في هذه الحياة لا يمكن أن يقدم التضحية الحقيقة دون مقابل للأبناء سوى الأم أو الأب، بغض النظر عن الحياة التي يعيشها كل منهما، تماماً كما حصل مع بطل قصتنا لهذا اليوم إذ قدم السيد جون حياته من أجل تحرير ابنته من إحدى العصابات، على الرغم من أنه كان يعيش بعيداً عنها، وعلاوة على ذلك كان مدمن على الكحول، إلا أنه عند الأبناء تستيقظ كافة المشاعر والعواطف.
قصة أب بصلة الدم
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية فيها وهي فتاة تدعى ليديا، وقد كانت تلك الفتاة تمتلك واحد من أكثر الأصدقاء المقربين منها يدعى جونا، وقد كان صديقها ذلك أحد الأشخاص الذين يقودون أقوى وأبرز العصابات في ذلك الوقت، وفي يوم من الأيام بينما كانت تقوم ليديا بشراء ذخيرة من أجل أن تقدمها إلى صديقها جونا، وبعد أن قامت بتسليم الذخيرة له قام باصطحابها وضمها إلى أفراد وعصابته حتى تقود معهم إحدى المهمات التي تُعنى بسرقة المنازل، وفي هذه المرة كان المنزل المراد سرقته يعود إلى واحد من قادة العصابات الأخرى.
وفي تلك الأثناء طلب منها صديقها جونا أن تقوم بقتل أحد أفراد العائلة التي تعود ملكية المنزل لهم، ولكن ما حدث هو أن ليديا دخلت بحالة من التوتر والقلق ورفضت قطعياً الإقدام على ذلك الأمر، ومن شدة توترها وقلقها قامت بإطلاق النار على صديقها جونا عن طريق الخطأ، ومن ثم على الفور عزمت على الفرار وأول ما وصلت إلى مكان يتواجد به كابينه هاتف قامت بالاتصال مع والدها والذي بدوره كان يعيش حياته بمفرده وبعيداً عنها، وأخبرته بما حدث معها وطلبت منه أن يساعدها في التخلص من تلك العصابة.
أما بالنسبة إلى والد ليديا والذي يدعى جون فقد كان رجل متسكع يقيم في إحدى المقطورات غير الثابتة والمتنقلة على الدوام، وعلاوة على ذلك كله كان من أكثر الأشخاص المفرطين في تناول الكحوليات، وبعد أخذت ليديا لحظات في التفكير رأت أنه من الأفضل لها أن تذهب لتقيم مع والدها في تلك المقطورة، وبالفعل على الفور تمكنت من الفرار من ذلك المكان وتوجهت نحو المقطورة واستقرت هناك مع والدها.
وبعد مرور عدة أيام من إقامتها هناك تلقت تهديد من أحد أفراد العصابة وصل إليها عن طريق هاتفها النقال الذي قامت بشرائه منذ فترة وجيزة، وبعد أيام قليلة تمكنت العصابة من التوصل إلى مكان مقطورة والدها من خلال تتبع ترددات جهازها النقال، وسرعان ما شنت العصابة هجومها على كافة من في المقطورة، إذ بدأ أفرادها بإطلاق نار كثيف على الثكنات، ولكن والدها لم يقف مكتوفي الأيدي، إذ قامت بسحب سلاحه ورد على إطلاق النيران وقد ساعده في ذلك كافة الأشخاص من حوله ممن يمتلكون الأسلحة النارية.
وفي تلك الأثناء تمكنت ليديا من الفرار مع والدها، وخلال هروبها معه أخبرته بكل أمر خاص يتعلق بها مثل إدمانها على تناول الممنوعات، كما أخبرته حول صديقها جونا والذي كانت ترتبط بعلاقة معه على الرغم من أنها تعلم حول تورطه مع عصابة أكثر أعمالها تختص بتهريب الممنوعات وسرقة المنازل، ومن هنا قرر جون اصطحاب ابنته إلى إحدى المولات التي تتواجد في مكان بعيد عن المنطقة بأكملها، ولكنهما اكتشفا أن هناك قاتل مأجور يقوم بملاحقتهما من مكان لمكان، ويقوم بهاجمتهما بالفعل ولكنهم تمكنان من الهرب منه والنجاة بحياتهما.
وفي تلك الأثناء سمع كل من ليديا ووالدها من وسائل الإعلام أنهما متهمان بقتل تلك العائلة التي تم سرقتها منزلها من قِبل العصابة، وقد كان ذلك الخبر قد نزل عليهما كالصاعقة، وعلى الفور طلب جون الحصول على المساعدة من قِبل أحد أصدقائه المقربين، ولكن صديقه قابل طلبه بالرفض، وعلاوة على ذلك بدل من مساعدته لهم حاول الإمساك بابنته؛ وذلك من أجل أن يحصل على مكافئة مالية، إذ كانت الشرطة قد أعلنت عنها، ولكن جون لا يمنحه تلك الفرصة ويهم بإنقاذ ابنته وهرب بها بعيدًا.
وفي ذلك الوقت توجه نحو أحد أصدقائه الآخرين، وقد كان ذلك الصديق في يوم من الأيام محتجزًا بالسجن لفترة ويعرف باسم إرتريو، وأول ما التقى معه جون سأله إرتريو عن قصة تلك العصابة وعن جونا بالتحديد صديق ابنته، وقد كشف إرتريو إلى أن هناك من قام بسرقة الأموال منه نفسه في السابق، وأنه وقتها جونا قام بإلقاء التهمة على واحدة العائلات والذي بدوره قام بقتلها كذلك، وقد تبين في وقت لاحق أن جونا هو بذاته من قام بسرقة الأموال، كما توصل إلى أنه هو من قتلهم جميعًا كي يغطي على فعلته، وألقى بالتهمة عليه وزج به في السجن في تلك الأثناء كانت ليديا تتواجد بالمول وحينما أرادت المغادرة تفاجأت بقدوم جونا الذي كان قد نجا من الموت، فألقى جونا القبض عليها ولم تتمكن من الفرار منه.
وحينما اتصل بها والدها تفاجئ بأن من رد عليه على هاتفها هو جونا، والذي قام بجوابه بأنه قام جراء قيامه بقتل من يدعى كريبي وهو أحد أفراد عصابته قام بأسر ليديا، وهنا أصيب جون بحالة انهيار وطلب منه أن يقوم بإطلاق سراح ابنته وفي المقابل قدم له حياته، وبالفعل اتفق معه على مكان بالصحراء يلتقيان به، وقبل أن يصل جونا قام جون بتفخيخ المكان بأكمله وزرع الألغام فيه.
وفي ذلك الوقت أول ما وصل جونا وبرفقته أفراد عصابته استطاعوا الإمساك بجون ووضعه بإحدى السيارات، وبعد لحظات قليلة من مسيرهم تمكن جون من قتل كافة من بالسيارة ثم بعد ذلك على الفور يقوم بتفجير الألغام التي زرعها وتهم ابنته ليديا بالفرار حينها وتتخفى خلف إحدى الصخور، كما تمكن جون من الهروب من السيارة كذلك، لكن قام أحد قناصي العصابة وقد أصابه إصابة بالغة.
ولكنه على الرغم من الإصابة البالغة تمكن من جون من الاختفاء خلف مجموعة من السيارات المتواجدة بالمنطقة وفي تلك اللحظة على الفور تحرك القناص هنا وهناك من أجل البحث عن جون، وعلى الفور تمكن جون من إصابته بطلقة قاتلة، وهنا جاءت ليديا لوالدها والذي كان في تلك اللحظة يصارع الموت، وقد أخبرها بأنها من أفضل الفتيات ويموت جون وسط حزن ودموع ابنته، وفي النهاية وصلت عناصر الشرطة إلى المنطقة وتلقي القبض على جونا وما تبقي من أفراد عصابته.
وفي ذات الوقت وصلت سيارة الإسعاف كذلك وقد تم نقل جون إلى المستشفى وأخيراً تم وضع ابنته ليديا في أحد المراكز التي تُعنى بالعلاج من الممنوعات، وبعد أن تعافت من الإدمان شعرت بالحب والامتنان والاحترام لوالدها الذي ضحى بحياته من أجلها وتغير صورتها القديمة عنه.
