قصة أوبرا زواج فيغارو The Marriage of Figaro Story

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر القصة من أعظم الأعمال الأدبية التي صدرت عن الكاتب والمؤلف فولفغانغ أماديوس موتسارت، وهو من مواليد دولة النمسا، وقد صدرت عنه العديد من الأعمال الأدبية البليغة، كما كان له تأثير كبير على تاريخ الموسيقى، إذ اعتبر من أشهر العباقرة المبدعين في تاريخ الموسيقى، حيث تمكن من قيادة الأوركسترا وهو بعمر السابعة عشر.

قصة أوبرا زواج فيغارو لموتسارت

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، وقد تم اعتماد المكان التي تبدأ به الأحداث وهو غرفة في إحدى القلاع التي تعرف باسم قلعة الكونت ألمافيفا، حيث أن تلك القلعة كانت تقع بالقرب من مدينة اشبيليه، وفي ذلك المكان كان قد حضر كل من شاب يدعى فيغاروا وفتاة تدعى سوزانا، وقد كان السبب خلف حضورهم إلى تلك القلعة هو رغبتهما في إقامة حفل زفافهم في تلك القلعة، وفي تلك الأثناء أخبرت سوزانا خطيبها أن الغرفة التي اتخذتها لتجهيز نفسها من أجل حفل الزفاف هي تشبه إلى حد كبير غرفة الكونت.

وبعد وقت قصير ظهر أحد الأشخاص من الرجال، وقد كان ذلك الرجل ما يعمل لدى الكونتيسة في السابق كحارس شخصي، وقد كان ذلك الحارس في الأصل يعمل كطبيب ويدعى الطبيب بارتولو، حيث أنه خلال فترة مرافقته للكونتيسة كان يعمل من أجل خدمة الكونت كذلك، وقد كان برفقة ذلك الطبيب فتاة تدعى مارسيليا، وفي تلك الأثناء كان السبب خلف ظهور الطبيب هو عمل كل ما بوسعه من أجل منع إتمام حفل الزفاف؛ وذلك لأنه رغب في أن يتزوج فيغاروا من الفتاة مارسيليا؛ وذلك لأن سوزانا كانت فتاة فقيرة وفي حال تزوج منها فيغاروا، فإنه لن يتمكن من سداد القرض الذي كان قد حصل عليه من أجل الزواج، بينما في حال تزوج من مارسيليا بما أنها فتاة غنية، فإن فيغاروا سوف يتمكن من سداد القرض الذي حصل عليه في السابق.

وأثناء تجهيز العريس والعروس من أجل حفل الزفاف ظهر شاب يدعى تشيروبينو، وقد كان ذلك الشاب يعمل كخادم في القلعة، وفي تلك الأثناء ذهب لرؤية سوزانا؛ وذلك من أجل أن يصرح لها عما يدور في جوفه، إذ أوضح أنه يعشق الكونتيسة وأنه كذلك يحاول أن يختفي عن أنظار الكونت، وبينما اختبأ تحت أحد الكراسي، حضر الكونت إلى غرفة سوزانا، وأول ما شاهدها انبهر بجمالها وبدأ بمغازلتها ببعض كلمات الحب والعشق، ولكنه سرعان ما اختبأ خلف أحد الكراسي؛ وذلك جراء سماعه إلى صوت الأستاذ الموسيقى الذي كان يتابع التجهيزات للحفل والذي يدعى دون باسيليو.

وحين وصل إلى غرفة سوزانا صرح لها أنه تراود على مسامعه العديد من الشائعات حول اهتمام الكونت بها، وقد حاول أن يكذب لها ذلك وقام هو بدوره بالكشف عن المشاعر والعواطف التي يشعر بها اتجاهها، وقد كان ذلك الأمر ما أثار غضب الكونت عند سماعه، وعلى أثر ذلك اضطر للخروج من مخبأه ويقوم بطرد الأستاذ الموسيقي ويعلن التحاقه بالجيش.

وفي ذلك الوقت بدأت الكونتيسة تتذمر وتشتكي من إهمال الكونت لها أمام كل من فيغاروا وسوزانا، وهنا اقترح فيغاروا على سوزانا أن يقوموا بوضع خطة معاً من أجل الإيقاع بالكونت وكشف أمره أمام الكونتيسة، وبالفعل وافقت سوزانا على الخطة، ومن هنا اتفقوا كل من الكونتيسة وسوزانا وفيغاروا مع الخادم الشاب والذي كان متنكر بزي ملابس نسائية، وقد اختبأوا جميعهم في جناح الكونتيسة، وحين قدم الكونت وقرع الباب سرعان ما اختبأت سوزانا واختبأ الخادم كذلك في إحدى الغرف الداخلية.

ومن قام بفتح الباب له هي الكونتيسة، وأول ما دخل الكونت الجناح شعر أن هناك أمر مريب وغريب يحدث في الداخل، فقامت الكونتيسة بإخباره أن سوزانا متواجدة في الداخل؛ وذلك من أجل إجراء تجربة على فستان زفافها، ولكنه لم يصدق حديث زوجته وأصر على أن يقوم بفتح الباب بكل القوة التي يمتلكها، وقد حاولت الكونتيسة منعه، إلا أنه اصر على ذلك وحين فتح الباب سرعان ما أبدلت سوزانا مكانها مع الخادم؛ وذلك من أجل أن تجعل الكونت يصدق كلام زوجته، وقد قام الخادم بالقفز من النافذة، وحين فتح الباب وجد سوزانا أمامه، وقد كان ذلك الأمر قد أدخله في حالة من الخجل الشديد، وخصوصاً أن ما حدث قد حدث أمام زوجته، وسرعان ما قدم اعتذاره الشديد لزوجته وغادر الجناح.

وفي تلك الأثناء كان البستاني قد شاهد الخادم وهو يقفز من نافذة جناح الكونت، وقد اعترته مشاعر الرعب والرهبة، وهنا سرعان ما تدخل فيغاروا وصرح أنه هو ذلك الشخص الذي قفز من نافذة جناح الكونت، ولكن ما حدث لم يكن في الحسبان إذ عثر البستاني على ورقة كانت قد وقعت من يد الشخص القافز، وحين واجه فيغاروا بالورقة والتي كانت عبارة عن ورقة اعتماد تشيربينو، رد عليه فيغاروا أنه أخذ تلك الروقة من أجل أن يقوم بختمها من الكونت، إلا أن الكونت لم يقتنع بأي كلمة من الكلام الذي صدر عن فيغاروا وشكك بأمره.

وفي ذلك الوقت دخلت الفتاة مارسيليا وقد كان برفقتها الطبيب والأستاذ الموسيقي، وهنا تدخلت في الموضوع وصرحت بأن فيغاروا في الحقيقة متزوج منها؛ وأن سبب زواجه منها هو أنه كان ينبغي عليه أن يقضي في سداد قرض كان قد حصل عليه في السابق من أحد الأشخاص، وأنها بدورها قامت بتسديد قيمة القرض عنه، وعند وصول الجميع إلى قاعة القصر من أجل حضور حفل الزفاف، قامت الكونتيسة بإملاء رسالة وترسل بها إلى سوزانا؛ وذلك من أجل أن تقوم سوزانا بتقديمها إلى الكونت، وقد كانت تتضمن تلك الرسالة تحديد موعد، وفي تلك الأثناء كان الكونت قد حدد موعد زفاف كل من مارسيليا وفيغاروا.

وحين تم تقديم الرسالة إلى الكونت تبين من خلالها أن فيغاروا هو في الحقيقة ابن مرسيليا والذي كان قد ولدته من الطبيب، وبناءً على ذلك فلا يجوز الزواج بينهم، وبعد كشف تلك الرسالة للحقيقة تم التوجه سريعاً لإقامة حفل زفاف كل من فيغاروا وسوزانا، كما تم في ذات الوقت الاحتفال بزواج كل من الطبيب ومارسيليا، وقد ظهر خلال حفل الزفاف مجموعة من الفتيات واللواتي كان من بينهن الأستاذ الموسيقي، والذي بدوره كان متنكر بزي فتاة، وقد قام بتقديم باقة من الزهور للكونتيسة، وحين اجتمع في الحفل الجميع جنباً إلى جنب خلال مراسم الزواج، وهنا تسلم سوزانا رسالة أخرى من الكونتيسة للكونت.

وفي تلك الرسالة لم يكن يعلم فيغاروا عن أي شيء عن الخطة التي قامت الكونتيسة بالحقيقة في وضعها، وأنها في الأصل قامت بالتنكر بزي سوزانا وذهبت للقاء الكونت بدلاً منها في أحد الأيام، وهنا ثار غضب الكونت وفيغاروا وأصبح كلاهما يشكك في خيانة زوجته له، وتنتهي القصة بطلب الكونت الغفران من الكونتيسة.


شارك المقالة: