صاحب المَثَل
الأضبط بن قُرَيع بن عوف بن كعب السَّعديّ التميمي؛ سيّد من سادات بني تميم، وشاعر جاهلي قديم، وهو من بني سعد من بني تميم وهو من قال المثل المشهور( في كلِّ وادٍ بنو سَعد)، وقد كان قائداً لقومه في عِدَّة مواقع ومعارك وحروب، أهمّهما وأبرزها: يوم صنعاء الجاهلي ضدّ سكان صنعاء في اليمن، وهم من قبائل( مُذحَج، وحِميَر، وكِندة اليمانية).
وقال قصيدتهُ المشهورة بعد انتصارهِ في يوم صنعاء على أهل اليمن؛ ومن أبياتهَا:
وَشَفَيتُ نَفسي مِن ذَوي يَمَنٍ | ||
بِالطَعنِ في اللَبّاتِ وَالضَربِ | ||
فَقَتَلتُهُم وَأَبَحتُ بَلدَتَهُم | ||
وَأَقَمتُ حَولاً كامِلاً أَسبي | ||
وَبَنَيتُ أُطماً في بِلادِهِم | ||
لأُثَبِّتَ التَقهيرَ بِالغَصب |
لِكُلِّ هَمٍّ مِنَ الهُمومِ سَعَه
وَالمُسيُ وَالصُبحُ لا فَلاحَ مَعَه
ما بالُ مَن سَرَّهُ مُصابُكَ لا
يَملِكُ شَيئاً مِن أَمرِهِ وَزَعَه
أَذودُ عَن حَوضِهِ وَيَدفَعُني
يا قَومِ مَن عاذِري مِنَ الخُدَعَه
حَتّى إِذا ما انجَلَت عَمايَتُهُ
أَقبَلَ يَلحى وَغَيُّهُ فَجَعَه
قَد يَجمَعُ المالَ غَيرُ آكِلِهِ
وَيَأكُلُ المالَ غَيرُ مَن جَمَعَه
وَيَقطَعُ الثَوبَ غَيرُ لا بِسِهِ
وَيَلبِسُ الثَوبَ غَيرُ مَن قَطَعَه
فَاِقبَل مِنَ الدَهرِ ما أَتاكَ بِهِ
مَن قَرَّ عَيناً بَعَيشِهِ نَفَعَه
وَصِل حِبالَ البَعيدِ إِن وَصَلَ ال
حَبلَ وَاِقصِ القَريبَ إِن قَطَعَه
وَلا تُهينَ الفَقيرَ عَلَّكَ أَن
تَركَعَ يَوماً وَالدَهرُ قَد رَفَعَه
قصة المَثَل
كان الأضبط بن قُرَيع يرى من قَومهِ وهو سيّدهُم بَغياً عليه، وتَنقُّصاً له من قِيمتهِ، فقال: ما لي إلى هؤلاء جامعة خير، وإنّي مُفَارقهُم، ففَارقَهم وسار بأهلهِ حتى نَزلَ بقومٍ آخرينَ من العرب، فإذا هم يفعلون بأشرَافهم كما كان يَفعل به قومهُ من التَّنقُّص لهُ والبَغي عليه، فارتحل عنهم وحَلَّ في دِيارِ قومٍ آخرين، فإذا هم كالذين سَبَقوهُم، فلما رأى ذلك انصرف عنهم وقال: ما أرى النَّاس إلّا قريباً بعضهُم من بعض، فانصرف وعاد إلى قومه وقال:” في كلِّ وادٍ بنو سَعد”.