قصة أسطورة شمس البوشمان

اقرأ في هذا المقال


قصة أسطورة الشمس بوشمان أو (The Sun A Bushman Legend) هي قصة من الحكايات الشعبية الأفريقية حيث رويت هذه القصص بعد يوم طويل من العمل ليلاً على النار، وهي وسيلة للتواصل ونقل مختلف العادات والتقاليد والحقائق الأفريقية شفهيًا، لذلك كان على هذه القصص أن تعيش عبر الأجيال دون أن يتم تدوينها.

الشخصيات:

  • الخادم العجوز.
  • الأطفال.

قصة أسطورة شمس البوشمان :

كان الأطفال جالسين بانتظار الخادم العجوز أوتا ليخبرهم بقصصه الرائعة فكانوا ينتظرون المساء بفارغ الصبر حول النار ليأتي ويسردها لهم وعندما جاء أخبرهم قصته قائلاً: منذ زمن بعيد لم يكن البوشمان يعرفون شيئًا عن النار، ولم يعرفوا عن تلك النار الكبيرة التي تجعل العالم دافئًا ومشرقًا عبر السماء، كانوا سعداء في حياتهم وكانوا يصطادون الحيوانات بسهامهم الصغيرة المسمومة.

وكانوا يمزقوها قطعًا ويأكلون اللحم مع الدم الأحمر الذي يقطر منه ولم يكن لديهم نار لطهو هذا اللحم وكانت النباتات مثل البطاطا والجزر والذرة والتي حفروها بأحجارهم الحادة تلك أيضًا أكلوها كما هي، وفي أيام البرد القرص كانت قبائل البوشمان يتسللون إلى الكهوف ويغطون أنفسهم بالجلود، لأنّه لم يكن لديهم نار ليجلسوا بجانبها.

وكانوا يعتقدون أنّ الشمس هي الرجل العجوز في السماء وقد ذراعيه واستلقى للنوم في الشتاء وتركهم يعانون البرد مما جعلهم يشعرون بالأسف، وكانوا يعتقدون أنّ الشمس كانت رجلاً في يوم من الأيام حيث كانوا يخبرون أطفالهم في تلك الأيام أنّه في في مكان معين كان يعيش رجل حيث يتدفق من إبطه بريق ساطع، وعندما رفع ذراعيه أشرق الضوء حوله في كل مكان وكانوا يقصدون الشمس.

لكنّها أضاءت فقط حول المكان الذي تعيش فيه، ولم تصل إلى أماكن أخرى، وكان الناس أحيانًا يطلبون منها أن تقف على حجر ليذهب نورها إلى أبعد من ذلك، وأحيانًا كانوا يعتقدون أنّها تتسلق وترفع ذراعيها، ثمّ ينطلق الضوء بعيدًا ويضيء الحقل لأميال وأميال فكلما ذهبت إلى أعلى كلما سطع الضوء أكثر، ثمّ قال الناس: نحن نرى الآن كلما ارتفع إلى الأعلى كلما زاد نوره.

وإذا تمكنا فقط من وضعه في مكان مرتفع للغاية، فإنّ ضوئه سينتشر على العالم بأسره، لذا حاولوا وضع خطة وأخيراً قامت امرأة عجوز حكيمة بجمع الشباب معًا وقالت: يجب أن تذهبوا إلى هذا الرجل الذي يتدفق الضوء من إبطه، وعندما يكون نائماً يجب أن تقوموا وتأخذوه من تحت الإبطين وترفعوه وتأرجحوه جيئةً وذهاباً وتطرحوه على أعلى مستوى ممكن في السماء حتّى يكون فوق كل شيء.

ويرفع ذراعيه بحيث يسمح للضوء بالتدفق لتدفئة الأرض وجعل الأشياء الخضراء تنمو في الصيف، فذهب الشباب إلى المكان الذي كان ينام فيه الرجل وتسللوا بهدوء وكانوا يزحفون على طول الرمال الحمراء حتّى لا يوقظوه، وكان في نوم عميق وقبل أن يستيقظ أخذه الشبان الأقوياء من تحت إبطه وأرجحوه ذهاباً كما قالت لهم العجوز الحكيمة، ثمّ عندما قاموا بأرجحته ألقوا به في الهواء عالياً.

وهناك أصبح عالقاً وفي صباح اليوم التالي عندما استيقظ وبسط نفسه ورفع ذراعيه انبعث الضوء من تحته وأضاء العالم كله ودفئ الأرض وجعل الأشياء الخضراء تنمو وهكذا استمرت الأمور يومًا بعد يوم، وعندما يرفع ذراعيه كان الجو مشرقًا وكان النهار، وعندما أنزل إحدى ذراعيه كان الجو غائماً ولم يكن صافياً، وعندما كان يضع ذراعيه ويقرر النوم، لم يكن هناك ضوء على الإطلاق وكان يحل الظلام.

وكان الليل ولكن عندما كان يستيقظ ويرفع ذراعيه جاء اليوم مرة أخرى وكان العالم دافئًا ومشرقًا وأحيانًا يكون بعيدًا عن الأرض، ثمّ يكون الجو بارداً ويكون الشتاء، ولكن عندما يقترب تدفأ الأرض مرة أخرى وتنمو الثمار وتنضج في الصيف، وهكذا يستمر الأمر حتى يومنا هذا ليلاً ونهاراً، والصيف والشتاء وكلّ ذلك لأنّ الرجل العجوز ذو الإبطين اللامعين ألقي في السماء، ولم يعد رجلاً عجوزاً لكن طوال المدة التي قضاها في السماء كان ويمتد ويمتد لسنوات.

ويتدحرج دائمًا من الوقت الذي يستيقظ فيه في الصباح حتى ينام على الجانب الآخر من العالم، ومع التدحرج أصبح مستديرًا والضوء الذي جاء في البداية فقط من تحت ذراعيه وقد تمّ لفه حوله حتّى الآن هو كرة كبيرة من الضوء تتدحرج من جانب واحد من السماء للآخر، في تلك الأثناء بدأت الأم التي كانت تستمع بطريقة متقطعة إلى الثرثرة بجانب المدفأة، كما كانت تكتب على الطاولة الجانبية واتجهت نحو المجموعة الصغيرة.

لكن نظرة واحدة كانت كافية لإظهار أنّ الأطفال مهتمون جدًا بالجانب الشخصي من الحكاية بحيث لم يكن هناك خوف من الارتباك الذي قد ينشأ في أذهانهم من قصة أوتا لفهم وقبول حقيقة مثل هذه حول الشمس، وسأل أحد الصغار وسأل بطريقته الجادة: ألا يخرج العجوز يديه وأصابعه الآن أبدًا؟ ابتسم أوتا بفخر وقال: هذا هو سيدي الصغير دائماً تسأل شيئا كبيراً.

نعم يخرج أحيانًا عندما يكون اليوم مظلمًا فقد يرفع ذراعيه، إنّه يمسك بهم ويفرد يديه أمام الضوء حتّى لا يسطع على العالم وأحيانًا قبل أن يستيقظ في الصباح وقبل أن ينام ليلًا، ألم ترى خطوطًا ساطعة طويلة قادمة من كرة الضوء المستديرة؟ قال الأطفال بشغف: نعم، نعم تلك هي أصابع الشمس الطويلة حيث تمّ لف ذراعيه داخل الكرة النارية، لكنّه أخرج أصابعه الطويلة وشقوا طرقًا مشرقة في السماء.

وهي منتشرة حوله حيث يختلس الرجل العجوز النظر إلى الأرض من خلال أصابعه، يجب عليكم عدهم في المرة القادمة التي يخرجهم بها ومعرفة ما إذا كانوا جميعًا هناك، إنّهم ثمانية أصابع طويلة هذه هي الأصابع واثنان قصيران وهما الإبهام، اقتصرت معرفة أوتا في الحساب على عدد أصابعه الملتوية، وكانت ابتسامته شيئاً مثيرًا للسخرية بين انتصاره بفخر لشد انتباه الأطفال وإقناعهم بقصته.

ثمّ قال: وعندما يستلقي يسحبهم، ثمّ يظلم العالم كله وينام الناس، فقال الطفل الأكبر بذكاء: لكن أوتا، لا يكون الظلام دائمًا في الليل حيث هناك النجوم والقمر كما تعلم، فقال الخادم العجوز: نعم! النجوم الصغيرة والسيدة القمر، سيخبركم أوتا عنهم في ليلة أخرى، لكن الآن يجب أن يسارع الجميع للنوم، لأنّ أوتا الصديق العجوز يشعر بالتعب وظهره ينحني وتتصلب عظامه الآن.

والروماتيزم العدو الأكبر بدأ يقرصني! لذلك يجب أن أذهب للنوم والراحة أنا أيضاً لأكون قادراً على سرد قصصي وحكاياتي لكم مرة أخرى، وكان ينظر بشوق إلى الخزانة التي كان يضع بها كتبه القديمة لكي يقرأ إحدى القصص منها ويحفظها ليكون جاهزاً في الغد لروايتها للأطفال وإقناعهم بها، وتجهيز نفسه للإجابة حول أسألتهم المتكررة والذكية حول قصصه الغريبة دون أن يسبب لنفسه الإحراج بعدم معرفة الإجابات.


شارك المقالة: