأة العجوز حيث بدت وكأنها أصبحت أكثر ذكاءً، ولا يزال عبئها أثقل، وفي الحال قفزت على الصرة وجلست على ظهره مما جعل حمولته أثقل من قبل، حينها ارتجفت ركبتي الشاب، وكان كل ما حاول الاستراحة، ضربته العجوز على ساقيه وهو يئن باستمرار، ويتسلق الجبل ليصل إلى منزل المرأة العجوز، وعندما كان على وشك الهبوط.
وعندما وصل البيت اسقبل الإوزات المرأة العجوز، حيث قمنّ برفرفة أجنحتهن، ومددن أعناقهن، وركضنّ لمقابلتها ،وكان يسير وراء القطيع عجوز أخرى، قوية وكبيرة، لكنها قبيحة مثل سواد الليل، فقالت للمرأة العجوز: ابنتي الطيبة، هل حدث لك أي شيء، لقد بقيت بعيدًا لفترة طويلة؟ أجابت: أمي العزيزة لم أقابل شيئًا، ولكن على العكس من ذلك، مع هذا السيد اللطيف، الذي حمل لي الحطب الثقيل، حتى أنه أخذني على ظهره عندما كنت متعبًة، الطريق أيضًا لم يبدُ طويلاً بالنسبة لنا، لقد كنا سعداء، وكنا نطرح النكات مع بعضنا البعض طوال الوقت.
وأخيرًا، نزلت المرأة العجوز، وخلعت الصرة عن ظهر الشاب، وأنزلت السلال من ذراعه بلطف شديد، وقالت: الآن اجلس على المقعد أمام الباب، واسترح، ثم قالت العجوز الثانية : اذهبي إلى المنزل، يا ابنتي الصغيرة، لن يكون عليك أن تكوني بمفردك مع رجل نبيل فقد يقع في حبك، حينها لم يعرف الكونت هل يضحك أم يبكي على مثل هذه الحبيبة، اعتقد أنه لا يمكن أن تلمس قلبي، حتى لو كانت أصغر من ذلك بثلاثين عاماً.
في هذه الأثناء، كانت المرأة العجوز تداعب إوزها كما لو كانوا أطفالًا، ثم دخلت المنزل مع ابنتها حيث استلقى الشاب على المقعد تحت شجرة تفاح برية وكان الهواء دافئًا ومعتدلًا ونظر إلى المرج أخضر، مزينًا بالزهور والزعتر البري وكان الأوز الأبيض يمشي للخلف والأمام، أو يجدف في الماء، فقال الشاب: إنه منظر ممتع للغاية هنا، لكنني متعب للغاية لدرجة أنني لا أستطيع إغماض عيني ولكنني سأنام قليلا، لأنّ ساقي منتفخة من التعب، وبعدما نام قليلا، جاءت المرأة العجوز وهزته حتى استيقظ ثم قالت: اجلس، لا يمكنك البقاء هنا، لقد عاملتك بشكل سيء بالتأكيد، وبما أنّك لست بحاجة للمال والأرض، إليك شيء آخر لك.
عندئذ أعطته كتابًا صغيرًا في يده مصنوعاً من الزمرد و قالت: اعتني به كثيرًا، سيجلب لك الحظ السعيد، فقام الكونت وشعر أنه استعاد قوته تمامًا، وشكر المرأة العجوز وانطلق دون أن ينظر مرة واحدة إلى الخلف، ولمدة ثلاثة أيام، كان على الكونت أن يتجول في البرية قبل أن يجد طريقه للخروج، ثم وصل إلى بلدة كبيرة ونظرًا لأنه لم يعرفه أحد، فقد وصل إلى القصر الملكي، حيث كان الملك والملكة جالسين على عرشهما وبعد وصول الكونت للقصر على ركبة واحدة، وسحب كتاب الزمرد من جيبه، ووضعه عند قدمي الملكة التي طلبت منه النهوض وتسليمها الكتاب الصغير.
و ما إن فتحت الكتاب، ونظرت فيه حتى سقطت كما لو كانت ميتة على الأرض، عندها تم القبض على الكونت من قبل خدم الملك، وتم اقتياده إلى السجن وبعدما أفاقت الملكة وفتحت عينيها، أمرتهم بالإفراج عنه، كما طلبت منهم إحضاره والتحدث معه على انفراد، وبعدما كانت الملكة بمفردها معه، بدأت تبكي بمرارة، وعندما سألها الشاب عن سبب بكائها وإغمائها بعدما نظرت في الكتاب، حكت له قصة ابنتها التي فقدتها، وقالت له: ما فائدة هذه العظمة والتكريمات التي أحاط بها، حيث كل صباح استيقظ وأنا أشعر بالألم والحزن فقد كان لدي ثلاث بنات، أصغرهن كانت جميلة جدًا، حيث كانت بيضاء كالثلج، وردية مثل أزهار التفاح، وشعرها مشع مثل أشعة الشمس، وعندما كانت تبكي لم تسقط دموع من عينيها بل دموع وجواهر فقط.
وعندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، استدعى زوجي الملك أخواتها الثلاث للحضور أمام عرشه، ثم سألهنّ: بناتي، لا أعرف متى قد أموت وتكون ساعتي الأخيرة، سأقرر اليوم ما ستحصل عليه كل واحدة منكنّ عند وفاتي من الميراث، ومن تظهر أنّها تحبني أكثر واحدة، سيكون لها الحصة الأفضل، ثمّ طلب الملك من كل واحدة أن تعبر له عن مدى محبتها، وعندما تكلمت الكبرى قالت: أنا أحب والدي كثيرًا مثل أحلى أنواع السكر، والثانية قالت: أنا أحب والدي كثيرًا مثل أجمل أثوابي، لكن الصغرى كانت صامتة.
ثم قال الأب: وأنت، يا عزيزتي، كم تحبيني؟ قالت: لا أعرف، ولا يمكنني أن أقارن حبي لوالدي بشيء، لكن والدها أصر على أن تقول شيئًا، فقالت أخيرًا : أفضل طعام لدي هو الذي يكون مالحاً ، لذلك أنا أحب والدي مثل الملح، وعندما سمع الملك ذلك، قال: إذا كنت تحبيني كالملح، فإن حبك سيكافأ بالملح، ثم قسّم المملكة بين الفتاتين لكنه حكم بتقييد كيس ملح على ظهر الابنة الصغرى، وأمر خادمين من خدمه أن يقودها إلى الغابة البرية، ثمّ قالت الملكة: لقد توسلنا جميعًا له تغيير رأيه، لكن لم يكن من الممكن تهدئة غضب الملك، وبكت ابنتي عندما اضطرت لتركنا، وكان الطريق كله مليئا باللآلئ التي انبثقت من عينيها.
وبعد ذلك بوقت قصير، بعدما شعر الملك بالحزن لفعلته الخطيرة تجاه ابنته، قام بالبحث في الغابة بأكملها عن الطفلة المسكينة، لكن لم يتمكن أحد من العثورعليها، وعندما اعتقدت أن الوحوش البرية قد التهمتها، لم أعرف كيف احتوي نفسي من الحزن، وفي كثير من الأحيان أعزّي نفسي بأمل أنها لا تزال على قيد الحياة، وربما تكون قد اختبأت في كهف، أو وجدت مأوى مع أناس متعاطفين، ولكن بعدما فتحت كتابك الزمرد الصغير أيها الشاب، كانت هناك لؤلؤة موضوعة فيه، من نفس نوع تلك التي كانت تسقط من عيني ابنتي، و لذلك يجب أن تخبرني كيف جئت بتلك اللؤلؤة.
أخبرها الكونت أنه استلمها من المرأة العجوز في الغابة، والتي بدت غريبة جدًا بالنسبة له، ثمّ التقى بسيدة عجوزأخرى تعيش معها حيث شكّ بأنّها قد أن تكون ساحرة، لكنه لم ير أو يسمع شيئًا عن طفلة الملكة هناك، ثمّ قرر الملك والملكة البحث عن المرأة العجوز التي التقاها الكونت بمساعدته في أخذهم للمكان الذي جاء منه، حيث ظنوا أنهم سيحصلون على أخبار عن ابنتهم، في تلك الأثناء كانت العجوزان في الغابة، وكانت العجوزالتي التقت بالشاب تستعد للذهاب للعمل كالمعتاد وبعدما خرجت، وعند الفجر وبقيت تبحث عن الحطب في المروج حتى حلول الليل وظهور القمر حيث نزلت في بئر ماء للأغتسال، وبعد نزولها بقليل فجأة سقط القناع الرمادي عن وجهها.
وتحول شعرها إلى الذهبي مثل أشعة الشمس، وكانت عيناها تلمعان مثل النجوم في السماء، وأزهرت خديها بلون أحمر ناعم مثل أزهار التفاح، وتحولت إلى فتاة شابة صغيرة في العمر ثمّ ارتجفت الفتاة من الخوف وجلست وبكت بمرارة وهي تذرف الزمرد من عينيها، وركضت عائدة إلى المنزل مرتجفة حيث كانت المرأة العجوز تقف على العتبة بانتظارها.
وقبل أن تحكي الفتاة ما حل بها، ضحكت المرأة العجوز بلطف، وقالت: أنا أعرف ذلك بالفعل، إنّه موعد انتهاء السحر الذي القيته عليك، وقالت ألا تتذكرين أنه منذ ثلاث سنوات عندما أتيت إلي؟ الآن انتهى وقتك وذهب السحرعنك، لم يعد بإمكانك البقاء معي هنا ولكنّ الفتاة توسلت للعجوز أن لا تطردها لأنه لا يوجد لها منزل أو أصدقاء لتذهب اليهم، ولكن دون جدوى وطلبت منها أن ترتدي الفستان الحريري الذي أتت به قبل سنوات وتنتظر منها أن تخبرها بموعد الذهاب.
في تلك الأثناء وصل الملك وزوجته مع الشاب إلى الغابة، وبعدما أرشدهم الكونت للمنزل التقوا بالعجوز ثمّ سألوها عن الفتاة، فقالت المرأة العجوز للملك: لقد طردت طفلتك الطيبة والمحبوبة بغير وجه حق منذ ثلاث سنوات، وبعدما تركتها في الغابة ألقيت عليها سحري ولكني لم ألحق بها أي ضرر، ولمدة ثلاث سنوات كان عليها أن ترعى الأوز في بيتي وقد عاملتها كابنتي حيث لم تتعلم أي شر، لكنها حافظت على نقاء قلبها، ولأنّك أيها الملك عوقبت بما فيه الكفاية من البؤس الذي عشت فيه حزيناً عليها، سأعرفكم عليها الآن، ثمّ نادت الأميرة التي كانت تستمع للكلام.
عندها انفتح الباب وخرجت الأميرة بثيابها الحريرية بشعرها الذهبي وعينيها اللامعتين وكأن ملاكًا من السماء قد دخل، فنظرت إلى والدها ووالدتها، وسقطت على حضنهما وقبلتهما وقال الملك: يا ابنتي الحبيبة ، لقد تنازلت عن مملكتي، فماذا أعطيك؟ قالت المرأة العجوز: إنها لا تحتاج إلى شيء، إنّ الدموع التي بكتها هي لآلئ ثمينة، أغلى من تلك الموجودة في البحر، وهي تساوي أكثر من مملكتك كلها، وعندما قالت المرأة العجوز ذلك، اختفت عن أنظارهم، ثمّ عاد الملك بصحبة ابنته التي تزوجها الكونت فيما بعد وعاشوا بسعادة.


شارك المقالة: