الآية:
﴿زُیِّنَ لِلَّذِینَ كَفَرُوا۟ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا وَیَسۡخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ۘ وَٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ فَوۡقَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۗ وَٱللَّهُ یَرۡزُقُ مَن یَشَاۤءُ بِغَیۡرِ حِسَابࣲ﴾ [البقرة ٢١٢
التفسير:
زُين للذين كفروا الحياةُ الدنيا، فعظمت في أعينهم، وأشربت محبتها في قلوبهم:
- فمن كثر ماله احترموه وعظموه ووقروه.
- ومن قلَّ ماله احتقروه وسخروا منه، وكان صغيراً في أعينهم .
- ومن كان من المسلمين يُعظم شأن الدنيا وأبنائها، غير مكترث بالآخرة وأمرها، فهو على شاكلة الكافرين، وهو من المفتونين بالدنيا المغرورين بها وفي إيمانه نقصٌ كبير، وخلل عظيم، ينبغي تداركه.
المُزيِّن:
هو الشيطان، زيّن لهم الدنيا، وحسنها في أعينهم بوساوسه، وحببها إليهم، فلا يريدون غيرها.
أو المزيّن:
هو الله تعالى، ابتلاءً واختباراً بخلق الشهوات فيهم، ليظهر عبدُالله، وعبد الشهوة.
فخَلقَ الأشياء العجيبة ومكنهم منها، وزادهم من مشتهياتها استدراجاً، إذ ما من شيءٍ إلّا وهو خالقه وفاعله، ويدل عليه قراءة : (وزَيَّن) بفتح الزاي.
ويسخرون من الذين آمنوا: كبلال، وعمار، وصهيب، لفقرهم ، رضوان الله عليهم يستهزؤن بهم ويتعالون عليهم بالمال، لأنّهم لا يريدون غير الدنيا، وهم يسخرون ممّن لا حظّ له فيها، أو ممّن يطلب غيرها.