قصة أمين والغول أو (Ameen and the Ghool) هي حكاية من الحكايات الشعبية الشرقية للمؤلف تشارلز جون تيبيتس، تم نشرها عام 1889.
الشخصيات:
- أمين.
- الغول.
قصة أمين والغول:
هناك مكان مروع في بلاد فارس يسمى وادي ملاك الموت، وفقًا للتقاليد، فإنّ هذا المكان محاطاً بالأشباح والكائنات المروعة، عندما يفقد الإنسان الحياة تتغذى على الجثث، كان الحديث عن الشكل الطبيعي لهذه الوحوش فظيع لكن يمكنهم أن يفترضوا أن هذه الوحوش تتخفى بأشكال الحيوانات، مثل الأبقار أو الجمال ويظهرون بأي شكل يختارونه.
غالبًا ما يظهرون للرجال على أنهم أقاربهم أو أصدقائهم، وبعد ذلك لا يغيرون أشكالهم فحسب، بل تتغير أصواتهم أيضًا حيث يتم تغيير الصرخات المخيفة التي غالبًا ما تُسمع وسط هذه الوديان الرهيبة كأجمل وأنعم الأصوات وأكثرها إيقاعًا، وكان المسافرون غير الحذرين الذين ينخدعون بظهور الأصدقاء ولا يعرفون أنهم الشياطين التي تسكن الوادي، أو يكونوا مأسورين بأشكال هؤلاء الشياطين وموسيقاهم، يتم إغرائهم وبعد تناول الطعام معهم لبضع ساعات بكل رفاهية يتعرضون بعدها للقتل.
لقد انخفض عدد هؤلاء الغيلان بشكل كبير بعد فترة، ولم تهد لديهم القدرة على إيذاء أولئك الذين ينطقون باسم الله بصدق، وأصبحت المعتقدات أن هذه المخلوقات هي الأدنى من العالم الخارق للطبيعة، بالإضافة إلى كونها غبية للغاية ، وبالتالي غالبًا ما يقهرها ويبعدها الرجال البارعون والأقوياء.
إن سكان منطقة أصفهان رغم أنهم ليسوا شجعانًا، هم أكثر الناس مكراً وحدة على وجه الأرض، وفي أحد الأيام اضطر أحد سكان تلك المدينة ذات مرة للسفر بمفرده ليلا عبر هذا الوادي الرهيب، لقد كان رجلاً يتمتع بالذكاء الكبير والقوة، ومولعًا بالمغامرات.
سمع هذا الرجل الذي كان اسمه أمين بالعديد من القصص عن غول وادي ملاك الموت، واعتقد أنه من المحتمل أن يقابل أحدهم، ثمّ استعد لذلك بوضع بيضة وكتلة ملح في جيبه، ولم يكن قد قطع شوطًا بعيدًا وسط الصخور، عندما سمع صوتًا يصرخ ويقول: أمين بيك الصفهاني! أنت تسير في الطريق الخطأ، ستفقد نفسك، تعال من هذا الطريق، أنا صديقك كريم بيك.
ثمّ أكمل الصوت: أعرف والدك، السيد كربلاء بيك العجوز، والشارع الذي ولدت فيه، كان أمين يعرف جيدًا القوة التي يمتلكها الغول في اتخاذ شكل أي شخص يختاره، وكان يعرف أيضًا مهارتهم كعلماء أنساب ومعرفتهم بالبلدات والعائلات، لذلك كان لديه القليل من الشك في أن هذا كان أحد تلك المخلوقات التي أغرته إلى الهلاك، ومع ذلك فقد صمم على مقابلته، وكان لديه الثقة في قوته وقدرته على الهروب.
كان رده، توقف يا صديقي حتى اقترب منك، وعندما اقترب أمين من الغول، قال: أنت لست صديقي كريم، أنت شيطان كاذب، لكنك فقط الكائن الذي أرغب في مقابلته، لقد جربت قوتي ضد كل الرجال وكل الوحوش الموجودة في العالم الطبيعي ولم أجد شيئًا يناسبني، لذلك أتيت إلى هذا الوادي على أمل مواجهة الغول، لأثبت مهارتي وتفوقي عليه.
فاندهش الغول من مخاطبته بهذه الطريقة، ثمّ نظر إليه باهتمام، وقال: يا ابن آدم، أنت لا تظهر بهذه القوة، أجاب أمين: المظاهر خادعة، لكني سأعطيك دليلاً على قوتي، قال هذا وهو يلتقط حجرًا من جدول الماء هناك: هذا يحتوي على سائل، حاول إذا كان بإمكانك الضغط عليه حتى يتدفق، فأخذ الغول الحجر، ولكن بعد محاولة قصيرة أعادها قائلاً: هذا الشيء مستحيل.
قال الإصفهاني: هذا سهل للغاية، وأخذ الحجر ووضعه في اليد التي وضع بها البيضة من قبل، ثمّ قال: انظر هناك! والغول المذهول، بينما سمع صوت الكسر من الحجر رأى السائل يجري من بين أصابع أمين، وهذا على ما يبدو دون أي جهد حيث قام أمين بمساعدة الظلام، بوضع الحجر على الأرض بسرعة ورمى قشرة البيضة.
ثمّ قال وهو يحمل حجراً: أستطيع أن أرى أنه يحتوي على الملح، كما ستجده إذا كان بإمكانك أن تجعلها تنهار بين أصابعك، لكن الغول عندما نظر إليه، اعترف بأنه ليس لديه معرفة ليكتشف صفاته ولا القوة لكسرها، قال أمين بنفاد صبر: أعطني إياه، وبعد أن وضعه في نفس اليد مع قطعة الملح، سحق الحجر وهو ينثر معه الملح وكان الغول الذي رأى أنه يتحول إلى مسحوق تذوقه، وبقي في ذهول وغباوة من مهارة وقوة هذا الرجل الرائع.
رأى الوحش بعد قوة هذا الرجل أنه من المقلق أن يمارس قوته ضد هذا الرجل، ولم ير أمانًا في اللجوء إلى شكل الوحش، لأن أمين حذره من أنه إذا بدأ أي تعامل غير عادل معه، فسوف يقتله على الفور، لأن الغول على الرغم من أنه طويل العمر، فهو ليس خالد، في ظل هذه الظروف كان يعتقد الغول أن أفضل خطه كانت إظهار الصداقة لرفيقه الجديد حتى يجد فرصة لتدميره.
فقال: يا أروع رجل هل تكرم مسكني بحضورك؟ إنه في متناول اليد تماما هناك ستجد كل المرطبات، وبعد ليلة مريحة تقضيها معي، يمكنك استئناف رحلتك، فقال أمين: ليس لدي أي اعتراض، أيها الصديق الغول على قبول عرضك، لكن يجب ألا يتم استفزازي بأي تعبيرات أقل احترامًا، فأنا قادر على اختراق افكارك، ويمكنني أن أرى من خلال تصميمك بوضوح كل ما تفكر فيه كما رأيت في ذلك الحجر الصلب الذي اكتشفت فيه الملح، لذا احرص على عدم القيام بأي عمل شرير وإلا ستعاني.
أعلن الغول له أنّ ضيفه لا ينبغي أن يتألم من أي تعبير لا يليق بكرامته، وأقسم برئيسه وسيده ملك الغيلان، أنه سيحترم بإخلاص حقوق الضيافة والصداقة، وهكذا اقتنع أمين وتبع الغول من خلال عدد من الممرات الملتوية والجروف الوعرة والوديان العميقة، حتى وصلوا إلى كهف كبير كان مضاء بشكل خافت، قال الغول: هنا، أنا أسكن وهنا سيجد صديقي كل ما يريده من أجل الانتعاش والراحة.
ثمّ قاده إلى شقق مختلفة حيث تم تخزين كل أنواع الحبوب، وجميع أنواع البضائع ونهب من المسافرين الذين ضللوا إلى هذا العرين، وكان أمين على علم بمصيره بشكل جيد للغاية، لذلك كان يتعثر بين الحين والآخر بسبب الرائحة الكريهة التي تنتجها بعض الجثث المستهلكة، قال الغول وهو يأخذ كيس أرز كبير: سيكون هذا كافياً لعشائك، فرجل ببراعتك يجب أن يكون لديه شهية مقبولة.
قال أمين: هذا صحيح، لكني أكلت شاة وأكلت قدرًا من الأرز مثلك قبل أن أبدأ رحلتي، وبالتالي فأنا لست جائعًا لكنني سوف أتناول بعض الشيء لئلا أسيء إلى ضيافتك، قال الغول: يجب أن أغليها من أجلك، فأنت لا تأكل الحبوب واللحوم النيئة كما نفعل نحن، ثمّ قال وهو يأخذ واحدة من الملقاة بين الممتلكات المنهوبة: سأذهب وأحضر الحطب للنار، بيما تجلب الماء بذلك مشيرًا إلى كيس مصنوع من جلود ستة ثيران.
انتظر أمين حتى رأى مضيفه يغادر الكهف إلى الحطب، ثم بصعوبة بالغة جر الكيس الضخم إلى ضفة جدول مظلم، ينبعث من الصخور في الطرف الآخر من الكهف، ثمّ فكّر أمين: كيف لي أن أمنع اكتشاف ضعفي؟ هذه الحقيبة بالكاد أستطيع التعامل معها عندما تكون فارغة، وعندما تكون ممتلئة، سيتطلب حملها عشرين رجلاً قويًا، ماذا أفعل بالتأكيد سوف يأكلني هذا الغول من آكلي لحوم البشر والذي يحتفظ بي إلى الآن فقط من خلال انطباعه بأن قوتي عظيمة.
بعد بضع دقائق من التأمل، فكر الإصفهاني في مخطط، وبدأ في حفر قناة صغيرة من الجدول باتجاه المكان الذي كان يستعد فيه العشاء، صاح الغول وهو يتقدم نحوه: ماذا تفعل؟ لقد أرسلتك للحصول على الماء لغلي القليل من الأرز، وقد أمضيت ساعة في ذلك، ألا يمكنك ملء الحقيبة وإحضاره بعيدًا؟ قال أمين: بالتأكيد أستطيع، ثمّ قال مشيرًا إلى القناة التي حفرها: هنا بداية عمل يعمل فيه عقل الرجل لتقليل جهد جسده.
ثمّ قال: هذه القناة كما قد تبدو صغيرة، ستحمل مجرى مائي إلى الطرف الآخر من الكهف حيث سأبني سدًا يمكنك فتحه وإغلاقه عند اللزوم، وبالتالي توفر على نفسك مشكلة لا حصر لها في جلب المياه، لكن دعني وشأني حتى أنتهي ، وبدأ في الحفر، فقال الغول: كلام فارغ! ثمّ أمسك الكيس وملأه، وقال: سأحمل الماء بنفسي، وأنصحك أن تترك قناتك كما تسميها وتتبعني حتى تأكل عشائك وتخلد إلى النوم، يمكنك إنهاء هذا العمل الجيد إذا كنت ترغب في ذلك، صباح الغد.
وهنئ أمين نفسه على هذا الهروب من مأزق حمل الماء، وبعد أن أكل من العشاء الذي تم تحضيره، ذهب ليستريح على سرير مصنوع من أغنى الأغطية والوسائد والتي تم أخذها من إحدى غرف تخزين البضائع المنهوبة، أما الغول الذي كان سريره أيضًا في الكهف، لم يكد يضع نفسه حتى سقط في نوم عميق، ولكن قلق عقل أمين منعه من النوم.
قام بلطف وحشا وسادة طويلة في وسط سريره، ليجعلها تبدو كما لو كان لا يزال هناك، ثمّ اختبأ في مكان مخفي في الكهف لمشاهدة ماذا سيفعل الغول حيث استيقظ قبل وقت قصير من ضوء النهار، وذهب دون أن يصدر أي ضوضاء ، نحو سرير أمين حيث كان راضياً أن ضيفه كان في نوم عميق، لذلك أخذ أحد عصاه التي كانت في حجمها مثل جذع الشجرة، وضرب ضربة مروعة كانت ستطيح برأس أمين.
ثمّ ابتسم ظنًا أنّه حرمه من الحياة، ولكن للتأكد من عمله كرر الضربة سبع مرات، عاد بعد ذلك إلى الراحة لكنه لم يستطيع النوم، وعندما تسلل أمين إلى السرير مرة لأخرى ورفع رأسه فوق الفراش وصرخ: يا صديقي الغول، ما هي الحشرة التي أزعجتني بنقرها؟ عددت رفرف أجنحتها الصغيرة سبع مرات على الغطاء، هذه الحشرات المزعجة للغاية، على الرغم من أنها لا تستطيع إيذاء الرجل، فإنها تزعج راحته!
كان استياء الغول من سماع أمين يتكلم عظيماً على الإطلاق، ولكن زاد ذلك إلى حالة من الرعب التام عندما سمعه يصف سبع ضربات، أي واحدة منها كانت ستسقط فيلاً، مثل سبع لوحات بجناح حشرة، لم يكن هناك أمان، كما اعتقد الغول بالقرب من رجل قوي جدًا، وبعد فترة وجيزة قام وهرب من الكهف، تاركًا الإصفهاني وحيد، وعندما وجد أمين مضيفه ذهب، لم يكن في حيرة من أمره لتخمين السبب وبدأ على الفور بجمع الكنوز التي كان يحيط بها، واكتشاف وسائل نقلها إلى منزله.
بعد أن رسم أمين الطريق من الكهف إلى الطريق، ذهب إلى أقرب مدينة واستأجر الجمال والبغال لبيع الممتلكات التي حصل عليها، وأصبح رجل ثروة، وكل ذلك كان بسبب الذكاء الذي تغلب على القوة الغاشمة للغول.