قصة أساطير مينداناو

اقرأ في هذا المقال


قصة أساطير مينداناو  أو (Mythology of Mindanao) هي قصة خيالية من الحكايات الشعبية الفلبينية الي ظهرت في المنشورات، وكانت هناك محاولة لتقديم مجموعة شعبية شاملة من هذه المواد لعامة الناس، هذه المجموعة من الحكايات ستمنح المهتمين فرصة لتعلم شيء من السحر والخرافات والعادات الغريبة للفلبينيين.

الشخصيات:

  • سليمان.
  • إنداراباترا.

قصة أساطير مينداناو:

منذ زمن بعيد كانت أراضي مملكة مينداناو مغطاة بالمياه، وامتد البحر فوق جميع الأراضي المنخفضة بحيث لا يمكن رؤية أي شيء سوى الجبال، كان هناك الكثير من الناس الذين يعيشون في البلاد، وكانت جميع المرتفعات مليئة بالقرى والمستوطنات، ولسنوات عديدة ازدهر الناس وعاشوا في سلام ورضا، وفجأة ظهرت في الأرض أربعة وحوش مروعة وفي وقت قصير التهمت كل كائن بشري وجدته.

كان الوحش كوريتا مخلوق رهيب له أطراف عديدة كان يعيش جزئيًا على اليابسة وجزئيًا في البحر، لكنّ مكانه المفضل هو الجبل وهناك جلب الدمار التام على كل شيء حي، بينما عاش الوحش الثاني  تاربوساو الذي كان مخلوق قبيح في شكل رجل على جبل آخر حيث التهم الناس ودمر الأرض، والثالث وهو طائر ضخم يُدعى باه كان كبيرًا جدًا لدرجة أنه عندما كان يفرد جناحه يغطى الشمس ويجلب الظلام إلى الأرض.

كانت بيضته بحجم منزل ولم يفلت من شره إلا من اختبأ في الكهوف في الجبال، كان الوحش الرابع طائرًا مخيفًا أيضًا وله سبعة رؤوس وله القدرة على الرؤية في كل الاتجاهات في نفس الوقت وكان الجبل.  موطنه ومثل الآخرين تسبب في الخراب في منطقته، كان الموت والدمار الذي تسببت فيه هذه الحيوانات الرهيبة عظيمًا لدرجة أن الأخبار عنها انتشرت حتّى إلى أبعد الأراضي، وكانت جميع الدول حزينة لسماع المصير المحزن لمينداناو.

في أرض الغروب الذهبي كانت هناك مدينة عظيمة وعندما وصلت أنباء هذه الكوارث العظيمة إلى هذه المدينة البعيدة، امتلأ قلب ملكها إنداراباترا بالرحمة، ودعا شقيقه سليمان متوسلاً إليه أن ينقذ أرض مينداناو من الوحوش، استمع سليمان للقصة ولما سمعها تأثر بالشفقة، قال: سأذهب وانتقم من هذه الوحوش، كان الملك إنداراباترا فخور بشجاعة أخيه، أعطاه خاتمًا وسيفًا وتمنى له النجاح.

ثم وضع شجرة صغيرة قرب نافذته وقال لسليمان: بهذه الشجرة سأعرف مصيرك من الوقت الذي تغادر فيه من هنا، لأنّه إذا عشت  فستعيش هذه الشجرة، ولكن إذا مت فإنّها تموت أيضًا، لذلك غادر سليمان إلى مينداناو ولم يمش ولم يستخدم قاربًا، لكنّه طار في الهواء على ظهر نسر عملاق وهبط على الجبل حيث نما طائر الروطان وهناك وقف على القمة يحدق من جميع الجهات.

نظر إلى الأرض والقرى، لكنّه لم يستطع رؤية أي شيء حي، وكان حزينًا جدًا وصرخ: للأسف ما أعظم هذا الدمار! وما إن نطق سليمان بهذه الكلمات حتّى بدأ الجبل كله يتحرك ثم اهتز وفجأة خرج  المخلوق الرهيب كوريتا من الأرض وقفز على الرجل وأغرق مخالبه في جسده، لكنّ سليمان بعد أن علم على الفور أنّ هذه كانت بلاء الأرض، سحب سيفه وقطع كوريتا إلى أشلاء.

وتشجع سليمان من نجاحه الأول وذهب إلى جبل ماتوتون حيث كانت الظروف أسوأ، وبينما كان يقف على المرتفعات يشاهد الدمار الكبير، كان هناك ضوضاء في الغابة وحركة في الأشجار بصوت عالٍ، قفز الوحش تارابوساو وكسر الحيوان أغصانًا كبيرة من الأشجار وبدأ في ضرب سليمان واستمرت المعركة لفترة طويلة حتّى سقط الوحش منهكاً على الأرض، ثمّ قتله سليمان بسيفه.

المكان التالي الذي زاره سليمان كان جبل بيتا حيث كان الخراب هنا موجودًا في كل مكان، وعلى الرغم من مروره بالعديد من المنازل، إلا أنه لم يبق منه روح واحدة وبينما كان يمشي يزداد حزنًا في كل لحظة، وسقط ظلام مفاجئ أذهله على الأرض، وبينما كان ينظر نحو السماء رأى طائرًا عظيمًا ينزل عليه وفي الحال ضربه وقطع جناحه بسيفه فمات عند رجليه، لكنّ الجناح سقط على سليمان فسحقه.

وفي هذا الوقت كان الملك إنداراباترا جالسًا عند نافذته، ونظر إلى الخارج ورأى الشجرة الصغيرة تذبل وتجف فصرخ الملك: واحسرتاه مات أخي وبكى بمرارة، وعلى الرغم من حزنه الشديد، إلا أنه كان مليئًا برغبة في الانتقام وأخذ سيفه وانطلق إلى مينداناو بحثًا عن شقيقه، وسافر في الهواء بسرعة كبيرة حتّى وصل إلى الجبل حيث نظر حوله مرعوبًا من الدمار الكبير، وعندما رأى عظام كوريتا عرف أن شقيقه كان هناك.

استمر حتى وصل إلى ماتوتون، وعندما رأى عظام ترابوسارو عرف أنّ هذا أيضًا من عمل سليمان، ولا يزال يبحث عن أخيه حتّى وصل إلى جبل بيتا حيث يرقد الطائر النافق على الأرض، وبينما كان يرفع الجناح المقطوع رأى عظام سليمان وسيفه بجانبه، لقد طغى الحزن الآن على إنداراباترا لدرجة أنه بكى لبعض الوقت، وعندما نظر إلى الأعلى رأى جرة صغيرة من الماء بجانبه.

كان يعلم أن هذا قد تمّ إرساله من السماء، وسكب الماء على العظام وعاد سليمان إلى الحياة مرة أخرى وتحدثوا معًا لفترة طويلة. وقال سليمان أنّه لم يمت بل كان نائم، وكانت قلوبهم مليئة بالفرح، وبعد مرور بعض الوقت، عاد سليمان إلى منزله البعيد لكن إنداراباترا واصل رحلته إلى جبل قرين حيث قتل الطائر الرهيب ذو الرؤوس السبعة، وبعد أن تمّ تدمير كل هذه الوحوش واستعادة السلام والأمان إلى الأرض.

بدأ إنداراباترا البحث في كل مكان لمعرفة ما إذا كان بعض الناس قد  يكونون مختبئين في الأرض ما زالوا على قيد الحياة، وذات يوم خلال بحثه رأى امرأة جميلة على مسافة وعندما أسرع نحوها اختفت من خلال حفرة في الأرض حيث كانت تقف، خاب أمله وتعب،  ثمّ جلس على صخرة ليستريح ورأى بالقرب منه قدرًا من الأرز غير المطبوخ مع نار كبيرة على الأرض أمامه.

وسمع شخصًا يضحك بالقرب منه، واستدار ورأى امرأة عجوز تراقبه، وبينما كان يحييها اقتربت منه وتحدثت معه وهو يأكل الأرز، أخبرته السيدة العجوز أنه من بين كل الناس في الأرض لم يبق منهم على قيد الحياة سوى عدد قليل جدًا، واختبأوا في كهف في الأرض لم يغادروا منه أبدًا، أمّا هي وزوجها العجوز فقد تابعت حتّى اختبأوا في شجرة جوفاء ولم يجرؤوا على المغادرة إلا بعد أن قتل سليمان الطائر باه.

ثمّ قادته المرأة العجوز إلى الكهف حيث وجد الزعيم مع أسرته وبعض أفراد شعبه وقد اجتمعوا جميعًا حول الغريب، وطرحوا العديد من الأسئلة، فهذه كانت المرة الأولى التي سمعوا فيها عن موت الوحوش، وعندما عرفوا ما فعله إنداراباترا من أجلهم، كانوا مليئين بالامتنان ولإظهار تقديرهم أعطى الزعيم ابنته كزوجة له حيث كانت الفتاة الجميلة التي رآها إنداراباترا عند مدخل الكهف. ثمّ خرج الناس جميعًا من مخابئهم وعادوا إلى ديارهم حيث عاشوا في سلام وسعادة، وغادر البحر من الأرض وعادت السهول للشعب.


شارك المقالة: