في التأني السلامة وفي العجلة الندامة - In caution there is safety in haste repentance

اقرأ في هذا المقال


 يُضرب هذا المثل في صدد الأمور الكبيرة، التي تحتاج للمشاورة والتأني وتفكير طويل قبل البت في الموضوع، ويحذر المثل السامع من العجلة في اتخاذ القرارات، والسرعة في التصرفات وردات الفعل، إذ تحتاج جميع الأمور الحياتية إلى التروي.

أحداث دارت حول مثل “في التأني السلامة وفي العجلة الندامة”:

قال أحد الفلاسفة قديماً أنه كان هناك إمرأة ولدت طفلاً جميلاً جداً، فرح به والده كثيراً، وفي أحد الأيام أرادت المرأة أن تستحم، فطلبت من زوجها أن يجلس مع الطفل حتى تنتهي من الاستحمام، وبينما يجلس الأب مع ابنه يداعبه، طُرق الباب، وإذ هو رسول الملك جاء لاستدعاءه للملك، فلم يجد حينها أحداً يضع ابنه عنده، فنظر حوله ووجد حيوان أليف صغير يشبه القط، يقال له (إبن عرس)، كان عنده منذ صغره وهو الذي رباه، فكان يحبه مثل ولده، فوضع ابنه عنده.

قام الرجل بإغلاق البيت عليهما، وذهب لتلبية طلب الملك، وفي تلك الأثناء خرجت من بين أحجار البيت أفعى سوداء، وبدأت تقترب من الغلام لتأكله، فهجم عليها ابن عرس وقتلها وقام بتقطيعها إرباً بفمه، حتى أصبح فمه ممتلئاً بدم الأفعى، عاد الرجل الى بيته بسرعةً كبيرةً؛ لأنه بقي يعتريه القلق على ابنه.

وعندما عاد الرجل فتح الباب، وإذ بابن عرس يلقاه كالمبشر له بما فعل للأفعى، فلما رآه الرجل ممتلىء فمه بالدم، أُصيب بالذعر وطار عقله؛ فقد ظن أن ابن عرس قتل ابنه، فلم يتأكد من الأمر ولم يتروى حتى يسأل عن حقيقة ما حدث، فقد قام بضرب ابن عرس بعكازه التي كان يحملها في يده، ولم يتركه إلا ميتاً.

وعندما جاءوا الناس ليروا ما يحدث، شاهدوا أن الطفل سليم وبجانبه أفعى سوداء مقطعة، حينها أدرك ما حدث مع ابن عرس، فلطم على رأسه، وأخذ يضرب كفاً بكف ويقول: يا ليتني لم أرزق بهذا الغلام، ولم أغدر هذا الغدر، وحينها دخلت عليه زوجته، فقص عليها ما حدث معه، فقالت له: إن في العجلة الندامة وفي التأني السلامة، وهذه هي ثمرة العجلة.

العبرة من مثل “في التأني السلامة وفي العجلة الندامة”:

التهور في اتخاذ القرارات والتصرفات، بسبب السرعة وعدم التروي والتأني، يؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها في نهاية الأمر، وكما أنها تولد الندم وتأنيب الضمير لدى الشخص مدى الحياة، فدائماً وأبداً لا تثمر العجلة سوى الندم والتحسف على ما جرى.  


شارك المقالة: