قصة أسد بن جاني للجاحظ

اقرأ في هذا المقال


هناك العديد من القصص الأدبية التي رواها لنا الجاحظ في كتاب البخلاء، فكان يتحدث بها عن طبائع أفراد قومه، ومن تلك القصص قصة أسد بن جاني، فما هي قصته؟ وما العبرة المستفادة من تلك القصة والتي أراد الجاحظ أن يوصلها لنا؟

قصة أسد بن جاني

  • كان يا ما كان في قديم الزمان، يروي لنا الجاحظ بعض قصص ونوادر العرب، ومن هذه القصص قصة أسد بن جاني، فأسد بن جاني كان طبيباً عاماً وكانت له بعض المبادئ والتصرفات في حياته، فيقول لنا الجاحظ عن أسد بن جاني: كان في أيام الشتاء يصنع سريره من قصب مقشر؛ لتنزلق البراغيث عنه من شدة نعومته وملمسه الناعم، وكان في أيام الصيف، لا يوجد عنده ما يبرّد به بيته من حر الصيف، فيفكر في أساليب مختلفة.
  • فكان يقوم بعمل أرضية بيته بالمسحاة، ثم يأتي بماء النبع البارد ويروي أرضية منزله بعد ذلك يقوم بتوطئة الأرض؛ ليجعلها مستوية الشكل، ففي تلك الطريقة يبقى منزله رطباً وبارداً ليقيه من ذلك الحر الشديد، وكلما اشتد عليه الحر قام بريّ الأرض مجدداً وتستمر حاله إلى أن ينتهي فصل الصيف، ولكن بصفته طبيباً كان يتعرض لبعض الانتقادات، فقال له أحدهم: أنت طبيب وبتلك الأساليب التي تتبعها وتدّعي أنها تصرفات في بالغ الحكمة والفطنة، فالوباء منتشر في أنحاء القرية وبأفعالك هذه سوف تزيد الأمور سوءاً.
  • قال له أسد بن جاني: تقول لي ذلك لسببين، أول سبب لأني مسلم، وقد اعتاد الناس قبل أن أصبح طبيباً بل قبل أن أخلق أن المسلمين ليسوا أهلاً للطب والعلاج، والسبب الثاني، أن اسمي أسد، فلو أن اسمي الحارث أو أبا عيسى أو أبا إسحاق، أو كنت أتحدث معكم بفلسفة ولغة عربية فصحى لسميت طبيباً ولكان لي الوزن والهيبة بين أفراد قومي.

شارك المقالة: