فلسفة الطلل في الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


وقف العديد من رواد الكلام المنظوم بالدمن وتذكروا محبوباتهم وبكوا حرقة الاشتياق، وفي هذا المقال سنوضح ونذكر معانيه وأبرز من تناوله في مقطوعاتِهم.

تعريف الطلل في العصر الجاهلي

المقصود بالدِمن أو الأَثار المتبقية من المنازل والديار وتكون هذه مواطن الذكريات ويحمل في دلالته على الموت وانتهاء كل شيء ويقسم الطلل إلى ضربين هما:

1- الأطلال: يدل على المعالم المتناثرة فوق سطح الأرض من الديار كبقايا الخيام.

2- الرسوم: يدل على المخلفات الملتصقة بالأرض مثل بقايا الرماد والفُرُرش وغيرها.

أهمية الطلل في الشعر الجاهلي

1- تُعد الدمن العنصر الافتتاحي الذي يبدأ فيه رواد الكلام المنظوم مقطوعاتِهم ويعبروا من خلاله عن شوقهم ومدى حبهم لهذه الديار وقاطنيها.

2- تحمل هذه المقدمات في طياتها أخبار الإنسان المشرقي في ذلك الوقت.

3- تتضمن المقدمات في ثناياها رموز ودلالات شعرية توضح تجربة رواد الكلام المنظوم الشخصية.

4- أصبح الوقوف على الدمن من الضروريات التي يجب على الأديب الالتزام بها.

أبرز معاني الوقوف على الاطلال في العصر الجاهلي

1- ذكر الوقوف على الدمن.

2- تحديد مكان المنازل.

3- إلقاء التحية والسلام على الديار.

4- تحديد زمن الوقوف على الدمن.

5- تحديد مدة الفراق والابتعاد عن الديار.

6- الحديث مع الديار وتوجيه السؤال والاستفسار للمنازل المتبقية.

7- التضرع والدعاء للمنازل بالسقيا.

8- نعت الديار وتصوير بقاياها وآثارها.

9- الحيوانات التي سكنت الديار بعد خلوها من أهلها.

10- حالة رواد الكلام المنظوم النفسية والحديث عن مشاعرهم عند الوقوف بالدمن.

11- طلب الأديب العون من أصدقائه والطلب منهم مشاركته أحاسيسه.

أبرز الشعراء الذين ذكروا الأطلال في مقدمة قصائدهم

1- زهير بن أبي سلمى حيث بدأ مقطوعته مردداً:

قِف بِالدِيارِ الَّتي لَم يَعفُها القِدَمُ

بَلى وَغَيَّرَها الأَرواحُ وَالدِيَمُ

2- الأعشى وبكائه على الدمن حيث قال:

مَيثاءَ دارٌ عَفا رَسمُها

فَما إِن تَبَيَّنُ أَسطارَها

وَريعَ الفُؤادُ لِعِرفانِها

وَهاجَت عَلى النَفسِ أَذكارَها

دِيارٌ لِمَيثاءَ حَلَّت بِها

فَقَد باعَدَت مِنكُمُ دارَها

3- امرؤ القيس حيث بدأ مقطوعاته واصفًا الحيوان الذي سكن ديار محبوبته بعد أن فارقها أهلها:

دِيارٌ لِسَلمى عافِياتٌ بِذي خالٍ

أَلَحَّ عَلَيها كُلُّ أَسحَمَ هَطّالِ

وَتَحسِبُ سَلمى لا تَزالُ تَرى طَلّاً


شارك المقالة: