قصة أمير السمكة

اقرأ في هذا المقال


قصة أمير السمكة أو (The Fish Prince) هي قصة خيالية من كتاب حكايات شرق الهند، للمؤلف هارتويل جيمس ،نُشرت عام 1910، للناشر أبناء جي بي بوتنام، نيويورك.

الشخصيات:

  • الأميران.
  • زوجة الأمير الشرير.
  • الملكة.
  • الفتاة.

  قصة أمير السمكة:

ذات مرة كان هناك ملك وملكة لهما ولدان، كان الأكبر بينهما قصيرًا جدًا وقبيحًا وله عين واحدة فقط، وكانت عينه في منتصف جبهته، وكان أخوه طويل القامة ووسيمًا ويبدو كأمير حقيقي، وبطبيعة الحال فضل الملك ابنه الوسيم وتمنى أن يجعله وريثًا له، وكان يقول في نفسه: شعبي لن يطيع قزمًا بعين واحدة وقد أثار هذا غضب ديسا الابن الأكبر.

قال: يجب أن تكون المملكة ملكي، أو إذا لم أستطع الحصول عليها بالكامل فيجب تقسيمها وقد أخبر هذا لزوجته والتي كان اسمها متني، ولأنّها كانت ساحرة فقد عقدت العزم على الحصول على المملكة بأكملها لزوجها إن أمكن، وفي يوم من الأيام دعت الأخ الأصغر إلى مأدبة في ذلك الجزء من القصر الذي تعيش فيه، ثمّ قالت لزوجها: بعد العشاء يجب أن تجلس مع أخيك في الشرفة المطلة على النهر.

وسوف أقوم بتحويله إلى سمكة وبعدها يمكنك أن ترميه في الماء، وبهذه الطريقة لن نسمع عنه شيئاً بعد اليوم، وافق ديسا على ذلك وبعد العشاء دعا شقيقه للجلوس معه في الشرفة، ثمّ صعدت متني إلى سطح القصر وألقى بعض المسحوق على رأس الأمير الأصغر، وبمجرد أن فعلت هذا، تمّ تغيير الأمير إلى سمكة صغيرة وأخذه شقيقه وألقاه في النهر.

تمّ كل هذا فجأة لدرجة أنّ الأمير بالكاد يعرف ما حدث له، وكان يستدير مرارًا وتكرارًا قبل أن يضرب الماء، ولكن عندما أغلق النهر فوقه وجد أنّه تحول إلى سمكة ويمكنه السباحة بشكل جيد تحت الماء، وبدا وكأنّه يعرف أيضًا أن زوجة أبيه الساحرة متني قد سحرته وأرادت إبعاده عن طريقها فاستمر في السباحة حتى نهاية اليومين كان خارج مملكة أبيه.

ثمّ في أحد الأيام قبض عليه بعض الصيادين في شبكة وأخذوه إلى قصر ملك ذلك البلد ليقدموه له على العشاء، لم يكن كبيرًا جدًا واعتقدت أحد الخادمات أنّه سيكون من الأفضل وضعه في وعاء للزينة بدلاً من طهيه، فتوسلت الخادمة لأجل أن يعطوها تلك السمكة الصغيرة، وقالت: سآخذها إلى غرفة الملكة ليس لديها أطفال وأحيانًا تشعر بالملل كثيراً، وقد تروقها هذه السمكة الصغيرة.

كانت الملكة مسرورة جدًا بالسمكة الصغيرة الجميلة وأصبحت مغرمة جدًا بها، وعندما كبر حجم الوعاء بسبب كبر حجم السمكة، أحضرت لها وعاءً آخر وأطعمتها أرزًا مسلوقًا ويوماً ما قالت: إنّها سمكة عزيزة للغاية حتى أنني سأسميها أمير السمك، وبعد فترة، نما أمير السمك بسرعة إلى درجة أنّ الملكة أحضرت له خزانًا مصنوعًا ويتدفق من خلاله مياه النهر الصافية إلى الداخل والخارج.

ثمّ في أحد الأيام خشيت الملكة أن يكون الأمير السمكي غير مرتاح في خزانه ويفضل أن يكون في النهر الجميل اللامع الذي يتدفق عبر نوافذها، فقالت له ذات يوم: هل أنت سعيد هنا يا أمير السمك؟ وبعد لحظة من التفكير، أجاب أمير السمك: أنا سعيد جدًا هنا عزيزتي الملكة الأم، ولكن إذا تمكنت من الحصول على زوجة صغيرة لطيفة لي، فسوف أكون أكثر سعادة، أنا حقًا وحيد هنا وحدي.

نظرت الملكة الآن إلى أمير السمك على أنّه ابنها، ولم تتخيل أبدًا أن أي فتاة سيكون لديها أقل اعتراض على الزواج منه، فقالت: إذا كنت تريد زوجة يمكنني أن أجد واحدة لك بسهولة، ولكن ألا تحب أن تذهب وتسبح في النهر؟ أجاب أمير السمكة: بالتأكيد لا، كل ما أريده هو أن يكون لدي زوجة صغيرة لطيفة وأعيش هنا، أذهل الجواب الملكة لكنها لم تكن تعرف بعد أنّه مجرد سمكة فقط في المظهر.

قالت: حسنًا، سأجد لك زوجة في الحال ولدي غرفة مبنية لها في الخزان، وقامت على الفور ببناء الغرفة مرة واحدة، لكن لم يكن من السهل العثور على زوجة للأمير السمكة، وكان الجميع يعلم أنّ أمير السمك كان حيوانًا أليفًا للملكة، لكن على الرغم من كل ذلك قالوا إنه وحش سمكة، وأن كلّ ما يريده من إحضار زوجة له هو أن يلتهمها.

لكن الملكة أرسلت رسلًا من كل مكان بين الأغنياء والفقراء على حد سواء، لكنّها لم تجد أي شخص يرغب في إعطاء ابنته زوجة لأمير السمك وكانوا يرفضون للغاية ذلك وكانوا يقولون: لا يمكننا إعطاء أحد أطفالنا لأمير السمك الخاص بك، ثمّ قدمت الملكة كيسًا ذهبيًا كبيرًا لأي أب يرسل ابنته لتكون زوجة أمير السمكة، لكن لم يأتِ أحد لفترة طويلة.

أخيرًا سمع رجل فقير ومتسول عن كيس الذهب فقال للرسول: ربما سأعطيك ابنتي الكبرى، لا يمكن أن تكون أسوأ مما هي عليه الآن، والذهب سيجعلني غنيًا، ثمّ قال رسول الملكة: قل لي أين هي؟ قال الرجل: إنّها تغسل عند النهر، وهي ابنتي من زوجتي الأولى التي ماتت، وزوجتي الثانية تجعلها تقوم بكل العمل الشاق ولا تعطيها ما يكفي من الطعام.

صرخت زوجة الأب بغضب: إنّها تحصل على أكثر مما تستحق، ويمكنك أن تأخذها وتخلصنا منها، وإذا أراد أمير السمكة أن يأكلها فيمكنه فعل ذلك، فأعطى الرسول كيس الذهب للفقير، ونزل إلى النهر حيث وجد فتاة جميلة تغسل الثياب على حافة الماء، وبكت كثيرًا عندما سمعت ما قاله لها، وتوسلت إليه أن يتركها تقول وداعًا لصديق قديم قبل أن يأخذها بعيدًا.

قال الرسول: قل لي من هو هذا الصديق، فأجابت الفتاة: إنّها كوبرا بسبعة رؤوس أعرفها منذ أن كنت طفلة صغيرة، وعندما وصلت للأفعى حيث أخرجت الكوبرا رؤوسها السبعة من الحفرة التي كانت تعيش فيها، وقالت: أعرف لماذا جئت، لا تبكي وخذي تلك الحصى الثلاث وضعيها في ثوبك، وعندما ترين أمير السمك قادم، ارمي الأول نحوه، إذا أصابه سيغرق في قاع الخزان.

وعندما يصعد إلى السطح، اضربيه بالثانية، وسيحدث نفس الشيء، ثمّ ألقِ الحصاة الثالثة عليه، وسيتحول من سمكة إلى أمير شاب وسيم، فسألت الفتاة: إذاً هو ليس حقاً سمكة؟ أجابت الكوبرا: هو ابن راجا وهو  مسحور، ولكن يمكنك كسر السحر بالطريقة التي أخبرتك بها، لذلك جففت مايا دموعها وذهبت مع الرسول إلى القصر حيث أروها غرفة صغيرة جميلة تمّ تجهيزها لها داخل الخزان حيث يعيش أمير السمكة.

ثمّ قبّلتها الملكة وقالت: أنت الزوجة الصغيرة التي أريدها لأميري، وطلبت منهم وضعها في الحجرة الصغيرة حيث جلست وانتظرت طويلًا والحصى في يدها، ثمّ سمعت صوت اندفاع ماء وامواج تتصاعد نحو الباب، ونظرت إلى الخارج وكانت هناك سمكة ضخمة تسبح نحوها وفمها مفتوح على مصراعيه! وقال أمير السمكة: أريد أن أرى زوجتي! وفتحت الفتاة الباب وهي ترتجف من الخوف وألقت الحصاة الأولى التي سقطت أسفل حلقه.

لقد غرق كالحجر، لكن في دقيقة صعد إلى السطح مرة أخرى، ثمّ ألقت الحصاة الثانية التي أصابت أمير السمكة على رأسه، وغرق في المرة الثانية، وعندما ضربته بالحصاة الثالثة تحوّل إلى أمير وسيم، وأخذها بين ذراعيه، وقال: لقد كسرت سحري والآن يمكننا الاستمتاع بأشعة الشمس والسعادة في العالم أعلاه، ولا داعي للعيش في خزان بعد الآن. لذلك تمّ سحبهم من الماء ونقلهم إلى القصر وعاشوا بسعادة بالغة.


شارك المقالة: