فمن یعمل مثقال ذرة خيراً یره

اقرأ في هذا المقال


الآية:

(فمن یعمل مثقال ذرة خیرا یره)

تأتي هاتان الآيتان لتقرران قاعدة قرآنية، وكلمة جامعة، تمثل أصلاً من أصول العدل والجزاء والحساب.

وهاتان الآيتان ختمت بهما سورة الزلزلة- التي تتحدث عن شيء من أهوال ذلك اليوم الذي تشيب لهوله الولدان فقال: ليروا أعمالهم – ثم فرع على ذلك فقال: (فَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَیۡرࣰا یَرَهُۥ وَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲ شَرࣰّا یَرَهُۥ) ليتيقن المحسنون بكمال رحمته، والمسيئون بكمال عدله سبحانه وتعالى.

وعلى هذا الفهم سار الصحابة رضي الله عنهم في فهمهم الذي تعلموه من النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك: أنّ عائشة رضي الله عنها جاءها سائل فسأل! فأمرت له بتمرة، فقال قائل: يا أم المؤمنين إنّكم لتصدّقون بالتمرة؟؟ فقالت: نعم والله! إنّ الخلق كثير ولا يشبعه إلّا الله، أو ليس فيها مثاقيل ذر كثيرة.

وإذا كان هذا المعنى في باب احتساب النفقة، فثمّة معنى آخر يتفطن له أرباب القلوب الحيّة، وهو كالخوف من تبعة السيئات، كما قال الحارث بن سويد- لما قرأ (إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا) حتى بلغ (فَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَیۡرࣰا یَرَهُۥ وَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲ شَرࣰّا یَرَهُۥ) قال-: إنّ الإحصاء شديد.

كذلك تلك المرأة التي لم يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنّها عابدة، أو صائمة بل لم يذكرها إلّا بالبغاء مع هذا قد نفعها  هذا العمل! وأيّ عمل هو؟ إنّه سقي حيوان من أنجس الحيوانات (حساً) ولكنّ الرب لا تضيع عنده حسنة ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةࣰ یُضَـٰعِفۡهَا وَیُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِیمࣰا﴾ [النساء ٤٠] فكم نمر في يومنا بحجر في الطريق أو حيوان مريض،  بحاجة إلى مساعدة ؟ ولا نفكر في فعل الخير، نسأل الله أن يهدينا إلى الطريق الصحيح.

المصدر: تفسير ابن كثير - ابن كثير احياء علوم الدين - الغزالي تفسير القرطبي - القرطبي


شارك المقالة: