قصة أخت الشمس

اقرأ في هذا المقال



قصة أخت الشمس ( THE SISTER OF THE SUN) هي قصة خياليه لأندرو لانغ ضمن سلسلة كتاب الجنيات البني.

الشخصيات:

  • ابن الفلّاح.
  • الأمير.
  • اخت الشمس.
  • الملك.

قصة أخت الشمس:

منذ زمن بعيد عاش هناك أمير شاب كان زميله المفضل في اللعب هو ابن البستاني الذي عاش في أراضي القصر، كان الملك يفضّل اختياره لصديق من الطبقات العليا، لكن الأمير لم يكن لديه ما يقوله لهم، ولأنّه كان طفلًا مدللًا، سمح له بفعل كل شيء يحلو له، وكان ولد البستاني هادئًا وحسن التصرف، ولكنّه كان يتواجد في القصر في كل وقت صباحًا ومساءً.
أفضل لعبة أحبها الأطفال كانت مباراة في الرماية ، لأنّ الملك قد منحهم قوسين متشابهين تمامًا، وكانوا يقضون أيامًا كاملة في محاولة معرفة أيهما يمكنه إطلاق النار على أعلى مستوى، وفي صباح أحد الأيام، ذهب الأمير هو وصديقه إلى العشب الذي كان ملعبهم المعتاد، وأخذوا أقواسهم من الكوخ الصغير، وبدأوا في رؤية أيها يمكن أن يطلق النار إلى أعلى، وفي النهاية، أطلقوا سهامهم معًا، وعندما سقطت على الأرض مرة أخرى، تم العثور على ريشة ذيل دجاجة ذهبية ملتصقة بواحد منها.
الآن بدأ السؤال يطرح نفسه من كان سهم الحظ، لأن كلاهما كان متشابهًا ولا يوجد أي فرق بينهما، أعلن الأمير أنّ السهم ملكه، وكان ولد البستاني متأكدًا تمامًا من أنه كان له، لكن بما أنهم لم يتمكنوا من حسم الأمر، توجهوا مباشرة إلى الملك، وعندما سمع الملك القصة قرر أن الريشة لابنه، لكن الصبي الآخر لم يستمع إلى هذا وادعى الريشة لنفسه، ومطولاً تلاشى صبر الملك، فقال بغضب: ممتاز، إذا كنت متأكدًا جدًا من أن الريش ملكك، فيجب أن يكون لك فقط عليك أن تبحث حتى تجد دجاجة ذهبية مع ريشة مفقودة من ذيلها، وإذا فشلت في العثور عليها سيكون رأسك هو الثمن.
كان الصبي بحاجة إلى كل شجاعته ليستمع بصمت إلى كلام الملك، لم يكن لديه فكرة عن مكان الدجاجة الذهبية، أو حتى، إذا اكتشف ذلك، كيف سيصل إليها، لكن لم يكن هناك شيء له سوى القيام بأمر الملك، فذهب إلى المنزل ووضع بعض الطعام في كيس، ثم انطلق للبحث عن الدجاجة وبعد المشي لعدّة ساعات التقى بالثعلب، فجلس ودخل في محادثة معه.
سأله الثعلب: إلى أين أنت ذاهب؟ أجاب الصبي: يجب أن أجد دجاجة ذهبية فقدت ريشها من ذيلها، لكنّني لا أعرف أين تعيش أو كيف سألتقطها! قال الثعلب، الذي كان لطيفًا جدًا: أوه، يمكنني أن أوضح لك الطريق! بعيدًا نحو الشرق، في هذا الاتجاه، تعيش عذراء جميلة تُدعى، أخت الشمس، لديها ثلاث دجاجات ذهبية في منزلها ربما تنتمي الريشة إلى أحدهم.
كان الصبي سعيدًا بهذه الأخبار، وساروا طوال اليوم معًا، والثعلب في المقدمة والصبي في الخلف، عندما حل المساء، استلقوا للنوم، وعندما أشرقت الشمس، رحلوا مرّة أخرى وبعد بضع ساعات وصلوا إلى قلعة أخت الشمس التي احتفظت بالدجاج الذهبي بين كنوزها، توقفوا أمام البوابة واستشاروا من منهم يجب أن يدخل ويرى السيدة بنفسها، قال الثعلب: أعتقد أنه سيكون من الأفضل لي أن أدخل وأسرق الدجاج، لكن هذا لم يرضي الصبي على الإطلاق، وقال: لا، هذا عملي، لذا فمن الصواب أن أذهب.
أجاب الثعلب: سوف تجد صعوبة بالغة في الإمساك بالدجاج، وبعدما أصر الصبي على الذهاب، قال الثعلب: حسنًا، اذهب، ولكن احذر من ارتكاب أي خطأ، لا تسرق سوى الدجاجة التي فقدت ريشها من ذيلها، واترك الآخرين وشأنهم، ثمّ دخل الصبي بلاط القصر.
سرعان ما وصل بيت الدجاجات الثلاث، ورأى الدجاجة التي كانت لها ريشة مفقودة من ذيلها، عندها انطلق الشاب إلى الأمام وأمسك الدجاجة من رقبتها حتى لا تهرب، ثم وضعها تحت ذراعه، وصعد إلى البوابة، ولسوء الحظ، بينما كان على وشك المرور من خلالها، نظر إلى الوراء وألقى نظرة خاطفة للقصر المفتوح، ثمّ قال في نفسه: بعد كل شيء، ليس هناك عجلة.
على العتبة توقف مرّة أخرى، ثمّ قال لنفسه: لماذا لا أعود وأنظر إلى أخت الشمس؟ إنّها نائمة، ولن تعرف أبدًا، وعاد إلى الوراء للمرة الثانية ودخل الغرفة، بينما تخلصت الدجاجة من بين يديه ، في تلك الأثناء تسائل في نفسه: لماذا لا أقبل ملكة الشمس؟ فقبلها وذهب لالتقاط الدجاجة التي أصدرت قرقعة بصوت عالٍ لدرجة أن أخت الشمس أيقظتها الضوضاء.
قفزت مسرعة من فراشها ودخلت الباب فقالت للصبي: ما الذي تفعله هنا، لن تحصل أبدًا على دجاجتي أبدًا حتى تعيد لي أختي التي حملها عملاق إلى قلعته إلى بعيد، وببطء وحزن غادر الشاب القصر وروى قصته لصديقه الثعلب، الذين كان ينتظر خارج البوابة، كيف أنّه حمل الدجاجة وهربت من بين ذراعيه وفقدها.
قال الثعلب وهو يهز رأسه: كنت أعلم أنّه لا ينبغي لنا ان نرسلك أنت، ولكن لم يعد هناك وقت نضيعه. دعونا ننطلق في الحال بحثا عن الأخت، لحسن الحظ، أنا أعرف الطريق، وبعدما ساروا لعدّة أيام، وصلوا إلى قلعة العملاق، فقال الثعلب: ولكن عندما نصل إليها يجب أن تبقوا الأثنين بالخارج بينما أذهب وأحضر الأميرة.
بعد بضع دقائق وصلوا إلى القلعة، وهرب الثعلب، الذي كان هناك في كثير من الأحيان يزور القلعة من قبل، ودون صعوبة، كان هناك العديد من العمالقة في القاعة، وكانوا جميعًا يرقصون حول الأميرة، وحالما رأوا الثعلب صرخوا: تعال وارقص أيضا أيها الثعلب العجوز، لقد مر وقت طويل منذ أن رأيناك.
توقف الثعلب وقال: أعرف رقصة جديدة ساحرة أود أن أعرضها لكم، ولكن يمكن أن يتم ذلك من قبل شخصين فقط، إذا منحتني الأميرة لبضع دقائق، فسترى قريبًا كيف يتم ذلك، فوضعوا الأميرة بين ذراعي الثعلب، وفي إحدى اللحظات، كان قد فصل الأضواء الكبيرة التي أضاءت القاعة، وفي الظلام حمل الأميرة إلى البوابة، وسلمها لرفاقه، وعاد الثعلب مرة أخرى إلى القاعة قبل أن يفتقده أحد.
وجد العمالقة مشغولين بمحاولة إشعال النار والحصول على بعض الضوء، لكن بعد قليل صرخ أحدهم: أين الأميرة؟ أجاب الثعلب: هنا بين ذراعي، لا تخافوا، إنها آمنة تمامًا، ثم قفز من خلال الباب، وهو ينادي : العذراء هنا، خذوها إذا استطعتم!عند هذه الكلمات، أدرك العمالقة أنأميرتهم قد هربت ، وركضوا وراء الثعلب بأسرع ما يمكن أن تحملهم أرجلهم الكبيرة، معتقدين أن الأميرة على ظهره.
كان الثعلب ذكيًا للغاية بحيث لم يختار نفس المسار الذي سلكه أصدقاؤه، لكنّه هرب داخل الغابة، حتى أنّه أخيرًا كان متعبًا، ونام سريعًا تحت شجرة، وكان مرهقًا جدًا لدرجة أنّه لم يسمع أبدًا اقتراب العمالقة، وكانت أيديهم ممدودة بالفعل للقبض على ذيله عندما فتح عينيه، وبقيود هائلة أصبح بعيدًا عن متناولهم مرة أخرى، ركض الثعلب طوال الليل ولكنّه توقف وانتظر حتى اقترب منه العمالقة، ثم استدار، وقال بهدوء: انظر، هناك أخت الشمس!
رفع العمالقة أعينهم دفعة واحدة، وتحولوا على الفور إلى أعمدة من الحجر، ثمّ انطلق الثعلب للانضمام إلى أصدقائه، وكان يعرف العديد من الطرق المختصرة عبر التلال، لذلك لم يمض وقت طويل قبل أن يأتي بهم، وسافر الأربعة ليلًا ونهارًا حتى وصلوا إلى قلعة أخت الشمس.
وكان الفرح كبيرًا في جميع أنحاء القصر عند رؤية الأميرة التي اعتقدوا أنّها ميتة! ولم يكن بوسعهم أن يشكروا الصبي الذي مر بهذه الأخطار لإنقاذها، فقاموا بأعطائه الدجاجة الذهبية في الحال، وأكثر من ذلك، أخبرته أخت الشمس أنّه في وقت قصير، عندما يكبرها ببضع سنوات، ستقوم هي نفسها بزيارة منزله وتصبح زوجتة.
لم يكن الصبي يصدق أذنيه عندما سمع ما يخبئه له، فقد كانت أجمل أميرة في العالم، فبدأ الصبي في رحلته إلى المنزل مع أصدقائه وقلبه مليء بالبهجة عندما فكر في وعد الأميرة، ولكن، ودع أصدقائه الثعلب والرجل وكان وحيدًا تمامًا عندما وصل إلى مسقط رأسه وبوابات القصر.
قدم نفسه أمام الملك مع الدجاجة الذهبية تحت ذراعه، وأخبر مغامراته، وكيف كان سيحظى بزوجة رائعة للغاية وعلى عكس جميع الأميرات الأخريات، بحيث يمكن أن تتحول النجمة على جبهتها إلى نهار، استمع الملك بصمت، وعندما انتهى الصبي، قال بهدوء:إذا وجدت أن قصتك غير صحيحة، فسوف ألقى بك في برميل من القار.
أجاب الصبي: هذا صحيح، كل كلمة منه، وأخبرهم باليوم والساعة عندما ستأتي عروسه وتطلبه، ولكن مع اقتراب الوقت، ولم يسمع أي شيء عن الأميرة، أصبح الشاب قلقًا وغير مرتاح، خاصة عندما وصل إلى أذنيه أنّ البرميل الكبير كان ممتلئًا بالقار وأن العصي كانت موضوعة تحته لإشعال النار.
وقف الصبي طوال اليوم عند النافذة، ينظر إلى البحر الذي يجب أن تسافر الأميرة منه، لكن لم تكن هناك علامات لمجيئها، وبينما هو واقف، جاء الجنود وقبضواعليه، واقتادوه إلى البرميل، حيث اشتعلت حريق كبير، والقار الأسود الرهيب كان يغلي ويتفجر على الجانبين، ثمّ نظر وهويرتجف، لكن لم يكن هناك مفر.
أُعطيت له الكلمة بأن يصعد الدرج الذي أدى إلى قمة البرميل، وفجأة ظهر بعض الرجال فجأة يركضون بكل قوتهم، ويقولون أن سفينة كبيرة بأشرعتها المنتشرة كانت تسير مباشرة إلى المدينة، لم يعرف أحد ما هي السفينة أو من أين أتت، لكن الملك أعلن أنه لن يحرق الصبي قبل وصولها، سيكون هناك دائمًا وقتاً كافياً لذلك.
وعندما كانت السفينة بأمان في الميناء ،كان على متن السفينة أخت الشمس التي جاءت لتتزوج الفلاح الشاب كما وعدت، وفي غضون لحظات قليلة، هبطت على الأرض وسألت عن الطريق إلى الكوخ الذي وصفه لها عريسها كثيرًا، فأرشدها الناس إلى المكان حيث كان قد اقتيد بأمر من الملك عند أول علامة على السفينة.
في ذلك الوقت،اقتربت أخت الشمس من الشاب الذي كان معصوب العينين ونتظر أن يتم حرقه، وأخبرته قصة لقائه معها، وكيف قطعت شوطًا طويلاً من أجل الزواج منه، وبمجرد انتهائها، سار الملك ليرى ما إذا كان ما قاله الصبي صحيحًا حقًا، و لكنّه عندما فتح باب الكوخ كاد أن يعميه الضوء الذي ملأه، وتذكر ما قيل له عن النجمة على جبين الأميرة.
عاد إلى الوراء كما لو كان قد تعرض للضرب، ثم سقط على ركبتيه أمام أخت الشمس، وناشدها أن تتخلى عن الصبي الفلاح وتتزوجه وتشاركه في عرشه، لكنها ضحكت وقالت إن لديها عرشًا خاصًا بها، ولن يكون لها زوج إلا الصبي الذي ما كانت لتراه إلا الملك نفسه.
ومع ذلك، عندما جاء اليوم التالي أخبر والد العريس الأميرة أنه بموجب قانون الأرض، يجب أن يتم الزواج في حضور الملك، لكنه كان يأمل ألا يتأخر جلالته، ومرت ساعة أو ساعتان، وكان الجميع ينتظرون ويتفرجون، وفي النهاية سمع دوي الأبواق وشوهد موكب كبير يسير حيث جلس الملك على كرسي مغطى بالمخمل، ونظر حوله إلى المجموعة الكبيرة من الناس.
وقال: ليس لدي رغبة في منع هذا الزواج، ولكن ، قبل أن أسمح للاحتفال بها، يجب على العريس أن يثبت أنّه يستحق مثل هذه العروس من خلال أداء ثلاث مهام، الأول هو أنه في يوم واحد يجب أن يقطع كل شجرة في غابة بأكملها، وعندما وقف الشاب مذعواً من كلام الملك فهو لم يقطع قط شجرة في حياته، لكن الأميرة أخبرته أن هناك في سفينتها فأسًا يجب أن يحمله إلى الغابة.
وعندما يقطع شجرة واحدة بها فقط يقول: دع الغابة تسقط، وفي لحظة ستكون كل الأشجار على الأرض، وفعل الشاب ما قالته الأميرة بالضبط ، وسرعان ما عاد وقد قطع الغابة كله، وفي صباح اليوم التالي، قال الملك: الزواج لا يمكن أن يتم حتى يعيد الشاب كل الأشجار التي قطعها أمس إلى جذورها، فهمست أخت الشمس مشجعة الشاب: لا بأس، خذ هذا الماء وانثره على إحدى الأشجار المتساقطة، وقل لها: فلتنمو كل أشجار الغابة، وفي لحظة ستقام مرة أخرى، وفعل الشاب ما قيل له، وغادر الغابة كما فعل من قبل.
وللمرة الثالثة أعلن الملك أنّه لا يستطيع إعطاء موافقته حتى يقتل العريس ثعبانًا يسكن في نهر واسع يتدفق في الجزء الخلفي من القلعة، همست أخت الشمس للشاب: ستنجح في هذا أيضًا، لأنّ في سفينتي سيف سحري سيقطع كل شيء، انزل إلى النهر وعندما يرفع الثعبان جسده سوف تقطع رؤوسه الثلاثة بضربة واحدة من سيفك.
ثم أخذ طرف كل لسان واذهب معه صباح الغد إلى مطبخ الملك، وإذا دخل الملك نفسه، فقل له: هذه ثلاث هدايا أقدمها لك مقابل الخدمات التي طلبتها مني! وارمي الملك بأطراف ألسنة الحية واسرع إلى السفينة بأسرع ما ستحملك رجليك.، فعل الشاب بالضبط ما أخبرته به الأميرة.
وعندما دخل الملك، كما كانت عادته ليرى ما كان سيأكله على العشاء، ألقى الشاب برؤوس الأفعى في وجهه قائلاً: هذه هدية لك في ارجع مقابل الخدمات التي طلبتها مني، وفتح باب المطبخ، وهرب إلى السفينة، و لسوء الحظ فقد الطريق، وعندما نظر حوله ورأى بدهشة أن المدينة والقصر اختفيا تمامًا.
لم يمضِ وقت طويل منذ أن مشى الشاب حتى رأى مجموعة أخرى من الرجال الذين كانوا يتقاتلون من أجل امتلاك زوج من الأحذية، توقف وقال: لماذا تتشاجرون على هذا الحذاء القديم ؟ فأجابوا: من يضعها ويتمنى أن يكون في مكان معين، يصل إلى هناك دون أن يتعب.
قال الشاب: هذا يبدو ذكيا جدا، دعوني أجربهم، وبعد ذلك سأكون قادرًا على إخباركم لمن يجب أن يكونوا، أسعدت الفكرة الرجال وأعطوه الحذاء، ولكن في اللحظة التي وقف فيها على قدميه صرخ: أتمنى أن أكون في قلعة اخت الشمس! وفي غضون ثواني قليلة، وصل القلعة ووجد أخت الشمس تحتضر من الحزن حيث جثا على ركبتيه بجانبها، وسحب دبوسًا وضعه في راحة يدها، حتى اندفعت قطرة من الدم وعلى الفور افاقت الأميرة واحتضنته، وفي هذه المرة تم الاحتفال بالزفاف حقًا.
وعاش العروسان سعداء في قلعة اخت الشمس.


شارك المقالة: