ما هي الأخلاق؟
ما تُعرف به الأخلاق هو هيئة الأفعال التي تخرج بها النفس البشرية بكل يسر وسهولة، دون التطرق إلى مجال التروية أو والتفكر، ففي حين كانت الأفعال الصادرة عن الشخص حسنة يُعتبر ذلك خلق جيد وحسن، بينما إذا كانت الأفعال الصادرة قبيحة يُعتبر ذلك خلق مرفوض وسيء.
تأتي الأخلاق الإنسانية مع الفطرة والطبيعة البشرية، كما تدل تلك الأخلاق على انعكاس العقل الباطني للفرد، مما يجعله يحدد الطريقة التي من خلالها يحدد حدود وحجم العلاقات مع الأشخاص الآخرين، بالإضافة إلى أنّها المينا التي ترسي به كافة السفن التي تجري بها العلاقات بين الأفراد، حيث أنّها عند الاقتراب منها تعمل على تحديد من يرسو في موانئها.
مضمون مثل “قد يكون للجمال ورقاً حسناً وثمراً مراً”:
تناول المثل الإنجليزي موضوع الجمال الخلقي الذي يظهر في الأخلاق الحسنة والأخلاق السيئة للإنسان، فالشخص صاحب الخلق الحسن هو من يرغب بالتعامل معه في المجتمعات، بينما الشخص الذي يحمل الأخلاق السيئة لا يرغب بوجوده في أي مكان سواء كان في المجال الحياة العادية أو الحياة العملية، فهو من يكون شخصيته الصادرة عنه من خلال أفعاله غير متزنة، حيث أنّه يحدث العديد من التراكمات السلبية التي تؤثر بشكل مؤذي على الفرد نفسه.
فالأصل في النفس البشرية أنّها خلقت على حسن الأخلاق والاستقامة السوية، لكن هناك العديد من العوامل البشرية التي تكتسب من العوامل الخارجية الاجتماعية، يمتاز أصحاب تلك الشخصيات بالتلون بشتى الألوان؛ ويعود السبب وراء ذلك حتى يتمكن من جذب انتباه الآخرين وإغراء عقولهم بشكل جيد، يمكنه من غلغلتهم بعطره وتوقيعهم في شباكه التي يمزجها بالأشواك، وهذا الأسلوب يسهل عليه سحب أصحاب العقول السطحية والتمكن منهم.
أوضح المثل الإنجليزي أنّ هناك فرق بين أصحاب الخلق الحسن والخلق السيء، إذ يتوجب على الشخص أن يكون حذر في التعامل مع الناس، فمن المفضل الابتعاد عن أصحاب الخلق السيء وقطع العلاقات بهم، كما قدم المثل نصيحة وحكمة عظيمة وهي بمثابة دعوة لأصحاب الخلق السيء في الخروج من المتاهات التي يسببونها لأنفسهم والتوجه إلى إحداث وقفة صارمة تعمل تغيير جذري في أخلاقهم.
وقد وردت العديد من المرادفات في التي تمحورت حول المعنى الضمني للمثل الإنجليزي في المجتمعات الغربية والعربية، ومن تلك المرادفات الغربية حكمة الفيلسوف اليوناني الشهير (سقراط) التي تقول (التربية الخلقية أهم للإنسان من خبزه وثوبه)، ومن المرادفات التي ظهرت في المجتمع العربي قول الصحابي (علي بن أبي طالب) في سيء الخلق (لا راحة لحسود ولا إخاء لملول ولا محب لسيء الخلق).