تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول فتى شجاع تعرضت إحدى القلاع في بلده لسرقة وكنز، وحينما وقع الكنز بين يديه قام بإعادته إلى مكانه على الفور.
الشخصيات
- الفتى آدم
- والد آدم
- شقيقة آدم باسيا
- أمين القلعة
- الشرطي
قصة العثور على الكنز
في يوم من الأيام كانت هناك عائلة تعيش في قرية صغيرة في جنوب بولندا بالقرب من مدينة كراكوف، ومن بين تلك العائلة فتى صغير في السن يدعى آدم، كان الجزء المفضل لآدم من اليوم هو وقت العشاء؛ وذلك لأن الأسرة بأكملها تجلس حول التلفاز وتشاهد الأخبار وما يدور حول العالم، ومن بين تلك القصص التي يشاهدها في التلفاز كانت واحدة غيرت حياة آدم إلى الأبد.
حيث أنه في إحدى الليالي قبل موسم الحصاد بفترة قصيرة كانت الأسرة جالسة مستمتعة بالطعام ومشاهدة الأخبار، كانت الأخبار تتحدث حول عملية سطو غامضة حدثت في إحدى قلاع مدينة كراكوف وهي تعرف باسم قلعة فافل، وقد حدثت عملية السطو بأن دخل اللصوص في وقت متأخر من الليل وأخذوا الكنز من عرين التنين، وقد كان ذلك الكنز منذ مئات السنين.
وفي تلك الأثناء كان المراسل في القلعة يجري مقابلة مع أحد عناصر الشرطة طويل القامة، وقد أوضح الشرطي أن اللصوص دخلوا القلعة أثناء النهار مدعين أنهم سياح، وأنهم اختبأوا في زاوية مظلمة في عرين التنين وانتظروا حتى يتم إغلاق القلعة ثم ملأوا حقيبتين كبيرتين بأكبر قدر ممكن من الذهب، وأشار الشرطي بيده نحو بقعة على الأرض وقال: هذا هو كل ما تبقى من العملات الذهبية.
وفي تلك اللحظة قامت الكاميرا بتكبير بعض العملات الذهبية المتناثرة على الأرض، كان يقف إلى جانب الشرطي أمين قلعة ويبدو أنه يشعر بالبأس، وحينما سمع والد آدم بذلك شهق قائلاً: ذهب كل الكنز!، وهنا تحدث آدم قائلاً: من المؤكد أن الجميع سوف يعرفون أن التنين لم يعد هناك، وهذا يعرض القلعة للهجوم، ومن المحتمل أن يأتي تنين جديد ويحكم القلعة، وهنا تحدثت شقيقة آدم وتدعى باسيا وقالت: من الأفضل أن يذهب الملك إلى البنك ويخرج المزيد من العملات الذهبية قبل أن يأتي تنين آخر من أجل حراسة الكنز المتبقي، وبعد أن انتهت الأخبار خلد الجميع للنوم.
وفي صباح اليوم التالي استيقظت العائلة مبكراً من أجل الذهاب للحقل وجلب المحصول، كانت الحقول بعيدة بعض الشيء عن بيت المزرعة، وما تبقى في المنزل سوى آدم؛ وذلك حتى يعتني بحيوانات المنزل ويجهز الطعام لحين عودة عائلته، وأول ما غادرت العائلة قام آدم بجمع بقايا الطعام وقدمها لحيوانات المزرعة، ثم حلب الأبقار وخرجها إلى الحقل لترعى.
وكانت مهمة التالية هي تنظيف الحظيرة، وحينما فتح آدم الأبواب الكبيرة ودخل إلى الداخل، لاحظ آدم ضوءًا ذهبيًا غريبًا يتلألأ في الظلال من الجهة الخلفية للحظيرة، وعندما اقترب ليرى ما هذا الضوء المتلألئ، لم يستطع تصديق ما رآه على أرضية الحظيرة إذ كانت حقيبة سفر مليئة بالذهب، وهنا تيقن آدم أن هذا كان الذهب من عرين التنين، فتحدث بنفسه قائلاً: لا بد أن اللصوص خلال ملاحقتهم أخفوا حقائب الذهب هنا حتى لا تعثر عليه الشرطة، وهنا على الفور جرى آدم مسرعاً نحو المنزل ليخبر عائلته بما وجد، ولكن حينما وصل تذكر أن عائلته في الحصاد.
وفي تلك الأثناء كان يفكر بالاتصال بالشرطة، ولكنه فكر أنهم لن يصدقوه، وفجأة عرف آدم ما يجب أن يفعله، إذ عاد إلى الحظيرة وقام بجمع العملات الذهبية ولف الحقيبة جيداً، ومن ثم أحضر عربة اليد من الإسطبل وأدخل الحقيبة داخل العربة، والجزء التالي من خطته كان أن يستقل الحافلة إلى مدينة كراكوف ويعيد الذهب بنفسه إلى داخل القلعة.
وفي ذلك الوقت كانت تلك المرة الأولى التي سوف يستقل بها آدم حافلة وأول مرة يزور المدينة، لكنه على الرغم من كل تلك التحديات كان مصمم على أن يكون شجاع ويعيد الذهب إلى القلعة مهما حدث، وأن ينقذ القلعة من تنين جديد.
وبالفعل أخذ آدم مصروفه من تحت سريره ثم أغلق باب للمزرعة وجرى باتجاه الحظيرة ليجهز عربة اليد، ومن هناك بدأ رحلته نحو محطة الحافلات على حافة القرية، وفي تلك اللحظات لم يكن لدى آدم أي فكرة عن موعد وصول الحافلة، ولكنه كان يأمل ألا يضطر إلى الانتظار طويلاً؛ وذلك لأنه يشعر بالتوتر الشديد بشأن الرحلة، كما أنه كان تعتريه الحيرة فيما إذا كان السائق سوف يسمح له بالركوب بالعربة أم لا، وبعد لحظات وصلت الحافلة وتوقفت أمامه.
وأول ما فتحت أبواب الحافلة سأل آدم السائق: هل يمكنني إحضار عربتي؟ صمت السائق للحظة، وبعدها سمح له بالدخول، وطوال الوقت كان نظر آدم على الحقائب، وفي لحظة ما شعر بالملل وقرر أن ينظر من النافذة، وبدأ يفكر في أنه يخشى أن لا يتمكن من العودة إلى المنزل، وفجأة توقفت الحافلة وأشار السائق لآدم إن هذه هي محطته قلعة فافل.
وأول ما وصل آدم إلى القلعة ألقى آدم التحية على الحراس وأخذ بالنظر إلى تلك القلعة المهيبة، لقد كانت كبيرة ومخيفة في ذات الوقت، وحينما ظهر أمين القلعة تعرف عليه آدم على الفور من الأخبار، وهنا انتهز آدم الفرصة وفتح إحدى الحقائب وأخرج عملة ذهبية واحدة ورفعها أمام أمين القلعة وقال: أعتقد أن هذا يخصك.
وهنا شعر أمين القلعة بسعادة غامرة! كاد لا يستطيع تصديق أذنيه وهنا تجمهر حشد كبير لسماع كيف تمكن آدم من العثور على الكنز المفقود، وكان الجميع معجبًا جدًا بالفتى الصغير بعد أن أخبرهم بكامل ما حدث معه، ثم حمل الحراس الحقائب وساروا مع آدم والأمين عبر القلعة إلى مخبأ التنين.
وحينما وصلوا إلى العرين فتح الحراس الحقائب وأعادوا الكنز إلى مكانه، وكان آدم يشعر بفرحة عارمة فخوراً بنفسه للغاية بأنه نجح في مهمته إعادة الذهب والحفاظ على القلعة آمنة، بدأ آدم في الوداع لأنه كان أمامه رحلة طويلة حتى يعود لمنزله، لكن الأمين أشار إليه قائلاً: أنت حقًا أشجع فتى في المدينة بأكملها، يجب أن تبقى بعض الوقت حتى نشكرك بشكل يليق بك.
كان آدم يرغب في البقاء، لكنه كان يفكر في منزله وعائلته ورحلة الحافلة الطويلة التي تنتظره، وقال: لكني لم أجهز الحظيرة للحصاد ولا وجبة العشاء، وسوف تساءل عائلتي عن مكاني وسوف يغضبون لأنني لم أقم بجميع الأعمال المنزلية، فرد عليه الأمين وقال: لا تقلق، لقد فعلت شيئًا رائعًا للمدينة، الآن حان دورنا لنفعل شيئًا من أجلك، فقط اتبعني.
وبهذا قاد الأمين آدم إلى القاعة الرئيسية للقلعة، وعلى طول الطريق يصدر الأمين تعليمات للحراس الذين قاموا بعد ذلك بتوجيه التعليمات عبر أجهزة الراديو الخاصة بهم، وفجأة حينما وصل فيه آدم والأمين إلى بوابات القلعة كانت هناك بانتظارهم سيارة فخمة ولامعة وشاحنة كبيرة جداً.
وكان حراس القلعة يستقلون الجزء الخلفي من الشاحنة وهم يحملون مجموعة من الصناديق الكبيرة منها والصغيرة، فتح السائق باب سيارة الفخمة وقلب قبعته ودخل آدم، كانت رحلة العودة إلى القرية أسرع بكثير من رحلته الأصلية بالحافلة إلى المدينة، ولم يضطر حتى إلى إنفاق أي من مصروفه، وبعد فترة قصيرة وصلوا إلى القرية وسرعان ما أغلقوا الطريق الرئيسي المؤدي إلى منزل آدم.
وأول ما توقفت القافلة وخرج آدم من السيارة اندفع جميع أفراد الأسرة نحوه، حينها قدم آدم اعتذاره عن عدم استكمال لأعمال المنزل، ولكن على الفور تدخل الأمين وشرح كيف أعاد آدم الذهب المفقود إلى القلعة، وهنا بدأت عائلته تشعر بالفخر بابنهم، ومن ثم قال الأمين: أفهم أن هناك بعض الأشياء التي لا يزال يتعين القيام بها في المزرعة، من فضلك لا تقلق بشأن أي شيء، وبهذا التفت إلى الحراس وأومأ.
وعلى الفور قسم الحراس أنفسهم على الفور إلى ثلاث مجموعات، وقاموا بكافة المهام التي كانت قد أوكلت لآدم، فرحت الأسرة وتناولت الطعام سوياً، وأثناء الطعام أخبرهم آدم عن المباني الشاهقة في مدينة كراكوف وحشود الناس والقلعة وركوب السيارة الفخمة، وقال: لقد كان يومًا رائعًا حقًا.
العبرة من القصة هي أن الأمانة ينبغي أن تكون من الأمور الفطرية التي يخلق عليها الإنسان.