قصة أغنية العصفور والمياه الشافية

اقرأ في هذا المقال


قصة أغنية العصفور والمياه الشافية أو ( The Song-Bird and the Healing Waters) هي حكاية فولكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف، سايروس ماكميلان، نشرها (S. B. Gundy، Toronto) جون لين ذا بودلي هيد.

الشخصيات:

  • الرجل الشجاع.
  • الثعلب.

قصة أغنية العصفور والمياه الشافية:

ذات مرة عندما كان الثلج يتساقط عميقاً على الأرض وكانت الأيام رمادية مع الصقيع، كان هناك حزن كبير في قرية هندية، ضرب وباء مخيف المكان وأدى إلى إبعاد الكثير من الناس، ولم يبقي منهم لا الكبار ولا الشباب، وسقط الضعيف والقوي عاجزين أمام قوته، حاول الناس بكل الوسائل التخلص من الطاعون، لكنّهم لم ينجحوا.

وقد وصلوا لكل أرواحهم الطيبة لمساعدتهم، لكن لم تأت أي مساعدة، وفي القبيلة كان محاربًا شابًا فقد والديه وجميع إخوته وأخواته بسبب المرض المخيف، ثمّ مرضت زوجته الشابة، وكان في حزن شديد، لأنّه اعتقد أنّها ستتبع والديه قريبًا في أرض الظلال، وهكذا أمضى الوقت في خوف شديد، ولم يعرف متى ستأتي النهاية.

ذات يوم قابل امرأة عجوز في الغابة، وسألته: لماذا تبدو حزينًا جدًا؟ فأجاب: أنا حزين لأنّ زوجتي الشابة ستموت، الطاعون سيحملها مثل الآخرين، لكنّ المرأة العجوز قالت: هناك شيء ينقذ زوجتك من الموت، بعيدًا في الشرق يوجد طائر ذو أغنية حلوة يسكن بالقرب من مياه الشفاء، اذهب حتى تجده.

سيوجهك إلى الربيع، المياه وحدها يمكن أن تشفى، فقال الشاب: يجب أن أجد المياه الشافية، أينما وجدت على الأرض، يجب أن أجدها، فذهب إلى المنزل وقال وداعًا لأصدقائه، وانطلق شرقاً في سعيه، وفي اليوم التالي، بحث بشغف عن المياه، واستمع دائمًا إلى طائر الأغنية الحلوة.

لكنّه لم يجد شيئًا، كان الثلج يكمن في عمق الغابة وكان يتحرك بصعوبة، ثمّ قابل أرنبًا في طريقه وقال: أخبرني أين سأجد نبع الشفاء؟ لكنّ الأرنب انطلق بعيدًا فوق الثلج ولم يقدم أي إجابة، ثمّ سأل دبًا، لكنّه قابل نفس الرفض، وهكذا تجول لعدة أيام وليالٍ، عابراً الأنهار متسلقًا التلال شديدة الانحدار، ولكن دون جدوى دائمًا.

ثم في أحد الأيام خرج من بلد الثلج ووصل إلى أرض حيث كان الجو أكثر دفئًا وحيث تتدفق القليل من الجداول، وفجأة وجد جثة رجل ميت ملقاة في طريقه، فتوقف ودفن الجثة، لأنّه كان يعتقد أنّه لا يجوز تركها عارية على الأرض لتنقر عليها الطيور، في تلك الليلة، بينما كان يسير في ضوء القمر، التقى بثعلب في طريقه.

قال الثعلب: مرحبا، ما الذي تبحث عنه في وقت متأخر من الليل في الغابة؟ فأجاب: أنا أبحث عن طائر الأغنية الحلوة الذي سيريني الطريق إلى مياه الشفاء، وقال الثعلب: أنا روح الرجل الذي دفنته بالأمس على طريق الغابة، ومقابل لطفك معي سأقوم بلطف معك.

لقد كنت دائمًا جيدًا مع الحيوانات والطيور، و لم تقتلهم أبدًا بلا داع، ولا عندما تحتاجهم لتصنع منهم الملابس أو الطعام، وكنت دائمًا حريصًا على الزهور والأشجار، وغالبًا ما تحميهم من الأذى، لذا فهم الآن يريدون أن يكونوا جيدين معك، وسأرشدك، لكن عليك أولاً أن تستريح، لأنّك تعبت من رحلتك الطويلة.

ثمّ استلقى الشاب للنوم ووقف الثعلب بجانبه، وبينما كان نائما كان يحلم. وفي حلمه رأى زوجته شاحبة ونحيفة ومتهالكة، وبينما كان ينظر سمعها تغني أغنية رائعة اللحن، ثمّ سمع صوت شلال بالقرب منه فقال: ابحث عني أيّها المحارب، وعندما تجدني ستعيش زوجتك، لأنّي أنا المياه الشافية.

وفي الصباح، قاده الثعلب ولكن على مسافة قصيرة عبر الغابة وعلى غصن شجرة سمع طائرًا يغني أغنية رائعة اللحن، تمامًا كما سمع في حلمه في الليلة السابقة، لقد عرف الآن أنّ هذا كان طائر الأغنية الحلوة التي تحدثت عنها العجوز في الغابة، ثمّ وبينما كان يستمع، سمع صوت شلال على مسافة قريبة.

بحث عنها، لكنّه لم يستطع العثور عليها، فقال الثعلب: عليك أن تبحث عنه ، لا تيأس، لن يأتيك إلا إذا بحثت عنه، لذا قام بالبحث مرة أخرى، وسرعان ما اعتقد أنه سمع صوتًا يتكلم تحت قدميه، ويقول: أطلقنا سراحنا، حررنا وستخلص زوجتك وشعبك، أمسك بعصا حادة وحفر بسرعة في الأرض حيث سمع الصوت.

لقد عمل بشغف وبسرعة، ولم يكن قد حفر بعيدًا عندما تدفق الربيع وصعد إلى أعلى حاملاً إلى العالم قوته العلاجية، وعلم الشاب أنّه قد وجد علاجًا لأمراضه، ثمّ انغمس في النبع واستحم في الماء، وتركه كل التعب وعاد قويًا، ثمّ أخذ الشاب وعاءً كبيرًا من الأرض اللينة.

لقد طهاه في النار حتى صار صلبًا جدًا، وقالت روح الثعلب: الآن، سأتركك، لقد تمّت مكافأة لطفك، ولن تحتاجني بعد الآن، لأنّك وجدت المياه الشافية، واختفى في ظروف غامضة كما جاء، ملأ الشاب إناءه الفخاري بالمياه الفوارة وعاد مسرعاً إلى منزله راكضاً عبر الغابة بسرعة الريح، بسبب قوته المتجددة.

عندما وصل إلى قريته، والتقى به الناس بوجوه حزينة، لأنّ الطاعون كان لا يزال مستعراً وأخبره أن زوجته الشابة على وشك المرور إلى أرض الظلال. لكنه سارع إلى منزله، وأجبر  زوجته على شرب بعض المياه الشافية ووضعها بين شفتي زوجته، وغسل بها يديها وجبينها حتى سقطت في سبات عميق.

كان يراقبها وبقي بجانبها حتى استيقظت، وعندما تركها النوم واستيقظت كانت بخير، ثمّ بمياهه الشافية شفى كل الناس في القرية، وتركهم الوباء القاسي ولم يعد هناك مرض في الأرض، ومنذ ذلك الوقت لم ينتشر طاعون بين قبيلته. وبهذه الطريقة، جاءت الينابيع المعدنية أماكن المياه الشافية، على الأرض وهي تحمل الصحة والسعادة أينما ارتفعت، مصحوبة دائمًا بأغاني الطيور.


شارك المقالة: