قصة أورسون - المكافأة

اقرأ في هذا المقال


قصة أورسون – المكافأة أو (The Recompense ,Ourson) هي حكاية فرنسيه خيالية، من حكاية فرنسيه خيالية، يحتوي هذا الكتاب على ثلاثة عشر حكاية شعبية فرنسية طويلة، كل قصة لها عدة فصول، للمؤلف (Comtesse de Ségur) للناشر (Penn Publishing Company).

الشخصيّات:

  • أورسون.
  • فيوليت.
  • باسيروس.
  • أجنيلا.
  • الجنيّة الطيبة.
  • الجنيّة الشريرة.

قصة أورسون – المكافأة:

نظر الأمير مارفيلوس إلى فيوليت وتنهد بشدة، وحدّقت فيوليت في الأمير وابتسمت بلطف، وقالت: كم أنت وسيم، أيها الأمير العزيز! أنا سعيدة جدًا لتقديمي ما في وسعي لاستعادة جمالك، ثمّ قالت ضاحكة: والآن سأسكب بعضًا من هذا الزيت المعطر على يدي، بما أنني لا أستطيع إرضاء عينيك، فتحت القارورة، وطلبت من الأمير مارفيلوس رش بعض القطرات على جبهتها ووجنتيها.

كان قلب الأمير سعيدًا جدًا بالكلمات، أخذ القارورة وأطاع أمر فيوليت  ورش قليلاً من الزيت على جبين فيوليت، وكانت دهشتهم وفرحتهم لا توصف عندما رأوا أنّه بمجرد أن لامس الزيت جبين فيوليت، اختفى الشعر واستعادت بشرتها الأصلية وجمالها المبهر وتخلّصت من شكلها الموحش، وعندما رأى الأمير وفيوليت فاعلية هذا الزيت الرائع، أطلقوا صرخات عالية من الفرح وركضوا نحو الإسطبل حيث رأوا أجنيلا وباسيروس، وأخبروهن بالتأثير السعيد لهذا الزيت المعطر الذي قدمته لهما الجنيّة.

لم يستطع الأمير تصديق ما حدث، والآن لا شيء يمكن أن يمنع اتحاده مع فيوليت، فهي حنونة جدًا، وجميلة جدًا، ومُصممة جيدًا لجعله سعيدًا للغاية، عندها فكّرت الملكة في الغد بعودتها إلى مملكتها التي تخلت عنها قبل عشرين عامًا، وكانت تتمنى أن تحتفل بهذه المناسبة مع فيوليت، وأن يرتدي ابنها الأمير ملابس تستحق هذه المناسبة، ولكن لم يكن لديها الوقت ولا المال لشرائها.

لذلك سيضطرون إلى ارتداء ملابسهم القديمة، وبالتالي يظهرون أنفسهم لشعبهم بهذا الشكل غير اللائق، وعندما أدرك أرسون وفيوليت تفكير والدتهما ضحكوا على هذا فلم يعد بنظرهم شيئاً مهماً بعد استردادهما لسعادتهما التي كانت ستضيع إلى الأبد، قالت فيوليت: ألا تظنين يا أمي أنّ أميرنا العزيز وسيم بما فيه الكفاية بجماله النادر، وأنّ الثوب الملكي لن يجعله أجمل أو أكثر وسامة؟ قال الأمير مارفلوس: وأنت فيوليت جميلة بما يكفي في أبسط الملابس، ولمعان عينيك يفوق لمعان ألماسات.

أجابت أجنيلا: نعم أولادي، بلا شك، كلاكما وسيم وجذاب، ولكن ارتداء الفستان الثري لا يفسد شيئًا من الجمال، والمجوهرات لن تنقص شيئًا من سحرك، قاطعتها باسيروس على عجل: سيدتي الملكة يمكنك شراء كل شيء تحلمين به عند عودتك حيث ستعودين الملكة التي سيسعى الجميع لتلبية طلباتها وستستردين أملاكك الضائعة، ومضت الأمسية بشكل مرح ولم يكن هناك أي قلق بشأن المستقبل، ولأنّهم كانوا جميعًا مرهقون من أحداث اليوم، فقد ناموا بعمق.

وفي الصباح كانت الشمس مشرقة لفترة طويلة وكانت الجنية تقف فوق رؤوسهم قبل أن يستيقظوا، وبصوت المرح الذي أصدرته أثارتهم الجنيّة، وكان الأمير أول من فتح عينيه، وجلس  على ركبتيه أمام الجنيّة وشكرها بحرارة وامتنان لكل ما فعلته من أجلهم لدرجة أنّ قلبها تأثر، وكانت فيوليت إلى جانبه وبدأت بشكر الجنيّة أيضاً على تخلصها من المصيبة التي كانت ستلازمها طوال حياتها بارتدائها جلد الدب، قالت الجنيّة: لا أشك في امتنانكم أيها الأطفال الأعزاء، لكن لدي الكثير لأفعله، والآن يجب أن أوصلكم إلى مملكتكم.

وسأعود في الوقت المناسب لأكون حاضرة في حفل زفافك أيها الأمير، وأنت أيتها الملكة أجنيلا نحن على وشك الانطلاق على الفور لمملكة ابنك، هل أنت وباسيروس المخلصة مستعدتان للرحلة؟ ردّت الملكة بحرج: سيدتي، نحن مستعدون لمتابعتك، لكن ألن تمنحينا ملابس جديدة، لتستحق مكانتنا؟ هل سنسافر بمظهرنا هذا؟ قالت الجنيّة مبتسمة: سأعالج هذا أيضًا.

وبقولها هذا، وضعت دائرة بعصاها فوق رأس الملكة التي وجدت نفسها في نفس اللحظة مرتدية ثوباً رائعاً من الحرير، فنظرت أجنيلا إلى رداءها بنوع من الرضا، وقالت: وفيوليت وابني الأمير، ألن تمنحيهم الملابس أيضًا؟ قالت الجنيّة: فيوليت والأمير لم يطلبوا شيئًا، تحدثي فيوليت، هل ترغبين في تغيير زيك؟ ردّت فيوليت: سيدتي، لقد كنت سعيدة بما فيه الكفاية في هذا الرداء البسيط من القماش.

وفي هذا الزي عرفني أرسون وأحبني، اسمحي لي بالاستمرار في ارتدائه بقدر ما أستطيع، والحفاظ عليه دائمًا تخليداً لذكرى سنوات طفولتي السعيدة، هزّت الجنيّة رأسها كموافقة لها، وطلبت عربتها التي كانت تنتظرهم على بعد خطوات قليلة، ثمّ دخلت ووضعت الملكة بجانبها، ثم الأمير، وفيوليت وباسيروس، وفي أقل من ساعة، طارت القُبّرات إلى مملكة الأمير مارفلوس، وكان كل من في قصره وجميع رعاياه الذين أعلمتهم الجنيّة مسبقًا بوصوله في انتظاره.

وامتلأت الطرق والقصور بالحشد السعيد المتلهف لرؤيته، وعندما ظهرت العربة، أطلق الناس صرخات الفرح التي تضاعفت عندما رفعت أمام المدخل العظيم للقصر، عندما رأوا الملكة إجنيلا، وهي تبدو أكبر سنًا بقليل، ولكنّها ما زالت جميلة، وانطلقت الهتافات عندما أخذ الأمير فيوليت بيدها وقدمها للشعب، وبجمالها ربحت قلوب الجميع، وكان الضجيج شديد، وكان هناك حفل عظيم.

وخلال الحفل انطلقت الجنيّة إلى مملكة أخرى واعدة بالعودة في الوقت المناسب لحضور حفل زفاف مارفيلوس وفيوليت، وبعد أشهر قليلة تمّت دعوة الجنية دولريت والعديد من الجنيّات الأخرى من معارفها والعديد من الجينات إلى زواج فيوليت والأمير، لقد تلقت الجنيّات جميعًا أروع الهدايا، وكنّ راضيات جدًا عن الترحيب الذي قدموه لهن من قبل الملك مارفيلوس والملكة فيوليت لدرجة أنهن وعدن بلطف بالعودة كلما تمّت دعوتهن.

وبعد ذلك بعامين تلقين دعوة ليكنّ حاضرات عند ولادة الطفل الأول للملك مارفيلوس وفيوليت التي كانت فتاة، وكانت مثل والدتها مثال الخير والجمال، أمّا الملكة أجنيلا، فقد أحبها أحد ملوك الجن الذين تمت دعوتهم إلى حفل زفاف مارفلوس وفيوليت، ووجد في الملكة أجنيلا الكثير من الخير والجمال، وزارها عدة مرات في مملكتها الجديدة وطلب الزواج منها، ثمّ حملها ذات يوم في زوبعة، ومنحها الملك الجنيّ قوة المشاركة في جميع امتيازات زوجها فهي لا تكبر أبدًا.

ولها القدرة على نقل نفسها في غمضة عين أينما أرادت الذهاب، استخدمت أجنيلا هذه القوة في كثير من الأحيان لزيارة ابنها وأطفاله، وكانت تطلب من باسيروس أن تذهب للعيش معها في مملكتها الجديدة، لكن باسيروس تمنّت لها الحظ الجيد، وأخبرتها أنّها ستكون سعيدة أكثر لو بقيت مع الأمير وفيوليت، واعتنت بأطفالهم الذين غالبًا ما روت لهم مغامرات أورسون وفيوليت، فوافقت الملكة على ذلك وتمنّت لها السعادة.


شارك المقالة: