اقرأ في هذا المقال
لاقت الأمثال الشعبية انتشاراً واسعاً، سواء أكانت في المجتمعات الغربية أو العربية على حد سوا، فتطرقت الأمثال إلى جميع الوقائع والأحداث التي يمر بها الأشخاص في الحياة اليومية، مما جعلها تلقى استحساناً من جميع فئات المجتمع على اختلاف ثقافاتها ولغاتها.
أصل مثل “في المياه المضطربة يصبح الصيد سهلاً”:
يُعتبر المثل الإنجليزي القائل (It is good fishing in troubled)، من أكثر الأمثال الشعبية الإنجليزية التي لاقت انتشاراً وتوسعاً في المجتمع الأوروبي، إذ أن الأصل في هذا المثل أنه خرج من الشعب الأوروبي، وتمت ترجمته بعد ذلك إلى اللغة العربية، ولاقى صدى كبير في المجمعات العربية، الأمر الذي جعل المجتمع العربي بمختلف فئاته يتداولونه في الحياة اليومية.
مضمون مثل “في المياه المضطربة يصبح الصيد سهلاً”:
شُرح المقصود من المثل وهو أن الشخص من الممكن أن يواجه سهولةً عند الصيد للأسماك، وخاصةً عندما يكون سطح المياةه مضطرب، وقد ضرب المثل على الأشخاص الذين يقومون باستغلال الظروف الصعبة والسيئة، التي يتعرض لها الناس في ظل ظروف معينة، من أجل استغلال تلك الظروف في تحقيق غاياته وأهدافة وطمعه.
فعلى سبيل المثال كان هناك الكثير من الأشخاص الذين يقومون بيع السلع التي تحتوي على دعم من السوق السوداء، أثناء وقت الحروب والنكبات التي كانت تصيب الشعوب؛ وذلك من أجل الحصول على الأموال الكثيرة وتحقيق الثروات الطائلة، وهنا يطلق على هؤلاء الأشخاص أنهم يصطادون في المياه المضطرب.
ظهرت العديد من المرادفات للمثل الإنجليزي في تراث الأمثال العربية، فلو بحثنا في التراث العربي الأصيل، لوجدنا مرادف للمثل وهو المثل العربي القائل (يصيد في الماء العكر)، وهو من الأمثال التي تكون أقرب ما له في المعنى والمضمون، ويُقصد به أن الأشخاص الذين يملكون الإتقان في إثارة الخلافات والمشاكل والفتن بين الآخرين، مستغلين الظروف التي قد يمروا بها الناس، فهم من أصحاب النفوس المريضة وغير السوية، الذين يكونوا متعمدين على الإيقاع بالآخرين في مواقف حرجة ومآزق قاسية، يصعب عليهم الخروج منها فيما بعد، حيث وصف علماء النفس هذا النوع من الأشخاص، بأنهم لا يقدرون على إشباع أطماعهم وغرائزهم إلا من خلال الكراهية والحقد الذي يملأ نفوسهم غير السوية والمريضة.